_______________________
يومُ الأحد الأول من يناير، اليوم الذي يجتمعُ فيه جميعُ افراد عائِلتنا و الذين بالكادِ يرون بعضهُم، الإجتماعُ الذي اعتدتُ على مُقته بشدّة.
لكن ليسَ بعد الآن، لأنه اصبحَ المكان الوحيد الذي يُمكنني رُؤية جيسونق فيه.
هان جيسونق الذي اتوقُ له بشِده.
جيسونق هو ابن عمّتي و الذي يصغُرني بسنتين، و لقد اعتدنا ان نلتصِق ببعضنا مُنذ الصغر، اهتممتُ بجيسونق كأخي الأصغر، و عِندما بلغ جيسونق الثامِنة عشرة زارني في جامِعتي و اعترفَ لي بحُبه.
لقد رفضتُه.
لم أكُن مثليّ الجِنس - او هذا ما اعتقدتُه - و حتّى بعد اعترافه استمررتُ بالحديث معه و كأنّ شيئًا لم يحصُل، اعتقدتُ ان جيسونق كان بخير و لكِن بعد ذلِك هو سافَر للدراسةِ بالخارِج، و كُنت احمقًا للظنّ بأنه لم يتأثر.
بعد ذلِك لم تعُد شخصية جيسونق كما كانَت، اصبحَ هادِئًا و رسميًا، و تُحيطه هالَةٌ قاتِلة من الهدوء، و عيناه ناعِستانِ دائمًا و شِفاهُه لا تبتسسِم، و كأن جيسونق مُتعبٌ طوال الوقت. و رُبما كان ذلِك لأنه بدأ مُؤخرًا بإدارة شركةِ والِده.
عِندما غادر جيسونق للدراسة في نيويورك ادركتُ انني لم أكُن احبّه كأخٍ لي و انني مُعجبٌ به و واقعٌ بحُبه، و لكِنه يستمر بعزلِ نفسه عنّي.
" مرحبًا ! "
قُلت باندفاع ما ان رأيتُ هيئه الفتى ذو الشعر البُني و المُموج تدخُل الصالة خلف والِديه.
" أهلًا مينهو ~ لقد كبِرت كثيرًا !!! "
عمّتي قالت و بدأت بشدّ خدودي، تجاهلتُها و وقعت عينياي على جيسونق الذي يُناولُ الخادِمة معطفه الأسود، بذات الهالةِ المُتعبة.
" مرّ وقتٌ طويلٌ منذ ان رأيتُك ! "
وجهتُ حديثي لجيسونق الذي استدار نحوي.
" هل كُنت بخيرٍ يا هيونق ؟ "
سألني بنبرةٍ عميقه و هادِئه.
جسدي اقشعر.
" أجل. "
" سعيدٌ لسماعِ ذلِك. "
ابتسَم هو ثم سريعًا اختفت ابتسامتُه ما ان استدار.
-
على العشاء كان هُناك الكثيرُ من الأحاديث.
" يرفضُ مينهُو مُقابلة ايّ فتاه ~ "
انّت والدتي بإنزعاج و أدرتُ عيناي بسبب الموضوع الغبي.
" لا بأس، جيسونق كان هكذا أيضًا. كلاهُما عنيد~ "
عمتي قالَت قبل ان تُربِت على كتِف جيسونق بجانِبها.
