بداية اللعنة

106 22 7
                                    

قالها كريم مقترح علينا تسلية أنفسنا بدل من
الملل الذي دب بالمكان، لم يكن هناك ما نفعله فبدأ كل منا في اقتراح لعبة نتشارك فيها.

جميعهم قبلوا رفضوا، ومن بينهم كانت لعبة لودو يوضح لنا كريم أنها نرد، وأن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، شبهه من يلعبها كمن دس يده في لحم ودم خنزير.

لا تستغرب من قائله، فوالديه كانا حريصين على تربيته كما نص الدين بالظبط، لكن الحياة
وسوسة الشيطان استطاعت أن تسحبه مع التيار يلهوا فيها.

_ماذا سنفعل إذاً؟

كان يرمقنا بنظرات شذرة وكأننا سرقنا ورثه
أعاد النظر بهاتفه منشغل في هاتفه، قلنا له
أننا سنقوم بدورنا بالبحث معه، ومن يصل
لشيء يخبر الأخرين.

كلما نطق أحدنا باسم لعبة، هتف الأخر يرفضها
بحجة مختلفة عن كل مرة، حملق في شاشته يقول:

_وجدتها أنظروا هذه اللعبة، رائعة.

قاطعه كريم برفض تام قبل أن يعرف حتى ما
هي:

_لن ألعب ببجي،  لقد حفظتها.

ادار صورة اللعبة نحونا يرينا إياها:

_ليست هي بالتأكيد، تلك لعبة صينية، لا أعرف ما اسمها لكنها تبدوا مسلية، لنجرب.

ارانا صورة لتطبيق لعبة لفتاة صينية، ذو شعر اسود قصير وحذاء اسود لأمع، بشرتها تشبهه طبقة الاسمنت، جافة وباهته بكل ما فيها.

مطلوب منا تنفيذ طلباتها والإ سنعلق معها ولن
نستطيع الفرار، تشبهه لعبة الحوت الأزرق قيل
عنها الكثير وقتها، انتحر شباب ومراهقين و
أطفال بسببها.

حقيقة لا أعلم صحة هذا الكلام، هذا ما نقل
عنها في ذاك الوقت، أنزلنها متحمسين نختار
اللغة الإنجليزية؛ لسهولة فهمها.

لم يتبقى سوى حماده، للأسف اللعبة أقل عدد
للمشاركات بها هو أربعة، غير ذلك لن يتم قبولنا بها، رفض مصر على عدم خوضنا لها.

هو جبان أكثر الوقت، لكن لم أظن أنه بهذه
الهشاشة، حقا صدمات الماضي لا تنتهي ولا
تتخطي، لطالما كانت شقيقته الكبري تخاف
عليه من كل شيء.

إن رأته أمسك بقطة في الشارع، توبخه وتخيفه بأن القطة تلك ستعضه إن اقترب
منها هي والكلاب وسائر الحيوانات.

شعور طبيعي وهي تمثل له الأم والشقيقة
والصديقة، بعد ما فقد والدته بعمر السادسة
في حادث سير بالطريق العام، ليحلق بها
زوجها بعد شهور قليلة حزنا عليها.

ويتبقى حماده وشقيقته نسمة وشقيقه
المتوسط معتز، دوما ما كان يخبره أن وفاة
والديه بسببه.

لولا ذهابها لشراء الأدوات الدراسية المطلوبة الخاصة به، لكانت على قيد الحياة حمل
ذلك الذنب على عاتقه، ينطوى مبتعد عن
اخيه لكيلا يسمع حديثه.

   " معدله "  The Game حيث تعيش القصص. اكتشف الآن