19 | كل ما حدث

736 18 18
                                    

" الوحدة تصنع طيور الليل وصائدي الأحلام."

- Marty Rubin

__________________________________

#سيرين تتحدث :

لا أستطيع وصف شعوري بالسعادة وأنا أرى أختي تعود لحياتها الطبيعية بعد معاناة طويلة ضد قلبها ..

منذ بداية معرفتي للحياة كنت محبة لنفسي ومقدرة لذاتي فقط ، على عكس أختي كانت طيبة مع الجميع وذات أبله مستقبل للحب !

أنا على ثقة تامة أنه لا يجب على الإنسان أن يحب بكل ما أوتي من قوة لغير نفسه ..
ففي النهاية أحوال الناس تتبدل بين ليلة وضحاها.. وبالتالي لا يمكن بقاء المشاعر على حالها ..

لست متعصبة للحب ولا للتملك ... أعطي نفسي حرية الإختيار دوما ، حتى أنني قد أستغني عن حبي لصالح ذاتي.

لا لشيء سوى أنني لا أحب التعلق الجنوني الذي يقود حياتي للهاوية كما حدث لأختي ..

والدي ألماني وأمي جزائرية من عائلة مغتربة هنا ..

شاءت الأقدار أن ينفصلا ونبقى بدون أب أنا وليليا مع والدتنا  ، ومن حسن الحظ أن عائلة أمي كانت متفهمة وعشنا معا حتى أخذت نصيبها من ميراث جدي بعد وفاته ... وهذا الذي غير حياتنا ...

إشترينا منزلا جميلا  وبدأت أمي في العمل كخياطة ملابس ... هذا ماجعلني مغرمة بالأزياء .. نعمنا بسنوات رائعة معا دون مشاكل...

كان منزلنا يقع بقرب منزل عائلة أخرى لكنها غنية وذات نفوذ أكبر...

منزل تلك العائلة ضخم والذي كان يعتبر  حينها في نظري قصرا خرج من فلم كرتوني ..!

كنت صغيرة ... أحلم بدخوله والتجول فيه ... أردت أن أمتلك مثله يوما ما ..

خلال تلك السنوات التي عشناها بقربهم كانت تلك العائلة  تعم بالفوضى والمشاكل والصراخ لكن مع الوقت بدأت تهدأ أوضاعهم .

هذه العائلة كانت تتكون أساسا من رجل كبير في السن وزوجته وحفيد له !

وبعد وفاة تلك الجدة ، لم يصدر لهم صوت مرتفع .. كأنها كانت سببا لفوضى عارمة دوما ..

أما حفيده فقد كانت أختي معجبة به منذ مراهقتها تراقبه يوميا من النافذة ...
وتتوق لنظرة عابرة منه ..

كان ذلك الشاب " أغيد "

والرجل الطاعن في السن جده  " جعفر "!

لم تكن صدفة! ( مكتملة )Où les histoires vivent. Découvrez maintenant