وأنتِ كما أرى يَتَألَّقُ النُّورُ على جُدرانِ المَكانِ الذي تَحُلِّينَ به، فيَظهَرُ المكانُ وكأنَّهُ يَضحَكُ لكِ.
- الرَّافعيّ
_________________
بعد ان عاد منذر ومريم من منزل كريم في جو كان يسود بالمرح والأُلفة معاً كانت مريم تفتقدها كثيراً، ما إن دلفا للبناية الخاصة بهما حتى سمعا صوت جلبة وضحكات من بيت جدهما نظرا إلي بعض باستغراب وطرقا الباب كانت مريم تقف في المقدمة وخلفها منذر وما إن فُتح حتى علت الصدمة وجهيهما لا يصدقان من أمامهم خرجا من صدمتهم علي صوت ذلك الشخص وهو يقول بمرحٍ :
_ فيه إيه يا جدعان؟! أنا عارف انها مفاجأة وهتتصدموا بس مش لدرجة تتخرسوا يعني!
نحت مريم صدمتها جانباً وترقرق الدمع بعينيها ثم اندفعت تتعلق بأحضان ذلك الشاب بقوة ولهفة فضمها أكثر له، قالت بصوت ظهر به الشوق بنبرة متحشرجة :
_ وحشتني أوي يا أمير وحشتني أوي
_ وانتي أوي والله يا زقردة انتي
ضربته بحنق طفولي ولكن ظلت متعلقة به وبرقبته، فرفع أمير وجهه لمنذر المبتسم لهما وقال بمرح :
_نفسي اسلم عليك والله يا جدع بس البت قفشاني قفشة ولا حرامي الغسيل
ضحك منذر بخفوت وضربته مريم مرة أخرى وابتعدت عنه قائلةً :
_ اهو ياخويا بعدت سلم براحتك، نوجة وأحمد معاك ولا نزلت لوحدك؟!
كان أمير يحتضن منذر بحُب مربتاً علي ظهره بشوق، ثم استدار لمريم واخذها تحت ذراعه قائلاً بنبرة رخيمة يعقبهم منذر دالفين لبهو المنزل :
_ الحبايب كلها متجمعة جوا
دلفت مريم لغرفة الجلوس بحماس لرؤيتهم يتبعها منذر الذي التمتعت عينيه ببريق الأُنس والحنين وكيف لا وهم أهله من رائحة والدته الحبيبة، كان يتمنى لو يشاركوه فرحته بعقد قرانه ويتعرفوا علي حبيبته فخالته تعتبر كأُم ثانية له!
ما إن وقع بصره علي نجلاء خالته حتي دمعت عيناه بحنين كبير وهو يراها تفتح يدها تدعوه لاحتضانها فلبىٰ الطلب فوراً ضامماً إياها بشوق كبير وهو يقبل رأسها ويدها عدة قُبلات، أحاطت نجلاء وجهه براحتيّ يدها تمسح دموعه العالقة بأهدابه قائلةً بحُب :
_ عامل ايه يا نور عيوني وحشتني اوي يا واد انت
قبّل منذر يدها مرة أخرى وقال بصوت متحشرج :
_ وانتي اوي يا نوجة والله!
ثم نظر لها بتفحص قائلاً بإعجاب :
_ ايه الحلاوة دي انتي بتصغري ولا ايه؟!
ضحكت نجلاء وهي تلكزه بحياء فطري لتغزله بها امام الجميع ، وهنا اندفعت مريم تبعده بمرح بعدما سلمت على أحمد قائلةً :
أنت تقرأ
آنـَسْتُ أَيَّامَـكَ
Romanceدائماً ما استمعت عن الأُنس والأُلفة ولم اعيي وأُدرك ما يعني ذاك الشعور؟! كان دوماً ينتابني الفضول لتجربته ولكن مرت الأيام وسلكت دروب الحياة متناسياً شعوري ذاك؛ إلى أن التقيتك رجفت يدي وتسارعت أنفاسي زادت ضربات قلبي إلى أن سكنت وهدأت وهنا أدركت حينها...