إن فرّطت في ورد الأمس؛ فهذا يوم جديد، فاستفتحه بالقرآن.
-استعن بالله ولاتعجز.
#افتح_مصحفك 🤍✨
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكملت مودة فحصها بسلام...وانتظرت النتيجة على شاشة الحاسوب بجانب سُمية...
وريبال جالسٌ خلفهما منتظرٌ بخوف للقادم...
ظهرت النتيجة...ويبدو أن دُعــاء مودة قد أُستجيب...هاهي تحمل في داخلها كائنين...أحدهما جنينها والذي لا يُعرف حالته حتى الآن...والثاني خلايا سرطانية في أصعب منطقة في الجِسم...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالخلايا السرطانية، أو الخلايا العجوز...
هي خلايا تنشق عن التركيب الطبيعي للخلايا، أو تكاثرها الطبيعي...
تنقسم لقسمين، إما خلايا حميدة، أو خلايا سرطانية، تنتشر بسرعة خَطرة...
أيهما أسهل في التعامل معه؟!
بَديهًّا الخلايا الحميدة هي الأسهل، لكن تبقى هناك مشكلة، وهي مكانها...
فمكانها هو الذي يُحدد خطورتها...
الأماكن التي تكون خطرة بها تلك الخلايا..
هي العقل...لما؟!
دعوني أُجيب عليه وأنا أسرد بقيّة أحداث قصة مودة وريبال..._____
لا تدري ماذا تفعل، فهاهي ترى أمامها نتيجة الأشعة المغناطيسية...الرنين...
والتي تُظهر أنها تملك خلايا شاذة في في رأسها...
الأمر الأول الذي فكرت فيه هو
(سواءً أكانت خلايا حميدة، أو خلايا سرطانية فالأمر سيّان)...ربتت سُميّة على كتفها وهي تهمس ببكاء : حميدة بإذن الله...
رفعت مودة وجهها وسلطت عيناها فوق عينَا سُمية تسألها : هتفرق؟
وضعت سُمية يدها فوق فمها تكتم شهقاتها : ثِقي في الله، بإذن الله...
قاطعتها مودة بابتسامة : ونعمة بالله، بس الموت حق يا سُمية، كلنا هنموت، باختلاف الطرق أو بتشابُهِها مش هتفرق، أهم حاجة نموت على التوحيد...
استقامت مودة مغادرةً الغرفة، وجدت ريبال جالس فوق المقعد، منكِسًا رأسه بين يديه...
يبدو عليه الحزن والقلق...هل تُخفي عليه هذا الأمر أيضًا...
أجل..
لن تخبره بمرضها إلا بعدما تطمئن على جنينها...
اِقتربت منه...وضعت يدها فوق كتفه لتناديه : ريبال...يلا على دكتورة سناء...
حين سمع صوتها، رفع رأسه بسرعة، تلقائيًا كانت الاِبتسامة مرسومة على ثغره...
سارت عدة خطوات أمامه تسبقه لغرفة الطبيبة سناء...
لحق بها وهو يسألها : دكتورة سناء دي بتاعت ايه...
ضحكت بخفة : شكلك تعبت من أولها أهو...
أمسك كف يدها يضمه بيده : مين دا اللي تعب، فين حجة سناء دي كمان...
ابتسمت ريبال وهي تسير بجانبه، وفي خاطرها تدعو الله " اللهم لا تَفجعهُ فيَّ، ولا تَفجعني فيهِ "____
طرقاتٍ على الباب...يليها دخول الطارق بعدما أُذِن له بالدخول...
رأت الطبيبة سناء طبيبة النساء والتوليد، زميلتها طبيبة المعمل رؤى
ابتسمت لها وهي ما تزال في مكانها أمام مكتبها : أهلًا أهلًا بالمعمل والتحاليل...
ضحكت رؤى بخفة : أخبارك ايه في التوليد...
أجابتها سناء بابتسامة وهي تُطالع شاشة حاسوبها باِهتمام : والله يا أختي الحمدلله، الدنيا ماشية بخير...
جلست رؤى على الكرسي أمام المكتب : بقولك صحيح، مودة جاتلك؟
رفعت سناء عيناها من على الحاسوب : اه جت، مشيت من نصاية كدا...
رؤى : طب والأخبار...الطفل كويس؟
حدّقت بها سناء لدقيقةٍ ثم قالت : أنتِ عرفتي؟
ابتسمت رؤى بأسىٰ : اه، أنا اللي عملت التحاليل بتاعتها...
هما سناء، لتدير شاشة الحاسوب لتتمكن رؤى من إلقاء نظرة عليها : بصي...هي الأمور الحمدلله تمام، بس أديني قاعدة بشوف السُونار " الكشف الحراري" تاني أهو...
رؤى بقلق : ليه، هوا في حاجة ولا ايه...؟
نظرت سناء لرؤى باِبتسامةٍ مُطمئنة : لا يا حبيبتي، مفيش مشاكل، بس بطمن لأني دي حالها شاذة وناردة جدًا...اِحتمالية إن الجنين يكون معرض للاِجهاض كبيرة...بس تقريبًا ولأن مودة مُجهدة شوية مأخدتش بالها إن الشريط وقع، ومحتاج يتعمل تاني...
تنهدت رؤى باطمئنان : الحمدلله يا ستي إن حملها طبيعي، ومفيش فيه مشاكل...خليها تتفرغ لمشكلتها الأكبر...
رُسمت الكأباة على وجه سناء لتردد : ربنا يشفيها ويقومها بالسلامة...
سُمية جهزت الأوضة ولا لسه...
أجابتها رؤى وهي تهم بالانصراف : جهزتها، مش تقلقي، ادعيلها بس...