Part 43

10.4K 212 15
                                    


__
~ في الاسفل ~
دخل الشاليه ، وكان هدوء يملأ المكان ، وهو قايل لها ، بيجي لا تنام ، وشكله تأخر عليها ، ولف بنظره على الصاله وكانت ظلام تام ، اتجهه لغرفتها ، وفتحها ، ما كان فيها احد ، واتجهه فوق ، ودورها في كل زاويه فوق ، ولا حصلها ، ونزل يركض من على الدرج ، يدورها في المطابخ ، ولا حصلها ، انقبض قلبه بخوف ، واخذ جواله ، يتصل عليها ، وثواني ، ووصله صوتها النايم ؛ اهلاً .
ناظر في الغرفة الي هو فيها ؛ وينك فيه ؟
كانت دايخه فعلاً ولا هي عارفه مين تكلم ؛ مين انت ؟
نطق بغضب ؛ بنت ! وينك انتي ؟
قفلت في وجهه ، ترجع تغلي من الحراره ، الي اكلت كل نفسها ، من الارهاق الي تآكل جسدها منها ، ونزل هو يركض ، يرجع يدورها من جديد ، ورجع اتصل عليها ، والتفت من سمع صوت جوالها ، واتجه ناحيته ، ولانت ملامحه من شافها على احد الكنبات متمدده عليها ، ببدي اسود وبنطلون بنفس اللون ، وجاكيت اسود يدفيها من برد الرياض ، وانحنى يناظرها ، نايمه ولاهي حول احد ، وبلع ريقه ، يعدل جلستها ، لان وقت كلمته هو حس بصوتها شي ، واول ما لامست يدينه يدينها ، وسع عينه بذهول ، من حرارة جسدها العاليه ، وترك راسها على صدره ، يضرب على وجهها بخفيف ؛ ليان .
كان يسمع ونينّها فقط ، وعرف انها وصلت مرحلة التعب ، واخذ نفس يوقف ، يتجه للمطبخ ياخذ وعاء فيه ماء بارد ، ومنشفه صغيره ، يجلس جنبها ، يترك راسها على فخذه ، ورفع شعرها عن ملامحها ، واخذ المنشفه يبللها ، يتركها على جبينها ، ورجع راسه على ورا ، يناظر في المدى ، وطاحت عينه على جوالها ، الي كان على وشك انه يقفل ، واخذه هو ، يناظر في الرجل الي قدامه ، والي واضح عليه تقدم السن ، وعرف مين هو ، وكيف ما يعرفه ، وبنته قد قالت عنه انه مثل ابوها ، نزل نظره عليها من سمع همسها ، وهو يعرف انها تهلوس من حرارتها ، ولانت ملامحه من سمعها ؛ عادي ترجع لو شوي ؟ ابو رتيل رجع لها باقي انت ، ارجع لي بس شوي ابوي .
اخذ نفس من شافها تحاول تقوم لكن ، اختل توازنها ، ترتمي على صدره ، وتنهد هو ، يرفع شعرها ، يثبت المنشفه المبلله على جبينها ، حس بشدتها عليه ، ومسك يدها ، يتركها ترتخي وهمس ؛ ليان .
م كانت ترد عليه ، كانت في عالم ، م يجمع الا هي وابوها ، ليان وفيصل ، عالم تعيشه وهي صغيره ، في حضن ابوها ، وشهقت شهقه خفيفه ، من تواردت لذاكرتها ، قُبّل ابوها لها ، وقت يحاول يضحكها هي لحظة زعلها ، وما يتركها تزعل لوقت اطول ، كان يراضيها في نفس اللحظه ، وشدت هي على ثوب فهد ، تهلوس ؛ تدري انك اخذت وقت ، وقت طويل مره ، حتى بدر الي مفروض يكون معي ، مو جنبي الحين ، اشتاق له تدري ، بس هو مايدري عني ، كنت تقول لي ان غابت شمسي اخوك وراك ، بس شوفني لحالي ، هو مو معي ابوي .
اخذ نفس يشد عليها ، هو يعرف انها ما تحس بالشوق له هالكثر ، الا وقت تكون في حضنه ، وقت تكون مو بوعيها ، تتخيله ابوها ، وتنسى فهد ، وانحنى لها ، يهمس في اذنها ؛ انا معك موجود ، ما اخليك انا .
نزلت دموعها هي ، تشد عليه اكثر ؛ كانت راضيه ان اهلها ماتو ، تقول انها راضيه بقدر الله ، ورجع لها ابوها ، طيب انا ، ذبحت عزام ، خلاص تعال ، م عاد فيه احد بيأذيك ، بس تعال لي ، احتاجك والله ، لا تخليني اكثر من كذا ، يقولون اهلك ماتو علشان ما يبتلون فيك ، بس اوعدك تعال ، والله ما ارد على احد ، حتى لو يغلطون بس ارجع تكفى ، واسوي الي تبي ، بس ابيك انت ، ابي امي ، انهدت ضلوعي وانا انتظر رجوعكم ، تكفون .
هز راسه بالنفي ، مو قادر يتحمل اكثر ، حزنها يسبب له وجع ، يتمنى لو انه يصير ابوها ، يخفف عنها ، يخفف وجعها ، بس كيف يصير ، هو يعرف انه ما يقدر يصير حتى لو ليان عشقته ، ما يقدر يغطي على مكان ابوها ، لو بالقليل ، وتنهد هو يحملها بين يدينه ، يتجه لغرفتها ، ينزلها على سريرها ، بحذر ، وقبّل جبينها ، وحس بحرارتها من لامس جبينها ثغره ، وناظر فيها ، وعض شفايفه من شاف دموعها ، ومسحها هو يهمس لها ؛ ليان .
فتحت عينها بتعب ، تناظره ، وما تتخيله الا حبيبها الاول ، ابوها ،
ونطقت هي ببتسامه تعب ؛ رجعت لي ؟ بتروح ؟
وميلت راسها بزعل ؛ ما بتروح صح ، مو نفس كل مره اشوفك فيها ، ثواني وتروح ، عادي تجلس معي بس شوي ، ساعه ، نص ساعه ، دقايق ، لاتروح بثواني .
فهم شعورها ، ما نطقت بكل هالكلام الا من وجع شعورها ، من وجع اوهامها ، الي كانت تداهمها وهي صغيره ، وقت كانت تشوف ابوها لثواني ، وبعدها يختفي ، وعلى هالحال حتى وقت كبرت ، واخر مره زارها فيه كانت امس ، وقت كانت تسرح ، وقت صارت هي لحالها ، مافي احد يشغل بالها غير ابوها ، وقت شافته يطلع لها من المطبخ توقف على عظامها ، تناظره بلهفه ، ووقت ابتسمت هي وبادلها هو الابتسامه اختفى من على انظارها ، زمت شفايفها هي بزعل ، ومسكت هي طرف شنبه ، تناظره ؛ تحبني وقت المسه ، كنت تقولي اذا رضيتي علي بس امسكي طرف شنبي ، وانا اتصرف ، طيب رضيت الحين ، تجلس معي ؟
تدري حتى ان فهد صار يشابهك ؟ نفس ما انت تركت شماغك علي ، هو نفس الحركه كررها ، نفس المعنى الي كنت تعنيه هو كان يعنيه ، يقول نفس كلامك ، شماغه قلبه ، نفسك وقت قلت شماغي قلبي ، " وهمست هي بخجل " تدري انه يحبني ؟ يقول انه مستحيل يبدلني بأحد ، ما اعرف اذا اقدر احبه ولا لا ، لو كنت معي كان قلت لي ي بنتي هذا خير الرجال ، تدري انه هو الي ساعدني في كل شي .
ابتسم يعض شفايفه ، ونزل يدها يشد على كفها ، في كل مره يكتشف عُمق علاقتها مع ابوها ، وكيف انهم كانت بينهم شفراتهم الخاصه ، وفهم مسكة الشنب ، فهم انها في وجهه وشنبه ، وانها ما تكمل في زعلها ، وترضى عليهم ، فهم شعورها وقت تفقد ابوها ، لانه كان يعشقها ، عرف مقدار عشق ابوها لها ، من تصرفاتها هي ، من طريقة كلامها عنه ، من هلوستها هي فيه ، عرف ان ابوها بذل كل جهده في انه يتركها تحبه ، يتركها تعشقه ، عكسه هو ، ابوه الي مهما هو قدم له ، حتى يبيّن له انه يبي علاقتهم تصير حال اي علاقة اب مع ولده ، لكن ما كان ابوه يعطيه الفرصه ، من كان يصدّها هو ، وكأنه ما يبي يلين معه ، وتنهد هو ، يناظر فيها ، يلمس جبينها ، وحس بحرارتها تخف ، وعدل جلستها يتركها تجلس ، وطلع من الغرفه يروح يجيب الاكل الي تركه في الصاله ، يدخل غرفتها من جديد ، يترك الاكل على الطاوله ، واخذ طاوله صغيره ، يتركها قدام الكنبه المفرده ، واتجه ياخذ الاكل يتركها عليه ، يرتبه ، وناظر فيها ، كيف انها ما توعي فيه ، واخذها بين يدينه ، يجلس هو على الكنب، يتركها في حضنه ، يعدل راسها ، يرفعه ؛ ليان تسمعيني .
فتحت هي عينها ، تناظره ؛ اشتقت لك ، لا تروح مره ثانيه ، مو حلوه الدنيا وانت مو فيه .
وتركت راسها على صدره ، تغمض عيونها ، تبكي من جديد ، تشد على ثوبه ؛ ودك بالرجعه ؟ خذني معك ، لا تخليني ما عاد اتحمل والله .
تنهد يشد عليها ؛ الله يحفظك بس .
رفع راسها يناظر دموعها ، ومسحها لها ، يهمس لها ؛ تاكلين معي ؟
م كانت ترد عليه ، وتنهد هو يوكلها بنفسه ، ويمسح على طرف شفايفها ، بمنديل ، وعض شفايفه من شافها تمسح دموعها بنفسها ، من نزلت ، يشوفها بعمر 7 سنين على حركاتها ذي ، ياكثر ما تحملت ولا مره انهارت ، ولا نزلت دمعه منها ، وهاهي اليوم تنزل دموعها بحضنه هو ، تبكي على صدره هو ، واخذ نفس يحملها ينزلها على سريرها ، واخذ دواء خافض الحراره ، يعطيها منه ، ورجع يعدل راسها ، يتركها ترتاح ، وانهد من سمع صوتها من جديد ، يهلوس ، يعرف انها ما تخاطب الا ابوها حالياً ، ولا تشتاق وقت تكون بدون وعيها الا لابوها ، وناظرها وقت نطقت ؛ اخاف احبه ، اخاف مره ، في شي يقولي لا تحبينه ، لا تخلينه يتعلق فيك ، بتوجعين قلبه بعدين ، ما اعرف اذا اتجاهل ذا الشعور ولا لا ابوي .
غمض عيونه من طاري حبها ، ياكثر ما يتمنى انها ترد عليها وتقول ' اكمل معك لاخر عمري ، حبيب ، صديق ، زوج ' بس ما يعرف وش الي يمنعها ، مايدري هل وراها ماضي ، يتركها تحتار ، نزل نظره عليها ، وطبع قبّله على خدها ، وتنهد ؛ ليتك معي من وانا صغير ، احلف لك اني لاخليك في عيوني انتي ، احميك منهم ، ولا اترك شي يمسّك منهم .


أحبك لو طالت المسافات ‏ واهيمك لو على مر الأزمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن