غاب 'سلطان' عن الواقع رافضًا المواجهة، رافضًا حتى الوقوف أمام أخطائه، انفصل كليًا عنهم وأصبح ممدًا على فراشًا بالمستشفى أمامهم دون حراك دون أوامر أو حتى قراررت تُؤخذ بشأنهم وتتعلق بمصيرهم، تطلعت له 'إيناس' من خلف الزجاج تتساءل إن كان لحديثهم بأخر مرة يد لإيصاله لتلك الحالة أم أنه لم يتحمل كونه مخطئ طيلة تلك السنوات نظرت له بشرود ولا تعلم كيف تنتهي وعكته الصحية هل بنتائج محمودة أم نتائج تؤثر على ابنتها...
رجعت مكانها بجانب ابنتها ربتت على كتفها وهي تُطمئنها:
"متقلقيش ه يبقى كويس إن شاء الله."اقتربت'رحمة' من والدتها وألقت بنفسها بين أحضانها لعل قلبها يهدأ قليلًا وتسكن مشاعرها، تلقتها'إيناس' بين ذراعيها ومسدت على ظهرها برفقٍ، رأت 'رحمة' 'عز' يأتي من بعيد من أخر الممر تطلعت له وهو يتقدم نحوهما منذ خروجهم من الغرفة لم ينبس بكلمة بل ران بينهم الصمت منذ رجوعهم حتى الآن...
ابتعدت'رحمة' عن أحضان أمها وتطلعت له تنتظر أن يتحدث فقال:
"تعبتي نفسك يا طنط إيناس."وقفت قُبالَتَه وردت:
"متقولش كدَ يا عز، لو كانت ندى كلمتني كنت أتصرفت بدل ما كنتم جيتم على ملى وشكم كدَ!"بحث بنظره عنها فلم يجدها فتسائل:
"أومال هي راحت فين؟"أجابته وهي تشير بيدها:
"ندى راحت ترد على سامح أصله لما عرف جه فخرجت تجيبه."التفت بنظره نحوها وسألها :
"أجيب لك حاجه تأكليها؟"هزت رأسها رافضة بأدب وهي تقول:
"لا مش جعانة، شكرًا."تقدم 'سامح' منهم قائلًا:
"ألف سلامة على الحاج سلطان."وقف بجانب 'عز' وهمس له:
"لو احتاجت حاجه أنا تحت أمرك."رمقه 'عز' بنظرة هادئة وهو يتعجب من شهامته قائلًا:
"تسلم."اقترب'عز' من 'ندى' وسألها بلمحة من الضيق:
"أمك فين؟"مطت شفتيها وهي تلمس جبينها بحيرة ثم قالت:
"مش عارفة.""حبيبي، حب عمري، سندي، وضهري..."
تطلعوا جميعهم لمصدر الصوت وكانت'فدوى' وهي تدخل مهللة صائحة بكلمات واهية لا أساس لها من الصحة الامتعاض، والحرج، والاستهزاء، كانت تعبيرات واضحة على وجوههم...أكملت ملوحة بيدها وهي تتصنع البكاء:
"حصل له أيه حصل لحبيبي أيه هو بقاله يومين متغير مكنتش أكلته..."تطلع لها عز وهو ينهاها بصرامة:
"بطلي ندب أحنا في مستشفى هنا."نظرت له بانكسار مفتعل وهي تندب:
"تعالى يا سلطان شوف ابن أخوك بيكلمني أزاي وأنت لسه عايش..."
أنت تقرأ
يجعلني أبكي
Romanceظننت أن حبي لك هو أكبر نعمة في حياتي ولكن لم يكن سوى ألم وحزن شكل ندوب بي مواعيد النشر: يوم الأثنين والخميس