الفصل الثاني والعشرون

3.2K 56 1
                                    

"الفصل الثاني والعشرون"
***

عاد يجلس بجانب صديقه ، ليتحدث اسامه بجديه بعدما نجح فى التماسك وعدم اظهار دموعه .
- هاشم أنا مش موافق على اللى انت عايز تعمله ده ، ازاى بس عندك اتنين دكاتره ورافض تعرفهم اللى عندك وكمان عايز تسافر وتبقى لوحدك وانت فى حالتك دي ، مافكرتش ايه ممكن يحصلك  ,انت عايز تغلط نفس غلطي ، وأنا مش هسيبك تعمل كده انت فاهم
- ماتحاولش يا اسامه عشان انت عارف عنادي ممكن يوصل لفين
- يا صاحبي اسمعني ، مش أنا قولتلك ربنا بعتلي ملاك رحمه وقف جنبي وماسبنيش ، وعملت ليه جميله مش هنساهلها طول عمري ، جمعتني بمراتي وبناتي وأنا كنت على سرير الموت ، لم شوفتهم روحي ردت لجسمي تاني ، ولادك هم روحك وحياتك يا هاشم ليه عايز تبعد عنهم وتقسي على نفسك وعليهم ، لو جرالك حاجه مش هيسامحو نفسهم العمر كله ،بلاش تظلم نفسك وتظلمهم ببعدك عنهم وانت محتجالهم اكتر ماهم محتاجين ليك
تحدث بحزن : يا اسامه انت مش فاهم حاجه ، ربنا كرمني وولادي الاتنين دكاتره لم يعرفو بتعبي وهم مش قادرين يخففوه كده هكون بعذبهم انهم بعد لم وصلو للمرحله دي مش قادرين يخففو وجع اقرب حد ليهم
- تقوم عايز تسافر عشان تموت لوحدك بعد الشر عليك ، ولو حصل هم بقى هيسامحو نفسهم ازاى انهم قصروا معاك
الوحده صعبه اوى يا هاشم صدقني ، انت قبل كده كانت بنتك جنبك ، لكن دلوقتي مختار تبقى لوحدك ، انت ليه ماتجوزتش يا هاشم حد يقف جنبك ويشاركك حياتك
-اتجوزت فعلا مرتين ، كنت عايز بنتي تحس بحنان الام وبحضنها وفى المرتين فشلت الاختيار وماكنش حد فيهم يصلح يكون ام لبنتي
- عشان كنت عايز ام لبنتك مش زوجه
- أعمل ايه قلبي ماحبش غير فريده ولا دخله غيرها ، بس هى اختارت صح ، ربنا يكرمه ربى ابني واهتم بيه ، اسر بيقولي ان هو محظوظ عنده اتنين اب ، عنده حق فعلا ، اللى حصلي ده من وقت لم عرفت بان فريده بقت لغيري ، قلبي اتكسر واتوجع اوى يا اسامه ، ماحستش بنفسي غير وأنا فى المستشفي وبفوق على صوت اجين كانت ممرضه فى المستشفي جتلي وقتها جلطه من الحزن اللى سكن قلبي والحمد لله الدكتور انقذني ، واجين فضلت مهتمه ببنتي ومش هتصدق انها سابت شغلها فى المستشفى عشاني أنا وبنتي ، ومن يومها بقت المربيه بتاعتها ، حنينه عليها اوى وبتحبها اوى ، كانت هتنزل معانا بس قالت تسافر تركيا تشوف اهلها وبعدين تحصلنا على هنا
- بتحبك يا هاشم ؟
- ماكدبش عليك هى فعلا حبتني وماتقوليش ليه مش اتجوزتها عشان ببساطه خوفت اظلمها لانها فعلا حبتني مش زى اللى اتجوزتهم كان واخدين الجواز صفقه ومظهر بقي ، وكمان كنت خايف لو اتجوزتها تخلف وعلاقتها ببنتي تتأثر ، بس كده احسن مش عايز اعلق حد بيه وخلاص حتى حب فريده مش لازم يفضل فى قلبي ويمكن عشان كده قلبي بقى فيه عيله زى ما بيقوله لا قادر يحب ولا قادر يعيش
ربت على كفه بحب : ماتقولش كده ربنا كبير موجود واوعى تستسلم
- ونعم بالله ، الحمد لله ان عيشت لم خدت اسر فى حضني وشوفته قبل مااموت
- تاني هتجيب سيره الموت ، طب قولي قلبي تعب تاني ازاى مش قولت ان الجلطه ذابت ورجعت لشغلك وحياتك ، ايه اللى حصل وصلك لكده
- ابدا فعلا الدكتور وقتها انقذني من اضرار الجلطه لكن كان فى جزء فى القلب انضر فعلا وبقى تالف ، يعنى كانه مش موجود وكنت باخد ادويه مساعده على سيوله الدم ان يوصل كويس لباقي الجسم ، لكن فى وسط سفري ومشاغلي من بلد لبلد واهتمامي ببنتي نسيت المشكله الاساسيه واكتشفت من سنه بس ان القلب بقى فى اضرار كتير مشاكل صمامات على ضيق شراين وفعلا باخد علاج بس مابيعملش حاجه لان عضله القلب بقت ضعيفه جدا ماتتحملش عمليه وعشان كده قولت اطمن على ولادي وارجع فرنسا اجافز بالعمليه واللى ربنا كتبه هشوفه وراضي بنصيبي نجيت منها هرجع وسط ولادي من تاني.  ربنا استرد امانته أكون اطمنت ان ولادي مع بعض وسط اهلهم
- اسمع يا هاشم اللى بينا عشره عمر ومش هسيبك تعيش الألم ده لوحدك انت سامع وانا هكون جنبك وكمان ولادك ومش هتسافر واللى مكتوب ليك هتشوفه هنا وسط عيالك واهلك انت فاهم واياك تعترض على كلامي هتكون بتخسرني ومش بس كده هتتسبب فى اذي نفسي جامد جدا لاولادك اللى هم فرحتك وسعادتك فى الدنيا ..
"""""""""
إنتشر الجميع فى البحث عن ايسل ..
اسر بضيق : كانت ماشيه فى أي اتجاه يا علي
على بقلق يشير الى اتجاه اليمين : من هنا
تحدث ماجد : خلاص البنات افضل هنا فى الكامب يمكن ايسل ترجع ، يبقى يبلغونا ، واحنا هندور عليها فى كل الأماكن اللى حوالينا واللى يلاقها يبلغ الباقي ، هنتفرق على كل الاتجهات تمام
أنطلق جميعهم فى البحث ، أسرع اسر ركضا وهو يصرخ مناديا باسمها ، وعلى وعمر اتخذو طريقا واحد للبحث عن شقيقتهم ، اما ماجد ومعتز اتجهو بالاتجاه المعاكس لاسر ..

رايات العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن