الفصل الرابع

367 13 0
                                    

إلى الليالي المظلمة مرحبًا بك ..
ماتت حياة وانبثقت أخرى ..
دُفنت الرحمة وجاءت القسوة ..
عم الظلام، واختفى النور ..
اختفت المبادئ .. وانتشر الظلم
والإنتقام أصبح سيد المكان ..
هنا أحكم وأسيطر على الجميع ..
وهنا أيضًا يخاف الجميع، الطاعة واجبة والتمرد مستحيل ..
لأني أمسك زمام الأمور، سأحقق أهدافي وأحقق الإنتقام ..
إلى أن ينتهي فـ ينبثق النور ويختفي الظلام  ..
حينها قد أكون راضيٍ على ما حققته ..
_ زينب خالد

تقف بالمنتصف تتابع إنارة الإضاءة وكيفية التنقل من جهة لأخرى بكل تناغم، التفت بعيناها ناحية الباب وجدت الشيفات يدخلن محملين معهم الأطباق الخاصة بالحفل التي هي خاصة بإحدى الشركات التي أقامتها كإحتفال بشراكة جديدة، وجدت هادي خلفهم يأمرهم ثم ظل يدلي ببعض الأوامر بينما هي راقبته بأعين متلهفه تود لو تركض إليه سريعًا، ظلت تتابعه بشغف وعيناها الزيتونية متلألئة  كإزدهار الزهور بموسمها .. تود الذهاب له لكن تعلم بأنه لا يود النظر لها مجددًا ومن بين ترددها قررت أن تجازف وتذهب له يكفي خصام إلى الآن .. وقفت بجانبه بينما هو لا يعيرها أي إهتمام حتى أنهى حديثه مع الشيفات وقرر الذهاب .. كاد يتحرك ليذهب لكنها أوقفته برجاء قائلة بتساؤل:
هتمشي كده من غير ما تكلمني

وقف أمامها يثني ذراعه أمام صدره قائلا بحدة:
والمفروض أخذ الإذن قبل ما امشي

توترت ولا تعرف بما تجيب عليه فقالت ببسمة متوترة:
لا بس مش هتفضل شوية

عينيه القوية كانت تتخرق داخلها وهي مضطربة والحديث هرب فورًا فحاولت أن تتحدث قائلة بتساؤل مصتنع:
هو أنت مش بترد عليا ليه .. أنا عمالة أكلمك كتير أوي ومش عارفه أوصلك

أجابها بقسوة:
مش عايز أكلمك ومليش مزاج لرغي البنات دة

نظرت صبا غير مصدقة بما يقوله، متى أصبح قاسي لهذه الدرجة ؟؟ .. أردف هادي حديثه بقول ساخر وعينيه تموج بينها قسوة لم تعتادها منه أبدًا:
أي .. مالك مستغربة كدة ليه، شكل جديد متعوديش عليه بس حظك إنك تشوفيه .. وأنت بنت حلال بإيدك طلعتي المستخبي

ناظرته بعدم إدراك لما يفعل ذلك ولماذا؟، حدثته بعدم معرفة:
أنت بتعمل كده ليه

شفتيه حملت إبتسامة ساخرة عكس وجهه الصخري الذي حمل قسوة لأول مرة تعرفها وكأن سنواتهما معًا لم تكفيها لتعلمه جيدًا .. قرر تركها والرحيل أفضل من أن يتطور الأمر بينهما للأسوء وحين تحرك خطوة أوقفته منفعلة قائلة:
أنت تقف وتفهمني فيه أي .. وازاي تكلمني بالطريقة دي

عاد بجسده للخلف ووقف أمامها وتحدث مجيبًا بجمود:
اتكلم بالطريقة اللي تعجبني، ولا أنت فاكرة أنك أول ما ترجعي هاخدك بالحضن وأقولك حمدلله على السلامة

أردفت صبا بضيق موضحة:
أنت عارف أنا كنت بمر بأي وعارف ردة فعلي تجاه أي شيء بيحصلي

سخر هادي قائلًا:
اه دة زي لما اجيلك البيت عشان أتكلم معاكي وأسمعك تروحي تقفلي الباب في وشي

أعادت خصلات شعرها للخلف بحرج وأجابته:
مكنتش في وعيي ولا عارفة بعمل أي .. أنا كنت زي المخبوطة على دماغي .. عارف لما حلمك يتهد قدام عينك، في ثانية كل حاجة تضيع، شقاك وسنين عمرك يطيروا في الهوا، أنا لغاية دلوقتي مش مستوعبة اللي حصل .. ربنا يعلم ازاي واقفة دلوقتي، أنا من جوايا حقيقي مش حاسة بأي حاجة حواليا أنا بكمل وخلاص، بكمل عشان مينفعش اقف، عشان فيه ناس ورايا شايلة مسؤوليتهم .. أنا بقيت متلخبطة ومش عارفه حاجة ووجودك معايا حقيقي بيفرق معايا أوي

ترقرقت الدموع بعينيها وغامت غاباتها الزيتونية بالمطر فبدأت بعض الدموع بالنزول على وجنتيها مغمضة عينيها بقهر حقيقي تشعر به وبحديثه القاسي الذي ولأول مرة يقسو عليها بهذا الشكل، نعم هي مذنبة وله كامل الحق لكن غيابه عليها له تأثير قوي .. يستمع لها بجمود لكن عند رؤية دموعها شعر بشيء داخله يهتز، شيء يجعله يود يربت على ظهرها بحنان لتخرج كل ما بداخلها، شعور غريب للغاية يحسه فعقد حاجبيه بغرابة من حالته هذه، حاول أن يتدارك نفسه سريعًا وأن يفيق ونفض أي أفكار تدور بعقله بداخله .. تحدث بنبرة أجشه ناظرًا لها بعدما لانت رمادية عيناه قليلًا:
طب خلاص متعيطيش

رفعت عيناها مواجهة عيناه التائهه، اهتزت حدقتي عيناه أمام غاباتها وعاصفته استكانت بدل من الهبوب عليها .. قالت بنبرة متحشرجة و عينين بريئتين:
يعني أنت سامحتي

أجابها بهدوء بعدما لانت ملامحه قليلًا:
اه .. يلا أمسحي دموعك ينفعش حد يشوفك كده

أزالت سريعًا دموعها وهو يراقبها بدقة وشيء ما بداخله ينبض بشكل مريب، حاول أن يفيق سريعًا وعاد لطبيعته ف أهداها بسمة خفيفة قائلًا:
خلاص كفاية بقى

ابتسمت صبا مجيبة بسعادة:
تعرف أن كنت مفتقدة حراستك عليا .. أنا أسفة لكل حاجة عملتها

أردف هادي حديثه:
المهم إنك متعمليش كدة تاني .. يلا عشان لازم امشي

أجابته برجاء وعيناها تستسمحه للبقاء:
لا متمشيش حقيقي عايزاك معايا

هز هادي رأسه مجيبًا :
طيب

ابتسمت بسعادة وعيناها تلألأت بالفرحة فقالت بمزاح:
والله طنط الله يرحمها باينها كانت متنبئة بالمستقبل ف سمتك هادي

قاطع حديثهما وقوف رجل بينهما فارع الطول ذو بنيه رياضية جيدة لا بئس بها، تحدث يرمقهما ببسمة:
صبا البنداري

نظرت له بتساؤل مجيبة:
ايوة

أردف حديثه قائلا بإبتسامة:
أحب أعرفك بنفسي محمود سامح مصمم حفلات أكيد سمعتي عني، كنت عايش في دبي ولسه نازل مصر من كام شهر افتتح بيزنس ليا هنا لكن لما عرفت من صاحبي إنك اللي بتنظمي الحفلة قولت اجي بنفسي اسلم عليكي .. بسمع عنك كتير جدا وشغلك بيتكلم عنك دايمًا

ابتسمت صبا بعملية مجيبة:
شكرًا .. أهلا بيك سمعت عن حضرتك شوية

ضحك بتساؤل قائلاً:
الحمدلله طلعت مشهور .. مين حضرتك دة المساعد بتاعك

أشار على هادي الواقف بجانبها بملامح وجه عملية هادئة، فقالت موضحة:
لا .. دة هادي البكري صاحب سلسلة مطاعم البكري

سلم محمود عليه بحرارة قائلا بسعادة:
فعلا حظي حلو أن قابلت ايقونات مهمة في مجالاتهم .. على عموم أنا عامل حفلة تعارف بما أن البيزنس بتاعي اكتمل هنا، وأنتم مدعويين ومش هقبل أي أعذار والدعوات هتوصل لحد عندكم .. استأذنكم تكملوا شغلكم

تركهم محمود واتجه لصديقه مرة أخرى بيننا سألها هادي قائلًا:
تعرفي عنه أي

أجابته صبا موضحة:
ليه شهرة واسعة في الوطن العربي برة وبيعمل حفلات لأهم رجال الأعمال .. بس أي اللي يخلي واحد من دبي يجي يعيش هنا

قال هادي مفسرًا:
بيزنس .. كل م بيزنس يزيد أكتر كل ما النفوذ تكبر

هزت رأسها بموافقة مجيبة:
فعلا لما نشوف هيعمل أي الأيام الجاية

                                 ********

بعد أربعة أيام..

أصوات عالية تمتزج مع الموسيقى الهادئة، صواني محملة بالعصائر بمختلف أنواعها يقدمها العاملون، تنظيم رائع يأتي من شخص متفاني ذو ذوق فريد، تراقب صبا الحفلة حولها بنظرات هادئة متفحصة، ترتدي بذلة نسائية بلون الوردي أسفله توب أبيض وخصلات شعرها القصيرة تركتها حرة مكتفية ببعض الزينة البسيطة التي ابرزت معالم وجهها الآخذة، تحدثت مريم منبهرة بديكورات الحفلة:
أووف الحفلة تحفة .. أدي الحفلة لما يبقى صاحبها مصمم، حقيقي خطفتني كدة

هزت رأسها موافقة قائلة بهدوء:
فعلا الديكور هادي ملائم مع الحفلة

ثرثرت مريم قائلة بتعجب مراقبة للجميع هي الأخرى :
بس أي مسبش حد في السوق إلا وعزمه، تقوليش عمل فرز لجميع المصممين على الساحة .. باين أن النفوذ واضحة

هزت كتفيها وأردفت هادئة:
طبيعي مش واحد هيفتح بيزنس في مكان ميعرفوش، ف أول شيء يدرس السوق .. مين اللي عالي ومين المبتدأ، شيء طبيعي يعني

سألتها مريم مستفسرة:
هادي مش جاي ولا أي

نظرت صبا لهاتفها لعلها تجد أي رسالة منه لكن لم تجد شيء فاردفت بعدم معرفة:
مش عارفه.. كان بيقولي هيخلص بدري ويجي بس مبعتليش حاجة

دلفت ميرا بأناقتها المعهودة منها تسير بخطوات ثابتة واثقة بجانبها هنا التي تراقب الحفل، وقفت ميرا تنظر للجميع حتى وجدت صبا ومريم بجانبها فتحدثت ببسمة ماكرة:
لازم نروح نسلم

تحدثت هنا بعدم رضا قائلة:
ميرا بعد إذنك بلاش كلام مستفز عشان عارفاكي

نظرت لها الأخرى غير راضية بالمرة عن ما تفوهت به ثم قالت ممتعضة:
أولا أنا مش مستفزة بعدين هروح اباركلها على عودة المحل من جديد

لم تجد هنا ما تجيب بيه عليها، تعلمها جيدًا لا تهدأ إطلاقًا، تحب خلق روح منافسة لكل شيء تفعله .. على رغم بأنها تملك قلب طيب للغاية لكن المشاكسة التي تمتلكها لا تتركها هادئة بالمرة بل هي كارهه للهدوء كثيرًا .. تحدثت ميرا بملامح فرحة وبسمة متسعة:
ازيكم يا بنات

كل منهم سلم على الآخر فبدأت ميرا الحديث قائلة:
مبروك رجوع المحل

تبسمت صبا بمكر قائلا:
أو مبارك رجوعي القوي أيهما أفضل

أزاحت ميرا شعرها للخلف بغرور وأجابت عليها بكبر:
تؤ خلينا في رجوع شغلك عشان حتة الأقوى دي متعقدش إنك توصلي لمكانة ميرا الجمال ولا أي

ضحكت صبا بإستمتاع حقًا فأردفت ببسمة:
تصدقي إنك عندك خفة دم عالية .. والواحد كان زهق من جو الحفلة بعدين أشك إنك الأقوى، أصل القوي مبيلعبش من تحت الترابيزة ولا أي

أجابتها الأخرى بتفهم وقالت:
والله مش دايما كل حاجة نشوفها بعنينا نصدقها أحيانًا ممكن نلعب بالمشاهد فيظهر المشهد اللي عايزين الناس تصدقه لكن الله أعلم خلف الكواليس أي .. مش كل حاجة حاجة تتصدق من غير دليل

أومأت بتفهم وقالت صبا ببسمة خفيفة:
كل هيبان وانهاردة المستخبي بكرة يبان


قاطع حديثهما قدوم هادي الذي وقف معهن فقال بنبرة قوية:
مساء الخير

رمقته ميرا بإعجاب بسبب أناقته التي لا يتخلى عنها أبدًا خاصة مع رمادية عيناه حقًا تحب النظر لها فلم تخفي نظرات إعجابها بيه متحدثة بإبتسامة: 
دايما يا هادي تدخل تخطف الأنظار في الآخر .. عامل أي

أجابها قائلًا:
الحمدلله

تحدثت ميرا بمشاكسة:
مش ناوى تسيب صبا وتشتغل معايا

اشتعلت الأخرى بداخلها  من حديثها وتحدثت غاضبة:
ميرا روحي شوفي هتقفي فين عشان كلمة كمان زيادة ومش هتتعرفي على حتة في وشك

ضحكت ميرا بقوة مستمتعة بإغاظتها فقالت:
الصراحة بستمتع وأنا بستفزك

تحدثت هذه المرة مريم بعدم رضا:
مش هنخلص النهارده

في هذه الأثناء هدأت الموسيقى فجأة وارتفعت الأصوات، ظهر محمود وهو يقف على المنصة أمام المايك مبتسمًا فتحدث بعرفًا بنفسه:
أهلًا وسهلًا بالجميع .. مبسوط جدًا إنكم لبيتوا دعواتي وشرفتوني انهاردة .. الحفلة دي بمناسبة افتتاح البيزنس بتاعي في مصر لكن أولا أحب أعرفكم بنفسي، أنا محمود سامح مصمم حفلات، اتولدت في مصر لكن عشت حياتي كلها في دبي والحمدلله عملت اسم لا بئس بيه .. جيت في يوم فكرت ليه مكبرش شغلي واشتغل في بلاد تانية، فقررت أن أول بلد أبدء بيها هي مصر ودة نتيجة أن فيها مقاومات حلوة أوي تشجع الواحد على الشغل .. اتمنى أن أقدر اضيف لخبراتكم وتستفيدوا من خبراتي، وبالتوفيق للجميع

هبط من على المنصة وبدء بالترحيب بالجميع فردًا تلو الآخر.. اقترب من المنضدة المنشودة التي يراقبها منذ أن صعد .. وقف بينهم وتحدث ببسمة متسعة وعينيه تلمع بالإعجاب لما يراه:
أهلا بأهم اتنين وحوش الموجودين في الساحة.. حاسس أن وجود اتنين من أعظم المصممين مع بعض على ترابيزة واحدة شيء جبار حقيقي بعمل حاجات مستحيل تحصل .. تشرفت بحضورك يا أستاذة ميرا

حيته ميرا ببسمتها المشرقة:
اهلا بوجودك ونورت مصر اتمنى إنك تقدر تحقق اللي بتتمناه هنا

أجابها بنبرة دبلوماسية رخيمة:
مصر منورة بأهلها وناسها واتمنى أكون ضيف خفيف ليكم وللسوق وأقدر أحقق ما اتمناه، ثم أكمل حديثه بغزل صريح بس بجانب دة اكتشفت أن بنات مصر حلوة اوى والدليل قدامي أهو

رمقه هادي بحدة وملامحه منقبضة بينما صبا لم يعجبها حديثه لا تعلم ولكن لم ترتاح له رغم بأنه لا يوجد لهم سابق معرفة أما ميرا فصمتت واتبسمت إبتسامة مجاملة رغم غزله الواضح لهم، راقب محمود الأجواء بملامح مشرقة ولكن وجد هادي يرمقه بنظرات حادة نارية ولكن لم يهتم بيه بل حاول الحديث معهم في نقاشات بين التصاميم وما يجري بالسوق .. مرت الحفل وبدأ الجميع بالمغادرة ولكنه حاول أن  يستفرد بصبا عندما كانت تهم بالمغادرة، فتحدث قائلا:
ينفع اتكلم معاكي لثواني

وقفت قائلة بجدية:
اتفضل

أردفت قائلا بنبرة عملية:
كنت حابب أن أعمل شراكة معاكي وقبل ما ترفضي لازم تسمعي الأسباب الأول، أولًا أن هنبقى من أقوى المنافسين في سوق فكون أن عملنا شراكة فدة شيء هيبقى ليه صدى عالي ثانيًا بخبرتي اللي اكتسبتها من برة على خبرتك اللي موجودة هنا هنقدر أن أننا نعمل شراكة محدش يقدر يقف قدامنا نهائي ويبقى السوق كله لحسابنا.

أجابته دون تفكير بنبرة هادئة وملامح عملية :
للأسف أنا بحب اشتغل لوحدي ومش بحب الشراكات لأن كلها خلافات وفي الآخر الموضوع مش هيكمل

أردف محمود حديثه بنفس عمليته:
وهو مين قالك أنها مش هتنجح مينفعش تبني على شيء من غير أسباب أو أساس

قاطعته قائلة:
الموضوع مش محتاج أي أساس وأنا مش بحب أن أشتغل مع حد بحب ابقى على راحتي أكتر واتمنى ليك التوفيق

رحلت من أمامه بينما هو راقب رحيلها وإبتسامة ماكرة على شفتيه قائلا:
أنت اللي قضيتي على نفسك، كنت بحاول أنجدتك من هلاكك لكن ملكيش نصيب لكن اللي متأكد منه أن مش هسيبك تفلتي من ايدي.

وجدت هادي يقف مع مريم يتحدث معها وعندما اقتربت منهم بملامح ممتعضة، تحدث هادي مستفسرا:
كل دة جوة بتعملي أي

تنهدت بضيق وأردفت موضحة:
محمود عايز اعمل شراكة معاه وأنا رفضت

شعر بإنفعال بداخله مجرد سماع اسمه خاصة بأنها وقفت معه بمفردها، لا يعرف لما ولكن نظراته لها طوال الحفلة التي كانت ترمق صبا لم تعجبه إطلاقا خاصة لمعة إعجاب لم تخفي عنه كونه رجل و هو يعلم ما سر وراء النظرات التي يحدجها بها، فأردف بملامح متشنجة قائلا بحدة:
ملكيش دعوة بيه تاني ولا صادف وقابلتيه متكلمهوش

عقدت حاجبيها بغرابة قائلة بتعجب:
وده ليه

أجابها بصرامة وعينيه تبعث بها نظراته الحادة :
هو كدة راجل ومينفعش تقفي معاه كتير بعدين متعرفهوش عشان تقفي معاه، ملقكيش واقفة معاه تاني

تحدثت قائلة بعدم فهم:
كدة كدة هو عرض عَرض وأنا رفضت يعني مفيش داعي أننا نشوف بعض تاني، ف ليه بقى الضيق وملامح وشك الغريبة دي

زفر منفعلًا وتحدث بحدة:
تسمعي اللي بقولك عليه وخلاص، يلا سلام

رحل منفعلًا وملامح وجهه حملت الصرامة والجدية، بينما راقبت هى رحيله بعدم فهم من حالته وتحدثت مريم قائلة بعدم فهم هي الأخرى:
يلا عشان نمشي كفاية كدة على اليوم اختتمت بهادي اللي محدش بيسمعله صوت بقى ينفعل عليكي .. يلا يا بنتي

حقًا لم تفهم ما فعله ولا إنفعاله الغير مبرر خاصة مع نظراته الحادة وتشنج وجهه ولكنها صمتت اقنعت نفسها بأنه ربما لم يرتاح له كما هي وإنه يحاول حمايتها من شيء لا تعلم عنه.
                              *******
باليوم التالي.. 

استمعت طرقات على الباب فتركت ما بيديها واتجهت لترى من الطارق، فتحته فوجدت أخاها أمامها حاملًا بين يديه الكثير من الحقائب وعلى شفتيه إبتسامته الهادئة، تضايقت عندما رأته فتركته على الباب ودلفت للداخل بينما زين صديقه المفضل وحبيب قلبه ركض سريعًا له عندما علم هويته، تحدث زين بفرحة كبيرة:
خالو وحشتني أوي

قبله هادي عدة قبلات على وجهه وتحدثت بفرحة حقيقة ظهرت على بريق عينيه:
وأنت كمان يا زينو .. قولي بقى عندك كام سنة

أشار بأصبعه برقم أربعة وتحدث بنبرة طفولية:
فور يا خالو

تحدث هادي بسخرية:
فور، الله يرحم أمك .. أنت بقيت من جيل بابي ومامي، ولااا أنا مش عايزك فرفور أنا عايز راجل

عقد حاجبيه كما يفعل هو، أجابه زين بجديه كما يفعل خاله:
أنا راجل يا خالو مبقتش صغير

عقد حاجبيه بقوة وتحدث بجدية زائفة:
طبعا دة أنت سيد الرجالة، وبما إنك بقيت راجل ف جبتلك لعب كتير جدًا جدًا وكل حاجة أنت بتحبها، خليك هنا وأنا هدخل أصالح مامي وأجيلك نلعب .. ماشي

قبله على إحدى وجنتيه بقوة قائلا بابتسامة واسعة:
أنا بحبك أوي

إجابته كانت عبارة عن قبلة حب طبعها على جبينه وداخله حنان كبير له، هو ولده حبيبه وأول من يحمله على يديه، حياته رائعة بسبب وجوده هو وأخته وعلى سيرة أخته أخذ شهيق وزفير لعدة مرات يستعد لجولة طويلة من المحاولات لاستمالتها لأنه يعملها مثله تمام لا تتصالح بسهولة خصوصًا وهو تهاون وأهمل بها كثيرًا بأخر فترة.

دلف للمطبخ حيث تقبع بداخله، وجدها تطهو الطعام ورائحته يستنشقها بتلذذ، هي تربيته من كبرت على يديه وتعلمت على يديه الكثير وهو أيضا تعلم منها، هي ركنه الهادئ الذي يلجأ له دائمًا، هي أساسه وروح جسده الساكن بداخله .. تعلم بأنه يقف خلفها ولكن لم تعيره أي إهتمام، قلبها حزين للغاية، شهر يساوي ثلاثين يومًا دون أن تراه أو تسمع لصوته، هل هانت عليه لهذه الدرجة؟، هنا تجمعت الدموع بعينها ولم تستطع أن تكبتها، هو أخيها روحها، وأبيها الذي تربت على كنفه وتعلمت منه الكثير، فكرة أنه لم يطمئن عليها تعكر عليها صفوها، هي مرتبطة بيه كثيرًا، مر بكثير من المصاعب سويًا ودائمًا كان يتكئ عليها بحياته والآن شعرت وكأنه كبر فجأة وأصبح عدم اللجوء إليها سهل .. عند هذا الحد انفجرت من البكاء ولم تستطع أن تكبت دموعها مجرد التخيل بأنه يتركها، اقترب منها سريعًا وهو يأخذها بين أحضانه واضعًا رأسها على صدره تتكئ عليه، يربت على خصلات شعرها بحنان فهتف بنبرة خافتة بها حنين:
‏أشششش .. ليه تعيطي بس

أجهشت من البكاء أكثر وتحدثت بنبرة متحشرجة:
عشان بعدت عني ولا كأن ليك أخت تسأل عنها .. هنت عليك كل الوقت متجيش تشوفني

قبل رأسها بحنان مربتًا على خصلاتها بحنان وهتف واضعًا وجنته اليمنى على رأسها قائلا بنبرة حنونة معتذرة وكأنها والدته التي عصى أمرها فعاد إليها محمل بالذنوب:
حقك عليا.. ولكن الدنيا كانت متلخبطة معايا جامد ف دة اللي خلاني انشغل عنك .. أنا أسف مش هعمل كدة تاني

بكت لكثير من الوقت وهو لا يمل من إحتوائها أبدًا، حتى هدأت تمامًا وأزالت دموعها الباقية على وجنتيها بأصابعها، استطاعت أخذ نفسها بشكل طبيعي، ابتعدت عنه وأعطته ظهرها بينما هو ابتسم على حركتها المعتادة منذ أن كانت صغيرة تظل تبكي على صدره وتشتكي منه لكثير حتى تفرغ ما بجعبتها وتعود لإبتعادها مرة أخرى ولكن لن يتركها هكذا حتى تصافح عنه، اقترب منها وتحدث بمراوغة:
اي ده .. أنت هتعملي أي بالبشاميل دة

لم تكلف نفسها عناء الرد بل أكملت ما تفعله، فقرر أن يجذبها هو للحديث فوقف بجانبها وثنى ذراعيه أمام صدره وقص عليها كل ما حدث بمكر وملامح خبيثة اصطنع الحزن:
مش أنا كنت بتسرق من المطعم اللي في المعادي وبيتلعب بيا

جحظت عينيها بعدم تصديق والتفت له متحدثة بصدمة:
أي .. حصل ازاي دة .. وعملت أي .. واكتشفت دة ازاي

ضحك بخبث وعينيه مستمتعة فشهقت بذهول مما يفعله وضربته بقبضتها على ذراعه بقوة وصرخت منفعلة:
تصدق إنك حلوف وبتخضني على الفاضي، بتعمل معايا كدة عشان أكلمك .. اتفضل يا هادي اطلع برة البيت ومتجيش تاني .. يلاااااا

ضحك بقوة مستمتعًا بغضبها وهي واقفة أمامه تضربه وتخرج طاقتها السلبية بداخلها بينما يتركها تفعل ما تريده وهي حقًا كما هي ضربتها صغيرة لا تشكل فارق معه، هدأ من نوبات ضحكه وتحدث قائلًا:
بس أنا مش بضحك عليكي ده حقيقي فعلًا، أنا كنت بستدرجك بس

شهقت للمرة الثانية قائلة بزهول:
وازاي دة حصل

قص عليها جميع ما مر بيه في خلال الشهر، لم يترك شيء لم يتحدث به حتى أنهى حديثه بتنهيدة حارة خرجت من جوفه:
وبس يا ستي .. دة كل اللي حصل

ظلت لثواني تستوعب كل ما استمعته وعقلها لا يدرك ما تفوه به للتو، فقالت بحزن مصاحب لشفقة مما حدث:
طب وصبا دلوقتي اخبارها أي .. وأنت عملت ايه في المدير

أكمل حديثه قائلًا:
أخد اللي فيه النصيب وجبت حد بداله، وصبا أهي رجعت تاني والمحل واتظبط

تنهدت براحة قائلة:
طب الحمدلله

يجلس أربعتهم على السفرة فتحدث عبدالرحمن باسمًا:
انهاردة يوم الإحتفال العالمي بمناسبة وجودك

رفع ناظره لهم وتبسم قائلا بنبرته الحنونة:
المطعم وصبا كانوا دوشين دماغي فدة اللي منعني، بس عمري م أقدر أعملها تاني .. كل أسبوع هتلاقيني عندك

تحدث عبدالرحمن ضاحكًا:
ياريت عشان أنا تعبت من كتر النكد والعياط كل شوية تقولش طفل في ثانوي خايفة من أصحاب السوء يخدوه معاهم لسكتهم

ضحك هادي بإستمتاع بينما ريم شعرت بالغيظ فضربت على ذراع زوجها بقوة فتحدثت بغضب:
ماشي يا عبده، ابقى شوف مين يعملك الأكل ولا أقولك أنا هروح مع أخويا وأونسه أحسن

انهى من ضحكه وقال هادي ببسمة متسعة:
والله وأخوكي فاتحله درعاتك، متأخرش عنك يا جميل .. بعدين ده ميستاهلش تعمليله حاجة

شعر الآخر بالغيظ وتحدث بنبرة مكتومة:
دلوقتي مستاهلش لا يا حبيبي دي مراتي

نظر له هادي نظرة قوية وتحدث بقوة:
ولاا تظبط كدة قبل ما تبقى مراتك تبقى أختي .. وأقدر أخدها دلوقتي وأنا مروح ومطولش منها ضفر

ابتسمت ريم بإتساع قائلة بفرحة:
أخويا حبيبي، سندي في الدنيا

أكمل عبدالرحمن أكله شاعرًا بالغيظ والتأكل داخله وهو يعلم بأنه قادر على فعلها فقال بتزمر:
عارف مش محتاج تقولي

كتم هادي ضحكته حتى لا يزول جديته فتحدثت مريم وهي تعطي لابنها قطعة من البشاميل أخرى:
مش هتتجوز بقى يا حبيبي بدل وحدتك كدة .. مفيش حد كدة ولا كدة

نفى برأسه قائلًا وهو يلوك الطعام بفمه:
مفيش بعدين لما يجي النصيب نبقى نشوف

نظرت له ريم وقالت موضحة:
النصيب دة لو بتدور ومهتم لكن أنت مبتعملش حاجة خالص وبعدين سنك هيبدأ يكبر يا حبيبي

أجابها بلا إهتمام :
مش بفكر دلوقتي بعدين لما عيني تيجي على واحدة هبقى اقولك غير كده متعمليش أي حاجة من دماغك عشان عارفك

هتفت بغيظ قائلا:
والله وأنا اسيبك كدة لغاية لما تجيب الخمسين

ابتسم مجيبًا:
اه أنا راضي أوصل للخمسين، ياستي متحرقيش بنزين على الفاضي معايا أنت عارفاني

يراقب حديثهما دون تدخل فتحدثت عبدالرحمن لزوجته حتى تنهي هذا الحديث:
هو مش صغير يا ريم عشان خايفة عليه يا حبيبتي .. وهو لو فيه حد عاجبه هيجي وياخدنا كلنا بعلبة الشكولاتة ويقولنا هنروح نتقدمها إنهاردة يعني إنهاردة .. فنسيبه لغاية ما يتخبط في الحيط بعدين يرجعلنا

نظر له بشزر قائلا بغيظ:
ما كنا ماشين عدل تحب أخبط دماغك في الحيط أنا

نفخ الآخر بضجر وتحدث بتذمر:
ما أنت متعرفش تتشطر عليها فبتيجي عليا أنا

أجابه هادي بشر ماكرًا:
تحب أوريك الشطارة إزاي بس بلاش قدام ابنك عشان شكلك مش هيبقى لطيف .. تعالى جوة وأنا احكيلك

هتف زين بحماس طفولي قائلًا:
خدني معاك يا خالو أنا بقيت كبير

ضحك هادي مستمتعًا قائلا:
مينفعش أنت يا حبيبي .. دي ناس محتاجة تتظبط باين لما غيبت ظهر ليها صوت

ضحكت ريم وأجابت مضيفة على حديثه:
تصدق عنك حق .. خدلي حقي يا حبيبي

نظر له هادي بمكر مجيبًا:
يا خبر بنوتي تؤمر وأنا أنفذ

قضى الأمسية معهم بين المزاح والمرح معهم، عائلته هي المنفس الذي يهرب به من الجميع، رغم قلقه الذي تفاقم بداخله منذ ظهور هذا الكائن الجديد الذي يسمى محمود .. لكنه أتى اليوم ليخرج طاقة بداخله ليشعر ببعض الراحة ولو قليلًا .. هو قلق من شيء بداخله أن يحدث ولكن سيظل يقف بالمرصاد لكل ما يمكن أن يحدث .. فحاول أن ينشغل مع ابن أخته واللعب معه حتى انتهى يومه نائمًا بجانبه يمسد على خصلات شعره بحنان يفكر مستقبلًا لما يمكن حدوثه.

                          *********
بمكتب محمود..

دلف مساعده للداخل ثم وقف أمامه قائلا بعملية:
كل الناس مشيت يا فندم وكل حاجة اتظبطت

أجاب محمود بنبرة أمره:
عايزك تحط الرجالة تراقب صبا البنداري وميرا الجمال ٢٤ ساعة، النفس اللي يخرج منهم ابقى عارفه، كل الحفلات والمواعيد بتاعتها تتصرف وتبقى عندي

هز رأسه بطاعة مجيبًا بخنوع:
كل اللي تؤمر بيه، اعتبره حصل

غادر مساعده بينما محمود يفكر بكيفية الإطاحة بهما .. لا يحب أن يكون لديه منافس قوي أمامه، يحب الإمساك بزمام الأمور بنفسه .. وأول شيء سيفعله هو كيف سيدمرهما حتى تكون الساحة له وحده أما للمكاتب الصغيرة سيتركها تعمل طالما لم يوجد من ينافس قوته.

لكن منذ أمس وصبا لم تغادر عقله، حقا سلبت لب أنفاسه بجدارة .. هكذا ستجعل كل الخطط تتغير ولكن لم يزيده هذا إلى إصرار وحماس، فظل يفكر كيف سيحاول الوقوع بها بمصيدته .. لكن نظرات ذلك الهادي لا يطمئن لها، يشعر وكأنه يشكل حراسة من نوع آخر، هل يحبها أم ماذا؟! سؤال عالق بذهنه لكن لن يشكل ذلك خطرًا أو تحديدًا هو تعود على أن يأخذ ما يريده حتى لو كلفه الكثير.

تحدث بنبرة ماكرة قائلًا:
بداية اللعب الحقيقي بدأ وكل اللي جاي دمار

                            ********

بعد أسبوع ..

ذهبت ميرا للفندق المقام به حفلة الزفاف حتى تشرف على تصميمه كما طلبت العروس التي جعلتها تكاد تفقد وعيها من كثرة الطلبات التي تريدها .. وصلت ميرا للقاعة، بحثت بعينيها هنا وهناك ولكن لم تجد أي حد .. شعرت بالتعجب لما يحدث فقررت أن تهاتف هنا حتى تعلم لما الجميع مختفي عن الأنظار، كادت أن تخرج هاتفها ولكن وجدت هنا أتيه عليها وعلى وجهها ملامح الزهول والتعجب فتحدثت ميرا بملامح مستفسرة:
هو في أي .. وفين العمال بتوعنا

الحيرة تكاد تفقدها عقلها حقًا وعقلها يدور بمدار لتبحث عن سبب حدوث ذلك، فقالت هنا وهي لا تعلم ما يحدث حقًا:
معرفش .. حقيقي معرفش، العمال بقالي ساعتين مستنياهم ومحدش منهم جه

لم تعي ما تتفوه به الأخرى فتحدثت بعدم فهم:
يعني أي العمال ميجوش .. أنت عارفة الساعة بقت كام والفرح بعد كام ساعة

نأففت هنا بحيرة قائلة بعدم تصديق:
معرفش معرفش .. كلمتهم كلهم ولا حد منهم رد عليا

عينيها الهادئة تحولت لبركان ثائر والحيرة تدور بمدار عقلها دون توضيح فتحدثت منفعلة:
يعني أي متعرفيش.. دي مصيبة أقول أي للناس دلوقتي.. أي المهزلة دي

أجابتها هنا متعجبة:
مش عارفه ومش لاقية حل والناس لما تيجي هنقولهم أي

هتف صوت من الخلف متحدثة بنبرة ماكرة أنوثية:
متقلقيش هقولهم أنا

استدارت ميرا بجسدها للخلف وهي ترى صبا تقف بجانبها مريم والعمال بدأ كل منهم يذهب لعمله .. فأرتفع الغصب بداخلها وتحدثت بنبرة عالية حادة:
أنت بتعملي أي هنا وجايبة الناس دول ليه .. محدش قالك أن الفرح ده بتاعي

وقفت صبا أمامه بملامح مشرقة مسترخية ورفعت كتفيها هاتفة بدهاء:
والله اللي اعرفه أن الناس كلمتني أجي أنقذهم منك بعد ما لقوا أن مفيش أي ناس بتشتغل .. هما فين صحيح يمكن تكون راحت عليهم نومة

لم تصدق ما تسمعه ميرا بينما هنا ذهلت تمامًا مما تسمعه فلم تجد ما تقوله فتحدثت ميرا بغضب ونبرة عالية:
ده مين اللي قال التخاريف دي .. اطلعي برة أنت والناس بتاعتك دة فرحي

أرجعت خصلات شعرها للخلف وأجابتها ببسمة متسعة:
كان فرحك دلوقتي هو فرحي، أما مين قالي ف تقريبا أصحاب الفرح لما ملاقوش حاجة قالوا يلحقوا الدنيا قبل كل ما تبوظ بعدين أنت عارفة دة فرح ليلة العمر مبتتكررش كتير .. وعن إذنك عشان الشغل كتير والوقت قليل

أردفت ميرا بغضب جحيمي ونبرتها العالية تهتف بها:
بقى أنا تعملي فيا كدة أكيد أنت اللي خليتهم ميجوش عشان تبوظي شغلي .. ماشي يا صبا بس متزعليش من اللي هعمله، أنت اللي بدأتي

أجابتها الاخرى بحدة مماثلة وملامح وجها قست:
أنت اللي بدأتي اللعب الأول .. لما بوظتي شغلي وحرقتي محلي شقا عمري يبقى تستحملي كل اللي بيتعمل دلوقتي

تقفن الإثنتين بنفس القوة والند بالند كل منهما ملامحهما تضج بالغضب المستعر والقسوة تستكين بأعينهم حتى أنهت ميرا بحدثها بقسوة:
متجيش تندمي لما تلعبي مع ميرا الجمال

رحلت ميرا خلفها هنا التي لا تعي ما يحدث ولما يجرى هذا وهل صبا فعلت بهم هكذا ؟،  بينما ميرا كانت تدق الأرض بغضب يكاد يحرق الجميع فتحدثت مريم مراقبة لمغادرتهم متسائلة:
مش خايفة من اللي هيحصل

ابتسمت صبا بسمة هادئة قائلة بثقة:
ولا تقدر تعمل حاجة .. هي اللي بدأت تبقى تتحمل بقى

لمحة عن الغرام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن