خرجت ديما ودانيا من السيارة بينما كان ميلارد لا يزال هلعًا ومصدومًا ، ففتحت ديما باب مقعد السائق الذي يجلس به ميلارد وفحصته بنظرها لكي تتفقد ما إذا كان بخيرٍ أم لا ، وقبل أن تنطق بكلمة التفت ميلارد إليها وبدأ بالصراخ بقوة وهو يمسك بذراعيها وكان صوته يبدو أشبه بالنحيب أو البكاء ، فقالت دانيا وهي تتحدث بهدوءٍ كي لا تزيد من هلعه: ميلارد كل شيءٍ بخير ، جميعنا بخير وأنت بخير لم يتأذى أحد ولم يرحل أحد وليس هناك أي مكروهٍ حل بنا أو بك .
وتبعتها ديما قائلة: أجل ميلارد ليس هناك أي مشكلة اهدأ رجاءً لم يحدث شيء .
فبدأ صوت ميلارد بالانخفاض شيئًا فشيئًا حتى هدأ وبدأ يلتقط أنفاسه بقوة وافلت ذراعي ديما ببطء ، ثم قال بصوتٍ مبحوح: لا أدري... لا أدري حقًا ما الذي حدث ، لقد كنت... كنت أنظر وفجأة تخيلت أني رأيت تلك المرأة المرعبة من المنزل المهجور ، أنا حقًا لا أدري ما إذا كان ما رأيته صحيحًا أم لا ولكن... ولكن رجوت أن تكونوا بخير بعد ما انفلت مسار السيارة مني ، لقد كنت هلعًا من أن يتكرر نفس الحادث الشنيع مجددًا .
فقالت ديما: اسمعني يا ميلارد هناك أمرٌ عليك إدراكه جيدًا ، لا يهم ما هي طريقة الموت ولكن المهم أن كل من مات فقد قُدر له ذلك ، سواءً كان حادث أو جريمة قتل أو مرض أو فجأة بدون سبب فالطريقة لم تُصنع إلا لأن موت الشخص قُدر له ، فاعلم جيدًا أن السيارات وحوادثها لا تنهي حياة أي شخص إلا وقد قدر الله له أن يسترد منه روحه ، ولو لم يمت في حادث سيارة لمات بطريقةٍ أخرى لأن هذا قدر الله وهذا أمره ، لذا أرجوك لا تربط شيئًا ما بالموت فإذا ظللت تفكر بهذه الطريقة لن تخرج من منزلك و لن تركب أي وسيلة مواصلات بحجة أنك قد تموت بسببها ، بينما السبب الوحيد للموت هو أن اختبار الشخص قد انتهى .بدأ ميلارد يلتقط أنفاسه شيئًا فشيئًا ويهدأ قليلًا وكنا دانيا تقوم بالحديث معه لتقنعه بالسيطرة على أعصابه حتى هدأ ، فقالت له ديما وهي تحاول تخفيف التوتر بالأجواء: هيا ميلارد هل ستكمل قيادة السيارة أم أقودها أنا؟
نظر لها وقال بهدوء: حسنٌ تعالي أنتِ وقودي مكاني .
وأوشك على أن يقوم من مكانه ، فابتسمت ديما ببلاهة وقالت: ألن تسألني ما إذا كنت استطيع القيادة أم لا؟
فرد هو: لحظة ، هل ستقترحين أن تقودي وأنتِ لا تستطيعي القيادة أصلًا؟
فأجابت هي: وما المشكلة؟ ، أنتَ لطالما أردت أن تنتحر من الأساس ، دعني أساعدك .
اعتدل ميلارد في جلسته من جديد وأغلق باب السيارة وفتح شباك السيارة ونظر لديما بقرف ، فقالت هي: لماذا تنظر لي هكذا يا فتى؟ هل تريد مني أن أفقع لك عينيك؟
فقامت دانيا بسحبها وهي تقول: هيا ديما دعي الرجل وشأنه فهذا ليس وقت الشجار .
وعادت كل واحدةٍ منهما للجلوس بمقعدها وحرك ميلارد السيارة وانطلق نحو منزل دانيا ، وفور وصولهم إلى منزل دانيا حدثت ديما ميلارد من شباك السيارة قائلة: هل ستكون بخير في طريق عودتك؟
فرد هو: لا تخافي ، فأنا في حالٍ أفضل الآن .
فقالت ديما: حسنٌ انتبه إلى نفسك ولا توتر نفسك وقد السيارة بهدوء وإذا أحسست أنك خائف أو متوتر توقف في مكانٍ ما بعيدًا عن طريق السيارات وهدأ من نفسك .
فرد عليها قائلًا: لماذا تتصرفين وكأنكِ أمي؟ ، ولكن حسنًا سأفعل .
وانطلق عائدًا إلى منزله وكذلك صعدت الفتيات إلى منزل دانيا ، وكانت عائلة دانيا متواجدة هذه المرة يشرفون على تنظيم المنزل وإعداد الطعام لاستقبال ضيوفهم بالغد ، وحين رؤيتهم لديما رحبت والدة دانيا بها وأخبرت العاملة أن تعد الشاي والحلوى لها وجلسوا يتحدثون سويًا ثم اخذت دانيا ديما ليجلسا بغرفتها ، وفي غرفة دانيا اتصلت ديما بوئام وبدأوا يتحدثون ثلاثتهم سويًا .
أنت تقرأ
صوب هاوية الهوى
Fantasíaفي عالمٍ تحكمهُ المظاهر ويتخفى بين ثناياه الحقد يترعرع الشاب الذي اعتاد على أن يكونَ نجمًا لامعًا محبوبًا يلتف حوله الجميع ، وتنمو فتاة اعتادت ان تكون مرحةً ومفعمةً بالطاقة منذ الصغر ولكن يرى من حولها أن افعالها صبيانية لا تليق بفتاة ، يعيشان بشكلٍ...