المقدمة.

257 13 2
                                    

شعرت وكأن هناك أثقال على أجفانها لم تستطع أن تفتحهم إلا بعناء

سماء صافية زرقاء

هذا ما تراه، وهي ملقاة بين أكوام الثلج التي خدرت كل شبر في جسدها، فتحت فاهها  لتلهث بملء أنفاسها لتهب رئتيها بعضا من الهواء.

'أين أنا؟'

لم تستطع النهوض

أرادت أن تصرخ، أن تطلب المساعدة..

إلا ان حنجرتها لم تسمح إلا بالأنات والخزعبلات بالخروج.

صداع حاد ألم برأسها، أرادت وضع يدها على رأسها لعلها تخفف ما ألم بها، لكن دون جدوى فيدها تأبى الحراك

'م... من أنا؟'

سؤال خطر في عقلها

لم تدري من هي ولما هي ملقاة هنا، شعرت بالضياع والوهن في جسدها

ترقرقت الدموع في عينها وسالت على خدها، لم تستطع رفع كمها لتمسحهم حتى..

لم تجد سبيلا سوى البكاء بصمت

في مكان لا تألفه ولا حتى هي حتى تألف نفسها

مستلقية بلا حراك، وكأنها شبه جثة

مرت الساعة وكأنها دهر عليها

استطاعت ان تحرك يديها، شيئا فشيئا ولأول مرة شعرت بالحياة تدب في أوصالها.

سمعت صوت صياح حاد

"آآه، آآه"

نظرت من بجوارها لتتفاجأ من طفلة بغطاء يلفها حتى لا تتجمد بردًا 

وجهها احمر من فرط الصياح، دموعها الغزيرة بللت شعرها الزهري المنسدل.

دون تفكير امسكت بالطفلة تربت على ظهرها

ولأول مرة بعد ساعات شعرت بالدفء على كفيها

"هشش هششش"

"أنا هنا"

"ماما هنا"

وكأنها اعتادت الأمر

وكأنها قامت بهذا الأمر مرارًا وتكرارًا في السابق

على الرغم من أنها لا تعلم من هي هذه الطفلة

ولا نفسها

ولا حتى بمكانها

كل ما تراه هو أميال من الثلج المتراكم

"هل أنا أم هذه الطفلة؟!"

يتبع🐸

رواية أتريدُ قتليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن