29_الحلقة التاسعة والعشرون

45.8K 3.1K 416
                                    

"الحلقة التاسعة والثلاثون"
"تعافيت بك يوم الجمعة"
________________________

"أنا هنا حيثُ أنتِ…أود أن أكون أينما كُنتِ
________________________

حكمت الظروف بجمعهم سويًا، كلٌ منهم يرى الموضوع غريبًا من وجهة نظره لكنه يراه في نفس الآن به الكثير من اللطف، رحلة جديدة تجمع العائلة مع بعضها، كان "ياسين" يفكر في إلحاح صغاره ونظرات "خديجة" وهي تتوسله بالموافقة ودلالها عليه حتى يقبل بهذا، أبتسم بسخريةٍ وهو يرى ابنائه وزوجته أيضًا ينامون في السيارة وهو يتولى مهمة القيادة المملة وسط السباقات السخيفة من "وليد" بين سيارته وسيارة العائلة وسيارة "حسن".

شعر "ياسين" بالملل من الصمت ونوم الصغار فتنهد مُطولًا وظهر الشر في نظراته وهو يتابع نومهم لذا قام بفتح الصوت في السيارة مما جعلهم ينتفضون بلهفةٍ وقد سألته "خديجة" بنبرةٍ عالية:

_أنتَ ياعم !! فيه حد يعمل كدا ؟؟.

حرك رأسه موافقًا وهتف مؤكدًا:

_آه فيه حد يعمل كدا عارفة ليه؟؟ علشان أنا بسوق ببهايم، نايمين وسايبني لوحدي لما خلاص جضيت منكم،  واللي هلمح عينه بتقفل هنزله وازنقه في أي عربية تانية.

هتفت "جاسمين " بضجرٍ:

_ماهو دا ظلم كدا، فيه أب يعمل كدا يعني يرضيك ؟؟

_آه…يرضيني وبعدين اشمعنا أنتِ اللي بتتكلمي؟؟ ماهو أخواتك ساكتين أهو محدش فيهم فتح بوقه حتى، بتردي ليه

كان هذا رده عليها فوجدها تعود للخلف وهي تقول ببرودٍ تثير استفزازه به:

_خالو "وليد" قالي إني محبوسة من لساني.

لوى فمه بتهكمٍ ونطق بسخريةٍ:

_كل دا ومحبوسة من لسانك ؟؟ ماسمهاش كدا ياختي.

عقدت ما بين حاجبيها وسألته باهتمامٍ:

_اومال هي إيه ؟؟ أنا كنت فكراها، قول معايا كدا طيب.

رفع كفيه يمسح وجهه وهتف بضجرٍ:

_مسحوبة من لسانك الطويل اللي نفسي اقصه.

حركت كتفيها بلامبالاةٍ وهتفت بنفس البرود:

_أنا مجيبتش حاجة من عندي، أنتَ اللي بتقول.

قرر تجاهل تلك الدُمية المثرثرة ثم نظر للأخريْن فوجدهما يخلدا للنوم من جديد ابتسم لهما وقال بأسفٍ:

_ناموا لو عاوزين تناموا أنا كنت بهزر، كدا كدا قربنا أهو.

نام الصغيران فيما ظلت "جاسمين" مستيقظةً تطالع والدها حتى سألها بسخريةٍ:

_حضرتك بومة مش هتنامي يعني؟؟ نامي يابت.

أشارت له نفيًا ثم سحبت الحقيبة المجاورة لشقيقتها تأخذ منها الجهاز اللوحي "التابلت" ثم فتحته تشاهد به أحد أفلامها المفضلة فيما ضحكت "خديجة" عليها وحركت كتفيها تبريء نفسها من إتهام نظراته بقولها:

يوم الجمعة (تعافيت بك)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن