« سويـسـرا »
زاويّة مقهى تحَوفه الطبيعّة، تعتليه سُحب مّحمله بالمطر ويفوح المكان بريّحة القهوة مع ريحة الورد ..
تجّلس بفروة طويلة وكاب شتوي يغطي شعرَها البَوي لوهلة تركز نظراتها على الناس، الحيّاة، وتستنشق ريحة الورد المختلطة بقطرات المطر..
ولوهلة اخرى تركز على أيبّادها وهي تسحب كوب قهوتها إلى إن زفرت بحُنق توجه عيّنها للجالس أمامها
جبّل ما يهزه ريح.. جبل ما ينطق بحرف واحد! مركز على كتابه يقرأ وكأنه بعالَم اخر أصدرت تنهيده من أعماق قلبها ما رفع عيَنه لها لا أهتز ولا تبدل حاله .. رفعت رجلها تضرب طرف الطاولة
رفع عيّنه يحد نظرته لثواني وينحني من خلف كتابه!
قوست ثغرها تشتت نظرتها ورجع يصِّب كل تركيزه في كتابه ..
إعتلت نبرتها بنفاذ صبر : اف عمو م ل ي ت م ل ي ت ! إنت واعدني باخذك لأحلى الأحيّاء وبنزور أشهر الأماكن يلي ودك فيها بنسافر من مدينة لمدينه في النهاية مجلسني في هالمكان اسبوع، نصحى على هالمكان لين ما يغلبَك النعاس نرجع! إنت طايح على وحدة هنا فضفض لي ؟
عض شفته السَفلية يترك كتابه على الطاولة : اسبوع يا فاشلة! اسبوع مالنا إلا يومين شلون نجحتي في الاحصاء ؟
نطقت المها تبّوز: ثقيل الوقت ث ق ي ل وإنت ما قصرت يا مثقف! تتركني وتركز في هالكتب أنا والحيط واحد
وجه نظرته لها يسَحب كتابه: تدرين وش أكثر شيء يندم عليه الرجل؟
رّشفت من كوب قهوتها بنص عين: لا ما ودنا! قول ليش لأن ما تهمنا يا عزيزي الرجل ولا يهمنا ندمّك
اعتدل في وقفته رعَد يحّد نظرته! ويمسح على شنبه
أردفت: ولا هالنظرات تخوفني وفرّها، واضح إنك مقتبسها من الليث كوبي بِيست
أرخى عقدة حاجبه: لو إن الليث مرجعك معه كان أبرك من هالبّلشة
وقفت: لو كان موجود ما تركني بهالحالة يالغثيث! مليت افهم
مد ايدينه يسّحب بوكه ويترك الفلوس على الطاولة، رفع عينه يشير لها : تحركي خل أمشيّك وأفتك من لسانك! امشي قدامي
ضحكت تنحني بدلع وتحوط ذراعه: عمو!
شدت عليه بينما هو ساكن يراقب الناس يحب يستمتع بلحظاته ويعطي كل مَكان جميل حقه
أردفت المَها: تعتقد إن كل الأمور تنحل بسهوله والبشر هم من يصعبونها؟
رعد : يختلف من وضع لاخر إن كنتِ إنتي في الموقف الصعب بتعميك صعوبتها عن إيجاد الحل
المها : ايجاد الحل؟ يالحبيب ترانا في مناقشة ودّية مو كلاس! لا تكلمني بهالصيغه ما أحبها
رعد: تدرين من يبدأ كلاسَه بعد يومين؟
المها: أنا
رعد : ومين الدكتور ؟
المها : أنا
رعد : وتعتقدين إيش الدرجة اللي تستحقينها؟
سكنت المَها بهالحظه رفع إيدينه وهو يخبيّها بين ذراعه : إف! ما تستاهلين إلا الإف يا بنت جبل
ترددت ضحكاتها في أرجَاء المكان تحب لحظاتها مَعه وتلمس محبته من حنيّته الفائضة
برُغم إن الرعد من الزوجة الثانية لفهَد إلا إن عائلة الفهَد كانت تحوفه
إن قلنا سند وعّزوه ونخوة ورجولة يتبعها - عيال الفهد - تربى رعد بين أخوانه وما أقرب له من عيال اخوانه إلا الليث وبمجرد ما أبتعد الليث عن نجّد رافقه الرعد، وما تركه ولو للحظة
أما المَها فكان الليّث بمثابة رعد في حياتها تستمتع بوجودها بين الرَعد والليث أكثر من يحنون ويدركون شخصيتها بطبعها الجاف والقاسي يلي يميل لتصرف " جاف " برغم إن ملامحها طاغية الأنوثة طفوليـة وشتّان ما بين ملامحها وشخصيتها ..
عِشرين سنة وبمجرد ما دخلت لعمر الـ ١٥ أحسّت بإنتقاد اللي حولها وعدم رضاهم إلا إن الرَعد يصّد الباب بوجه من يأذيها بكلماته.. حتى من جبل أبوَها
أنت تقرأ
روايّة؛ تفيَّا في هدب عينٍ تشوفك ظلها و السُور
Romanceرواية: تفيَّا في هدبٍ عين تشوفك ظلها والسُور