الفصل الأول

1.2K 34 4
                                    

بداية يوم جديد يحمل دائمًا أمنيات جديدة..
والأمنيات هنا بعضها يتحقق والآخر لا..
لكنها كانت تحاول تحقيق ما تريده، حتى ولو من أصعب ما يكون..
الحياة علمتها أخذ ما تستطيع..
ف أصبحت ماهرة بخلق الأمنيات وتحقيقها..
_زينب خالد

بأحد القاعات المفتوحة...

كان الجميع يعمل كخلية نحل، الجميع يركض هنا وهناك على قدم وساق وذلك لإنهاء تزيين القاعة قبل بدأ الحفل .. كانت تقف بشموخ وثقة، عينيها الزيتونية تدور بين العمال لتتأكد من سرعة الإنتهاء و بين الحين والآخر يأتي أحد إليها للإستشارة فترشده للصواب وتدلي بجميع آرائها .. أتت مساعدتها مريم لتقف بجانبها محدثة أيها بنبرة عملية:
فيه عروسة عايزة تاخد معاد عشان خطوبة

التفت لها صبا ونظرت لعينيها ببسمة فأجابتها:
حطيها بكرة بعد الضهر .. وحاولي تشوفيلي يوم فاضي أرتاح فيه .. دة بعد إذنك ومش هزعج جنابك

أنهت جملتها بملامح متذمرة وذلك بسبب كثرة العمل في الآونة الأخيرة خصوصًا مع تواجد موسم الأفراح في هذا الوقت، ضحكت مريم مستمتعة بما قالته ف أردفت بقلة حيلة مازحة:
إنسي أنك تلاقي .. أنا أخري أزنق اليوم فتروحي بدري غير كدة مفيش

زفرت الأخرى بتعب وضيق لكنها حاولت التهوين على نفسها قليلًا ف إبتسمت بسمة خفيفة قائلة: 
تمام .. المهم تشوفي الشيفات اتأخروا ليه دة خلاص الناس على وصول وأنا عايزة الحق

هزت مريم رأسها بموافقة واتجهت لتحادث المطعم بينما التفت صبا لتقيم الديكورات المتواجدة وهي تشعر برضا داخليا لما تفعله دائمًا .. هي الأشهر والأفضل في مجال عملها.. ولما لا !! وهي صبا البنداري أشهر منسقة حفلات على مستوى مصر.
هكذا تظل تشجع ذاتها لإتقان عملها ومحاولة التطوير بشكل مستمر لجذب كافة الأضواء ناحيتها، وعلى ذكر السوق ومنافسيه ها هي أتت المنافسة التي تقابلها بنفس قوتها ميرا الجمال العدوة، تطيق أي شيء ولا تطيق سماع اسمها، تحاول دائمًا الفوز عليها وتدور بينهما منافسات لا حصر لها على من يفوز بحفل أو زفاف.

تقدمت ميرا حتى وقفت أمامها وعينيها تدور حولها بإمتعاض متفحصة، تحدثت بنبرة متعالية حملت الغرور:
الله هو أنت اللي معايا هنا .. اممم بس باين أن الخطوبة كويسة محتاجة بس تتغير شوية حاجات تدي روح كدة

تأففت صبا بداخلها وأرجعت شعرها القصير للخلف للسيطرة على إنفعالها محاولة الصبر لأن المخزون بداخلها نفذ لذلك إبتسمت بسخافة وأجابت بحدة:
والله الخطوبة كويسة أو مش كويسة للأسف ده مش أوبشن أقدر أرجع ليكي فيه و أخد رأيك لأن عارفة شغلي كويس

استشعرت صبا ذروات الغضب التي ارتفعت بداخل ميرا لتبتسم داخليًا بإنتصار بينما الأخرى كبحت غضبها بأقصى درجاته بملامح كما هي لكن عيناها كانت منفعلة للغاية لتجيبها بنبرة ملتوية:
تمام خدي بالك بقى على شغلك عشان متزعليش عليه

لمحة عن الغرام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن