|4|. قهوة وشاى بالنعناع!.

135 8 5
                                    

في منتصف الليل كان تقف تعد كوبا من القهوه وهي في حاله مزاجيه عاليه وتدندن إحدى أغانيها المفضله... امتدت أناملها لتلتقط السكر وتضع ملعقه واحده منه ومن ثم تقلب القهوه وتضعها على النار... وبعد ما انتهت منها وضعتها في فنجانها المفضل... واتجهت نحو شرفه المنزل ،، تتأمل السماء الصافيه ،، تستنشق نسمات الهواء البارده.. لتقاطعها والدتها : ' ادخلي جوه هتاخدي برد..'
-" متقلقيش يا رقيه ادخلي نامي أنت بس.."
-'طيب تصبحى على خير ،، ابقي اشوفك بتشتكى ...'.
-"وانتى من أهله يا روكا..".
-'اى روكا دى لمى نفسك..".
-"حااضر".
عادت إلى صفاء ذهنها من جديد لتتابع تأمل السماء وهي ترتشف رشفه من القهوه وتحتضن يداها الكوب لتشعر بالدفء.. ليقاطعها من جانبها ولكن هذه المره كان عمر : 'لسه صاحية'.
إلتفتت برأسها ناظره إليه : " لا بنام وانا واقفه ".
أومأ برأسه ضاحكاً : 'بحب أتأمل السما وهي صافيه كده ، وأحس بالهوا الساقع ، بيكون إحساس جميل...'.
-"وأنا كمان.."..هتفت دون أن تعيره اهتمام.
ليتابع : ' ايه مشروبك المفضل؟ '.
-"قهوة".
-" وأنا شاى بالنعناع".. هتف وهو يرفع كوب الشاي لتراه..
هزت رأسها لتتابع وهى تتحرك في الشرفه ذهابا وإياباً: " وأنت بقي شغال أيه ".
-' ظابط'.
نظرت له بقليل من الدهشه: " ظابط!!".
هز رأسه إيجاباً..
لتكمل : " هدخل أنام..". هتفت وهي تغادر الشرفه..
-'تصبحى على خير..'.
-" وانت من اهله..".. هتفت بصوت خافت فهي لم تعتد عليه بعد..
____________________
استيقظ على صوت طرقات الباب متذمرا ،، ليجد ساره في وجهه!!
-' ايه ساعه بخبط انت لسه نومك تقيل؟!!'.
-" هو النوم بيخف لما بنكبر يعني!! محدش بيتغير..
-' طب روح اغسل وشك وتعالى..'.
-" طيب..".
تركها ودلف إلى الحمام... ثم خرج ليتابع :"حد يجي وش الصبح كده!!!".
-' حد يقابل اخته كده!!'.
قال ضاحكاً : "وحشانى يا صرصورة والله"...هتف وهو يضمها...
-"يا بنى بقي بطل غتاته !!".
-' شغلك عامل ايه؟'.
-" والله زي ما انت شايف مش ملاحقه ،، مطلعين عينى...".
_كريم وقد جلس بجوارها : " شغلك كده يا بنتى ، هو سهل تنقذي أرواح الناس!!".
-"سارة" : سيبك انت بقى من الشغل ،، البيت عامل كده ليه؟؟!..
-" كريم " : هو انت عندك مرض اسمه نظافه ؟؟ ،، والله مش فاضي أروق ولا أنظف حاجه يا دوب من الشغل للنوم ومن النوم للشغل..
-' ربنا معاك ،، تفطر ؟؟'.
-" لا همشي أنا بقى عشان الشغل كويس إنك صحتيني.. يلا سلام..
-" متنساش تفطر و أنت ماشي..".
-"حاضر.. سلام "...هتف وهو يبادلها الابتسامة.
خرج كريم من المنزل بعدما بدل ملابسه وركب سيارته ليشعل سيجاره ويطالع السماء المليئه بالغيوم بتأفف... ويقود السياره إلى أن وصل إلى مركز الشرطه.. دلف إلى مكتبه ليجد أدهم في انتظاره..
-"أدهم" : نورت يا كريم بيه ،، دايما بتيجي متاخر.. مدحت بيه هينفخك...
نظر إليه كريم نظره توعد ،، فصمت أدهم بينما دلف مدحت إلى مكتب كريم..
-"مدحت" : 'يا أشقر!!'
فإلتفت له كريم ليتابع: 'إيه التأخير ده يا أستاذ ؟!!'.
-"كريم" : كنت نايم...
-"مدحت" : كنت نايم!!! وبتقولها عادي كده؟!.
هز كريم رأسه إيجاباً...
-ليكمل مدحت : هو أنت يا بنتى شغال هنا عشان تجلطنى ؟ عايز تجبلى تقاعد مبكر ؟!!!.
-' بعد الشر يا مدحت بيه..'.. أجابه كريم بخبث.
-"مدحت" : أنا زهقت منك... اشتغل على قواضي الضحايا اللى ماتت دى بدل ما تنام..
-'منا كنت هشتغل بس أنت عطلتنى'..هتف كريم وهو يجلس على كرسي مكتبه..
-"مدحت" : أنا ماشي قبل ما تجلطنى!!.
نظر له أدهم ليرمقه كريم قائلا : مالك؟!!.
-"أدهم" : مشوفتش فى برداتك!!.
-'يابنى مدحت بيه ده فى مقام أبويا كانوا صحاب ،، متعودين على بعض عادى..'..هتف كريم ضاحكاً.
ثم أكمل بعدما أمسك بملفات الضحايا : جيب كده الأدلة اللى لاقيناها فى مسرح الجريمة ،، عازين نقارن بينهم تانى يمكن نلاحظ حاجة جديدة..
-" تمام..مش هتأخر ،، جيب قهوة على ما اجى.."..هتف أدهم وهو ينهض متجهاً نحو الباب..
-"كريم" : طيب يلا...
غادر أدهم لإحضار صناديق الأدلة بينما خرج كريم لإحضار كوبين من القهوه..
وأثناء خروجه من مركز الشرطة رأها قادمة من بعيد وتلوح له بيداها وهى تبتسم ليردد قائلاً : إيه اللى جابها دى ؟!!!
حتى اقتربت منه : " صباح الخير على المحقق الشطور بتاعنا"..
نظر لها بقليل من التجاهل : "صباح النور يا لزقه هانم..!".
لتكمل هى دون أن تبالى لأمر أنه لا يرغب فى وجودها من الأساس : " سمعت إنك بتحقق فى قواضي مهمه أوى وممكن يكون الجانى فيها قاتل متسلسل!".
طلب كريم القهوه وأخذها من البائع وتابع سيره نحو المركز دون أن يعيرها أى إهتمام..
وتتابع وهى تركض خلفه : " ممكن تكلمنى شوية بقي عن القواضى دى؟!!....
_وقف كريم فجأة لترتطم به : " فى قواضى تانية مثيرة للاهتمام وهتفيد البرنامج بتاعك ،، حلى عن دماغى بقي عشان مش ناقصك .. وبعدين بتجرى ليه ما تمشي زى الناس الطبيعية؟!!".
-"ياسمين" : 'لا القواضى بتاعتك مثيرة أكتر وبعدين أنت مجتهد وأكيد عندك معلومات كتيرة ؛ ممكن شوية ؟!! ثم انى بجرى لأن حضرتك خطوتك فدان !!".
-" ممكن شوية ؟!! هو أنا ماسك قواضى قتل ولا قرطاس لب ؟!؟؟".
أكمل وهو يتابع سيره : مش هقولك على حاجة ،، شوفيلك قواضى تانيه اتكلمى عنها فى كتير..
ودلف إلى مكتبه بعدما أغلق الباب فى وجهها..
فقالت فى نفسها : غتت ياربى غتت!!.
-' إيه يابنى بقالك ساعه بتجيب كوبايتين قهوة ؟!'..هتف وهو يجلس على الاريكة بزاوية المكتب..
-' المذيعة كانت بتزن فوق دماغى عايزة تعرف معلومات عن الضحايا..' هتف وهو يجلس بجواره.
-'ياسمين؟!'...هتف أدهم ضاحكاً...
-'هيكون مين غيرها؟!!'.. هتف وهو يمسك بإحدى الصندوقين...
-"أدهم" : طب ناوى على ايه؟؟
-"كريم" : على جثتى..ولا هتعرف معلومة واحدة حتى لو كانت صغيرة...
-'طيب أما نشوف'..هتف أدهم وهو يبتسم بخبث.
-"كريم" : قصدك إيه ؟؟
-"أدهم" : ولا حاجة يا عم...يلا نشوف شغلنا..
وضع كريم يده في جيب بنطاله ومن ثم سترته متفحصا..
-"كريم" : استنى هروح أجيب سجاير وآجى...
-'ربنا يتوب عليك من القرف ده...'..هتف أدهم وهو يمسك بإحدى الأدلة فى يده متفحصا إياها..
-"كريم" : أسكت..
خرج كريم من المكتب ليجدها أمامه مازالت فى انتظاره..
-'الصبر من عندك يا رب'. هتف وهو يضرب كف بكف..
-"ياسمين" : ما تقولى على معلومات وريح دماغك!..
-"كريم" : قربي كده...
-"ياسمين" : نعم!!
-"كريم" : مش انتى عايزة تعرفى؟؟ قربى كده..
اقتربت منه ليهمس فى أذنها : غورى من وشي...
ودفعها بعيدا عنه وتابع سيره وهو يبتسم قائلاً: شوفيلك قصص تانية غير اللى أنا بحقق فيها وحلى عن دماغى...
وقفت ياسمين لتقول له بصوت مرتفع : عندك حق هشوف قصة تانية هتكون مثيرة أكتر وترفع البرنامج..
-'اه براڤو عليكى..استمرى!!"..هتف ضاحكاً بعدما استدار لها..
أخرجت من حقيبتها صوره ورفعتها عالياً قائلة : هتكون عن ظابط شرطة بيضيع الأدلة إيه رأيك ؟؟.
توقف كريم وعاد إليها راكضا : يابنت المجنونه ،، هتفضحينى..
أمسك بيدها ليخرجها من المركز ووقفا أمامه..
-"كريم" : انتى بتجيبى المعلومات دى منين ؟؟
-'ليا مصادرى'.. أجابت بخبث.
شق كريم الصوره إلى قطع صغيرة و نظر لها : "مبقتش موجودة"..هتف وهو يبتسم معلناً انتصاره..
-' مفيش مشكلة عندى منها كتير'. هتفت وهى تبتسم أيضاً.
_نظر لها كريم بإستسلام : عايزة تعرفى إيه ؟؟

The death Whistle "قصة صيد البشر"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن