الحياة مخادعة ، لا أدري ما تخفيه لي..أظل أتخبط في الظلام ظنًا مني أنني سأجد الضوء في نهاية النفق..لكنني في الواقع أساق نحو الجحيم..'
…
وصل "طارق" لعيادة الأسنان خاصته فوجدها مزدحمة كالعادة ، تنهد بعمق ثم توجه لداخل مكتبه وتبعته "أروي" المساعدة خاصته قائلة:
"حضرتك جاهز ندخل أول كشف يا دكتور؟"
"أومأ له طارق موافقًا ثم إرتدي الرداء الطبي الخاص به قائلاً:
"تمام دخليه."
دلفت بعد ذلك سيدة في منتصف العمر وعلي وجهها معالم الألم ليشير لها "طارق" بالجلوس علي المقعد الخاص بالكشف وأخذ يتحدث معها ليعلم ما مشكلتها..
حالة تبعتها أخري دون أن يأخذ أنفاسه ويريح نفسه حتي سرقه الوقت ، طالع ساعة الحائط فوجد عقاربها تشير نحو الخامسة مساءً ليوبخ نفسه بضيق:
"إزاي إتلهيت كده ونسيت أصلي العصر.."
قال ثم نادي علي "أروي" التي حضرت فورًا ليقول لها:
"متدخليش حد تاني يا أروي لحد ما أصلي العصر."
أومأت له "أروي" قائلة:
"أساسًا معدتش مرضي يا دكتور ، مفيش غير واحدة جات سألت عليك النهاردة الصبح ولما قولتلها إنك لسه مجتش مشيت ورجعت جات تاني الوقتي."
"تمام هصلي وبعدين دخلها."
حركت "أروي" رأسها بإمائه بسيطة لتخرج من الغرفة ، بينما هو خلع ردائه الطبي وشمر أكمامه ثم دلف للمرحاض الملحق بالغرفة وتوضأ ، ثم أدي صلاته ، وبعدما إنتهي أخبر "أروي" أن تسمح لمن بالخارج بالدخول..
دلفت فتاة تبدو مألوفة له لكن ليس كثيرًا ، ترتدي ملابس بسيطة لكن أنيقة..كحيلة العينين ، ذات رموش كثيفة فائقة الجمال..
أفاق "طارق" من شروده علي صوتها العذب ونبرتها الموسيقية الهادئة قائلة:
"إزيك يا دكتور طارق..أنا داليا عزمي اللي كلمت حضرتك عشان التدريب ، حضرتك فاكرني.."
حرك "طارق" رأسه بتذكر ليشير لها بالجلوس قائلاً:
"طبعًا فاكرك ، إتفضلي إرتاحي ، بعتذر عشان جيتي الصبح ومكنتش موجود وإضطريتي تيجي تاني."
نفت "داليا" بسرعة قائلة:
"لا أبدًا مفيش مشكلة يا دكتور ، المهم حضرتك هتسمحلي أتدرب هنا..؟"
إبتسم لها "طارق" موافقًا ، ليجيب:
"ده شيئ يشرفني طبعًا ، تقدري تبدأي من بكرة ، هيناسبك تيجي فترة مسائية ولا أظبطلك معاد الصبح؟"
إتسعت بسمتها لتردف بهدوء:
"لأ المعاد المسائي مناسبني جدًا ، أنا متشكرة جدًا يا دكتور."