الفصل السابع
كانت تطالعها بذهول، وعقلها لا يستوعب، احقُ ما سمعته؟ أم هو سوء فهم تسرب ألى عقلها المشوش من الأساس، فهذه الأشياء خارج حدود المنطق الذي نشأت عليه، وما تعرفه عن طيبة وحكمة من تحدثها، لترى الان تبدل ملامحها لأخرى حازمة في قولها:
- اسمعي يا نادية، انا عارفة ان الموضوع كبير، وعجلك مش مستوعب، دا غير كمان حبك للمرحوم اللي كلنا نشهد عليه، بس يا بتي، في ضرروات تجبرني اتكلم معاكي دلوك، عشان انبهك للي جاي .
- ايه هو اللي جاي؟
تمتمت بها لتلوح بكفيها أمامها، تردف بصوت متألم:
- انتي جاية تكلميني على موضوع جواز، وحبيبي يدوب مكمل اربعين يوم امبارح بس من وجت رحيله! كيف نطج بيها لسانك؟زفرت هويدا هواءًا ساخنًا لتشيح بوجهها عنها قليلًا، مهمتها صعبة وتحتاج الصبر، فعادت لها بعد وقت قصير قائلة:
- لساني نطج مجبور يا نادية، عمك فايز واجف ع الباب، في أي وجت ممكن يضرب رجليه ويدخل بمرته الحرباية وعياله ، بعد ما خلاص، بجى ليه ورث دلوك من المرحوم بحكم انه ابوه، دا غير انه بجى وصي على ولدك، ولا دي محدش جالك لسة عليها؟ظلت تطالعها بعدم فهم، بملامح تجمدت على ذهولها، لتزيد عليها هويدا بقولها:
- لازم حد يوجف لفايز، وانا لما بكلمك، مش غرضي طبعًا انك تغضبي ربنا ولا تتجوزي جبل ما تخلص عدتك، انا بديكي فكرة من دلوك عشان تختاري وتميزي كلامي زين، مش عايزين نستنى حاطين يدنا على خدودنا، لازم نحضروا نفسينا.صرخت بها باستجداء بعد أن وجدت صوتها:
- بس دول خواته، سند وعيسى يبجوا خواتي، من ساعة ما دخلت برجلي البيت ده، وانتوا فهمتوني كدة، في حد يتجوز مرة اخوه؟لاحت ابتسامة ساخرة على وجه هوايدا خالية من أي مرح في الرد عليها:
- وهو انتي اول واحدة تعمليها يا حبيتي؟ ولا تحبي اجولك على عدد الشباب اللي اتجوز حريم خواتهم لجل ما يربوا عيال اخوهم بعد ما ماتوا، ولا اجيبلك اسامي البنتة الصغيرين اللي جبلوا يحلو محل اختهم الميتة مع جوزها، لأجل ما يحموا عيال اختهم ، من مرات اب غريبة تحط عليهم، وانتي محتاجة اللي يحميكي انتي وولدك، ويحمي حجك.رفض قاطع تحول لاشمئزاز أعتلى تعابيرها، متمتمة بعدم تقبل:
- سمعت وعارفة منهم اسامي كمان، مش هلوم عليهم، عشان أكيد الظروف اجبرتهم يجدموا التضحية دي، بس مش كل الناس تجدر تعملها، لا يمكن هجبل حد يشارك سريري غير جوزي، لا يمكن هتتغير نظرتي لسند ولا عيسي، واشوفهم حاجة غير خواتي، يعني مفيش واحدة تتجوز اخوها، مهما كان اللي بتجولي عليه يستدعي، ثم تعالي هنا، انتوا ازاي ناسين امي سليمة؟، تفتكروا هي هترضى بالكلام ده؟- ملكيش دعوة بيها، ثم احنا كمان بنعمل لمصلحة واد ولدها، وحفظ حج المرحوم، هتعوز ايه أكتر من كدة؟
أنت تقرأ
ميراث الندم الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروح
Literatura Femininaوضعها القدر تحت رعايته، لتستنجد به من غدر أعز الأحباب لديها، من أجل حمايتها، متعشمة في رجولته كي يساندها، حتى تسترد حقها وما سلب بخسة منها، ولكن ما لم تحسب حسابه هو أن تقع اسيرة بين يديه، وقد اغراه الطمع في فتنتها، يريد الاستئثار بها ، يختلق الحجج و...