الفصل الثالثبداخل المندرة التي ما زالت على اشتعالها، وقد تمكن اخيرًا بعض الرجالي مع الدفع بقوة في إخراج فايز الذي كان كالثور الهائج الذي يصعب السيطرة عليه او ترويضه، وتمتم الآخرون ببعض الكلمات المهدئة، توقيرًا للرجل الكبير، واشفاقًا عليه.
في النهاية وبعد مرور العاصفة القوية بخروج فايز ومعه الرجال، سقط عبد المعطي بتعب على كرسيه يلتقط أنفاسه الاهثة، وجلست بجواره ابنته لتطمئن عليه وتحاول تهدئته:
- الف سلامة عليك يا بوي، حاسس بإيه تاعبك؟
اومأ لها برأسه واضعًا كفه على صدره وموضع قلبه، واقترب حجازي منهما يقول بعتب :
- ليه يا جد عملت كدة؟ ليه تبعتيه يا عمتي؟ كان لازم تاخدوا رأيي في حاجة كبيرة تخصني زي دي، هو انا مش راجل جدامكم عشان تتصرفوا من غير اذني؟خرج رد هويدا وهي تدلك بيدها على صدر ابيها معه:
- بعد الشر عليك يا ولدي، دا انت سيد الرجال كمان، احنا عملنا كدة من وراك عشان عارفين ردك ونبل أخلاجك، كنت هتمنعنا أكيد، واحنا يا ولدي مش عايزين غير الصالح.- فينه الصالح ده يا عمتي؟ لما تحرموا ابوي من حجه في البيت، فين الصالح ده؟
هتف بها حجازي ليفاجأ باندفاع جدته وزوجته ووالدته؛ التي هبطت من الطابق الثاني نتيجة صوت الشجار العالي، ليخترقن المندرة بهلع، وكانت هي أول من اقترب منه لتتفحصه جيدًا وتسأله :
- عملك ايه الراجل العفش ده؟ أوعي يكون أذاك؟
اومأ لها برأسه يطمئنها قبل أن ينتبه على زوجته بالقرب منه، تتطلع إليه بقلق شديد، وعينيها ترسل رسائلها إليه، تود لو تتخلي عن خجلها واحتضانه أمام الجميع، فقالت بصوت مهزوز بجزعها:
- جولي يا حجازي، فيك حاجة؟ ولا كلام الراجل السم ده هزك جدام الرجالة؟
أغمض عينيه متنهدًا بأسى صامتًا، وقد نفذت طاقته في الحديث فقامت بالرد عنه سكينة جدته والتي جلست بجوار زوجها في الناحية الأخرى:
- اطلعي على فوج يا نادية، واسحبي جوزك وعمتك معاكي، خلي الكلام بعدين على ما يريح حجازي شوية.
إعترضت سليمة تعبر عن رفضها:
- لاه مش طالعة قبل ما افهم يا مرة عمي، لازم اعرف السبب اللي خلي الراجل العفش دا يتهجم على ولدي؟ ليه الشتيمة وجلة الجيمة في مجلس الرجالة كبارات العيلة.تكفلت هويدا بالرد قائلة بلهجة حازمة:
- اسمعي الكلام يا سليمة، الحديت مش هيطير، المهم ولدك دلوك، اعمليلوا كوباية عصير يا مرة خليه يهدى.إنتبهت لكلماتها، تتطلع نحو ابنها الذي أشاح بوجهه على الفور يأمرها ويأمر زوجته:
- بينا نطلع على فوج ونسيب جدي يستريح شوية، الاهم هو صحته دلوك ، وبعدين للحديث بجية.
أنت تقرأ
ميراث الندم الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروح
Чиклитوضعها القدر تحت رعايته، لتستنجد به من غدر أعز الأحباب لديها، من أجل حمايتها، متعشمة في رجولته كي يساندها، حتى تسترد حقها وما سلب بخسة منها، ولكن ما لم تحسب حسابه هو أن تقع اسيرة بين يديه، وقد اغراه الطمع في فتنتها، يريد الاستئثار بها ، يختلق الحجج و...