أصدقاء

173 34 24
                                    


كما ذكرت من قبل أننا جيران وأصدقاء،تمر شهور وسنين كلما طالت جعلت علاقتنا ببعض تتوطد أكثر، ونصبح أقرب لبعض، نذهب معا كل يوم للجامعة ونعود معا كالظل لا يفارق صاحبه إينما ذهب.

دائما ما كنا ندخل في شجار بسبب حازم، لأنه كان يضرب الأطفال وحين يريدون الرد نضربهم معه، وكذلك حماده لكن حقيقا هو من كان يضرب منهم لطالما كان مسالما منذ صغره مررنا بأوقات جميلة معا، و أخري مريرة و لكن ذلك لم يؤثر على صداقتنا.

" لقد تعاهدنا على السير معا حتى وإن قطعت
  أحذيتنا سنكمل سير حافين القدمين "

كان هذا شعارنا حين كنا صغار، ومن يخالف
هذا الشعار عقابه يهجر منا لثلاثة أيام، عقاب
يبدوا من الخارج تافهه بسيط، لكنه بيننا قاسي للغاية.

_هل فهمتم شيء مما قاله؟

سألتهم حينما كنت في إحدى محاضرات الكلية، لست غبي ولكنني أجد صعوبة في فهم
أي شيء يخرج من فم دكتور المادة.

شرد كريم ينظر إلى فتاة تجلس بجواره يتحدث معها، معيد نفس السؤال إليه هذه
ليجيبني بتملل:

_هل هذا وقت شرح؟ الأ تراني أتكلم مع سارة؟ كف عن إزعاجي.

كاد حازم أن يعلق لكنني أشارت إليه أن يصمت، لم يفعل ما طلبته يناديه بصوت منخفض ظن أنه الوحيد الذي لديه أذنين أعتقد.

صمت دكتور المادة ينظر نحونا، كنا نتحدث معا، نهدأ الأجواء بين كلاهما؛ لا يتوقفان عن الشجار كأنهم صغار وليس شباب ناضج.

_أخرجوا جميعكم ولا أريد رؤيتكم في
محاضراتي ثانية.

خرجنا ونحن لا نبالي بطردنا، ما عدا حمادة
الابن البار للكلية والمواد، إن كان هناك حب
للجماد سيقع في حب الكلية بلا شك.

وقفنا بالخارج يهل علينا دفعة السنة الجديدة
تعرفهم من ملابسهم الأنيقة والمبالغ فيها، هل
من العادي أن تأتي فتاة الكلية بحذاء مرتفع عن الأرض ومساحيق تجميل كاملة كأنها مهرج؟

لا أعتقد في طبيعة الأمر، وتلك الفتيات يقعن في شباك كريم كالذباب في العسل، لديه لسان
ذواق يستطيع من خلاله إيقاع أي أنثي في حبه بكل سهولة.

نشاهد قدوم هذا وهذه، كما يقال عنا ملوك
العام الأخير، نشاهد عامة المجتمع من فوق
دون أن نختلط بهم، ليس كلنا.

_دقائق وسأتي، هنام غزال سيتم صيده الليلة.

دوما يقول تلك الكلمة قبل أن يهرول نحو أي
فتاة يكلمها، والعجيب أنهم حقا يتم صيدهم
في ثواني، عجيب هذا الكريم.

اردف حازم  معلق  عليه ينبس ضاحك بسخرية:

_سيعود مخذول مؤكد لن يستطيع إقناعها
ليس كل الفتيات أغبياء كما يعتقد.

تحركنا وتركناه مع صيده الثمين، ننظره في
مقهي الكلية، نطلب طعاما لنا وله لحين مجيئه
لم يتأخر وقد أتي يبتسم ابتسامة نعملها جيدا.

لقد انتصر الفهد في اصطياد فريسته، جلس
يتوسطنا يخرج هاتفه؛ يرينا سجل المكالمات
لديه، سجل رقم جديد لديه " حبيبة قلبي "

متي أحبها يا ترى؟؟

خرج صوته على مضض متذمر:

_فتيات بلهاء كيف يصدقك وهم لا يعرفنك
  الإ من ثواني، سواء أنت أو غيرك؟

تبسم وغمز لصديقه مجيبه:

_لدي سحر أخاذ، لا يؤثر سوى بالفتيات فقط
  لن تعرفه أنت، أم ستتحول فتاة لتراه؟

ضيق عينه يضربه يخرج كلماته مهدد:

_كف عن عبثك هذا، الأ يكفيك أننا طردنا
من المحاضرة بسببك؟ وسنرسب بالمادة
السخيفة تلك.

ضمه يلف يده حول عنقه يعبث بشعره والأخر
يزيح بعيدا عنه، والأثنتين يشاهدانهم ضاحكين:

_كيف لنا أن نرسب ومعنا حماده؟ أنت أفضل
شرح وفهم نعتمد عليك يا صديقي.

تبدلت الأجواء المشحونة بينهم بضحكات
وسعادة ترسخ في عقولهم وقلوبهم ذكريات
لن ينسوها يوم، وإن قست قلوبهم ذات يوم
ستلين حجارتها تعيد المياه لمجاريها.

#يتبع.
#توتا.

   " معدله "  The Game حيث تعيش القصص. اكتشف الآن