الفصل الخامس: دعوة غداء
( الأمل هو ما يملئ قلب الإنسان سكينة.. ويلهم الصبر.. غير أن بعض الآمال قد تتبعها خيبات و اضطراب عنما تكون غير منطقية و غير معقولة )
كانت فترة الظهيرة في المركز التجاري حيث اعتادت ليز الذهاب إليه مقلبةً الملابس القطعة تلوا الأخرى بحثاً عمّا يناسبها و كالعادة اصطحبت معها روبي , كيف لا وقد قبضتا مبلغاً جيداً من المال البارحة.
رددت ليز بكل سعادة:
-200 ورقة نقدية,على مشترياتي أن تتناسب مع هذا المبلغ..
لكن روبي ذكرت ليز عندما قالت لها:
- تعنين ما حصلنا عليه مساء البارحة ؟ بل 160 لا تنسي الاربعين ورقة نقدية التي اقترضتيها و التي أنتي على وشك إعادتها لقاء أحمر الشفاة.
تذمرت ليز قائلة بعدما كانت قد نسيت تماماً أمر الدين:
- تباً لما تذكريني ! لم يكن عليكِ فعل ذلك.
لكن روبي أصرت على رأيها لأنها تعلم عدم جدية ليز:
-بل علي فعل ذلك فالذهاب للتسوق يومين متتاليين إنها سابقة فضلاً عن أنه مبالغ فيه!
لكن ليز ردت مدافعة عن نفسها كما العادة:
- نحن فتاتين و هذا أمر مفروغ منه ! ثم أني سوف اشتري بعض الملابس الجديدة و أنتِ حصلتي على مبلغ جيد فلم تتسوقي شيء البارحة.
إبتسمت روبي وهي تتخيل كأنما قد تبادلت الأدوار مع ليز لوهلة فقالت:
- ماذا لو أننا بشكل يومي نقبض 200 ورقة نقدية ؟ ليت كل الفنادق تقدم مثل عروض العمل هذه بشكل يومي..
- أعتقد أنه شيء إستثنائي لأننا أتينا عاملتين بالوساطة لكنني أعتقد أنني قد أحصل على عمل آخر قريباً.
تعجبت روبي فقالت:
- حقاً ! هل تحدثت معكِ السيدة من الفندق؟
- ليست هي بل سيد ما ! اسمه السيد ايفان و سوف يقيم حفلاً قريباً و قد أعجب بي.
- معجب بك ! هل أنتي جادة ؟
ردت ليز بإحباط:
- أعني أنه معجب بخدماتي و أسلوبي بالعمل.
-أما أنا لم يكلمني أحد للأسف.
- أنتِ خجولة أنتِ التي لم تكلمي أحد! دعيك من ذلك و انظري هل أبدو جيده بهذا الفستان أزرق اللون هل يناسب لون بشرتي؟
نظرت روبي إلى سعر الفستان أولاً ثم لامت ليز قائلة:
- هل تنفقين كل المال لأجل الفستان! ماذا سوف تقولين لأمك!
- تجنبي ذكره سوف تنهار أمي إن علمت أنني قد اشتريت فستاناً بمئة ورقة نقدية.
- هذا جنون لو أننا نذهب لنتبضع من مكان آخر سيكون أفضل.
-لا تقلقي مساء اليوم سوف نجني غيرها أما الآن يمكنكِ الذهاب للبيت أو أي مكان آخر الآن فمهمة التسوق قد إنتهت بالنسبة لي و أنا سوف أرتدي هذا لكي أقابل السيد ايفان و يقبل بتوظيفي , عليّ أن أبدو اكثر أناقة فالفرصة لا تتكرر مرتين يا روبي.
ردت روبي متذمرة:
-كما أقول دائماً لا حيلة لي معكِ!
- هل ترافقينني؟
- لن أفعل ذلك أراكِ مساءً سوف أعود للبيت الآن..
- دقيقة! سوف أغير ملابسي خذي ملابسي القذرة معك فأنا سوف اتجه للفندق الآن.
في الوقت الذي عادت روبي به إلى المنزل كانت ليز قد وصلت إلى بهو الفندق حيث توجهت إلى مكتب الإستقبال مرحبةً بتلك الموظفة هناك:
-مرحباً آنسة ربما تذكرينني ..أنا في إنتظار السيد ايفان..أعني أنه يتوقع قدومي.
-السيد ايفان ريكس ..
- صحيح هو ذاته..فقط أخبريه أنها ليز.
تناولت الموظفة الهاتف ثم قالت:
-سوف ابلغ سكرتيره بذلك هل لكِ بالإنتظار على المقاعد هنا قليلاً؟
إلتفتت ليز نحو المقاعد للجلوس ثم توجهت إليها:
- لا بأس سوف أنتظر.
طالت فترة إنتظار ليز و كالعادة تلك الفترات تعالجها بأحلام اليقضة لذا شردت ليز و بدأت تشرع في أحلامها غير أن صوتاً من جانبها أخرجها من عالمها قبل الغوص فيه فقال:
- وااو تبدين مختلفة ! هل أنت حقاً ليلي؟
-إبتسمت ليز و هي تنظر لإيفان , هو حقاً إيفان ليس سكرتيرة أو مساعدٍ له كما قالت لها موظفة الإستقبال لذا قالت له متوترة:
- نعم أنا هي أعني لا ! يمكن القول ليز فحسب..
- و بدون أحمر شفاه؟
ردت ليز بخجل:
-إنه للمناسبات فقط.
-هكذا إذا! أفهم من ذلك أنك سوف تضعينه مساء اليوم؟
- هل أبدو بدونه بشكل سيء؟
- بل أصغر سناً !
- إذاً هل هذا يعني أنني خسرت فرصة العمل؟ يمكنني تفهم ذلك ليس كل ليز تعمل في سن صغير.
تفاجئ ايفان من سؤالها لذا رد عليها بسؤال آخر:
- لماذا؟ كم تبلغين من عمرك؟
- 17 ولكني سوف ابلغ 18 قريباً صدقني في الثالث من شهر سبتمبر إنه قريب.
إنفجر إيفان ضاحكاً من عفويتها ثم قال لها:
-أصدقك لذا لا بأس ستكونين أول ليزٍ تعمل في سن باكر و لن تكوني الأخيرة.
- و ماذا عن العمل؟ هل سنتحدث عن تفاصيلة؟
- وهل سنتحدث عن تفاصيلة واقفين؟ لنتحدث في مطعم الفندق.
توجهت ليز و ايفان نحو مطعم الفندق..و على تلك الطاولة ذات المكان المثالي حيث يحب الجميع , تلك النافذة ذات الإطلالة الجميلة على بركة السباحة الكبيرة والتي تعكس اشعة الشمس لتزيد جمالها جمالاً..لم يسمح سؤال ايفان ليز على استمرار تأملها أو بدء سيناريو خيالي حيث ربما تفكر بما قد تفعله أو تقوم به أثناء تمددها قرب تلك البركة.
- هل أنتِ متفرغة مساء الثلاثاء القادم..
- متفرغة على الدوام.
- لا بأس إذاً اتفقنا.
ترددت ليز قبل الموافقة لذا سألته:
- حسناً..ربما لا يرغبون إدارة الفندق مني العمل مجدداً!
- لا بأس سوف أتدبر الأمر.
- وقد لا يعطونني الأجر حتى إن تدبرت أمر عملي.
- سأفعل أنا ذلك..كم تلقيت مقابل عملك هنا؟
كذبت ليز عندما قالت لإيفان أنها تقاضت: 300 ورقة نقدية لكنها لم تتوقع أنه سيقدم لها الأكثر..سواء صدقها أم لا لن تهتم فلقد عرض عليها 500 ورقة نقدية لتمد يديها نحو بكل عفوية و طفولية قائلة:
-لنعتبر العمل مؤداً.
شردت ليز مفكرة..500 مالذي قد أفعله به؟ هل أشتري مؤن غذائية أم الملابس ربما أيضاً أسدد ديني.
- لما أنتي شاردة؟
عادت ليز إلى واقعها ثم قامت من مكانها قائلة:
- لا بأس شاكره لك سوف انصرف الآن.
لكن ايفان منعها من الذهاب فقال:
- الوقت تأخر قليلاً قد يكون فاتك غداء المنزل هلا تناولتيه معي؟
فكرت ليز و هي تنظر إلى عيني ايفان لا بأس بتفويته فليس سوى حساء غير أنها قررت رفض الغداء معه: -كلا شكراً سيد ايفان لكن لا تقلق بهذا الشأن.
- إذا ترفضين دعوتي؟
ردت ليز بتقلب مزاج:
- دعوه! ليس من المهذب رفض دعوة لا بأس بتناول الغداء إذاً.
تناولت ليز قائمة الطعام التي كان معضمها بلغة تجهلها ربما تكون الإيطالية أو الفرنسية أدرك ذلك ايفان فيبدو ذلك جلياً لأنها تقلب قائمة الطعام على الصور بشكل سريع عابسةً الوجه لذا قرر تولي أمر طلب الطعام, تناولت ليز لأول مره في حياتها ذلك الطعام الفاخر كانت المره الأولى التي ترى بل و تتذوق فيها الاستباقيتي و حساء الكريمة بالفطر و الذي يختلف عن حساء البصل الذي تقوم بإعداده في المنزل فضلاً عن عصير الفاكهه الطازج الذي يتضح جلياً أنه مصنوع من فاكهة غير تلك الذابلة التي يتناولونها في البيت بين حين و آخر.
كان شكلها مرح ما دفع ايفان لترك الملعقة ووضع كفه على أحد خديه مستنداً على الطاولة مبتسماً , حتى مر أحد الأشخاص بالسيد ايفان ليلقي له التحيه متابعاً سيرة ما دفع ليز للتوقف عن تناول الطعام فجأة لتسألة:
-لقد أطلت البقاء حقاً ! هل كنت تنتظر أحداً؟
- لا لا أحد محدد.
-إذاً أنت معروف هنا بين العاملين.
- لا بأس لا تشغلي بالك بذلك اكملي طعامك..
- إنظر إلى هؤلاء الرجال أضنني أنهم يتابعوننا بنظراتهم هم الآخرون؟
- أتعنين الإثنان اللذان يلبسان الأسود هناك؟
- نعم هذان..هل هما سكرتيراك كما قالت موظفة الإستقبال؟
إبتسم ايفان ابتسامه هادئة ثم خفف من قلقها فقال:
- لا تقلقي منهم هذه هي طبيعة عملهم يمكنك القول حراس شخصيين ليسا يعملان أعمالاً مكتبية.
- لا يمكن ذلك ! إن الفندق يبدو آمناً و يوفرون حراساً و ما شابه داخل و خارج الفندق.
- لا بأس هما معي على الدوام خارج و داخل الفندق..
- هكذا إذاً! بالمناسبة لم تتناول طعامك! لقد أعجبتني الاسباقيتي تذوقها سوف تعجبك صدقني.
حاول ايفان كتم ضحكاته التي خرجت فجأة من فمة عن طريق تغطية فمه بإحدي يديه لذا فهمت ليز ما كان يقصدة فقالت:
-آه فهمت لقد تناولتها من قبل!
لكنه واساها عندما شعر أنها قد أحرجت بقوله:
-لا بأس هي فعلاً لذيذة الطعم لقد أحببتها..
-في هذا الحال شكراً على دعوتك علي الإنصراف يبدو عليك أنك شديد الإنشغال.
- هل هو بسببي؟
- ماذا! كلاّ ليس الأمر كذلك لكني حقاً شبعت.
- أنتِ شخص خجول لكن لا بأس سوف تعتادين على الأمر و تكونين أكثر إسترخاءً.
- لستُ شخصاً خجول ! لو كنت خجولة لما قبلت دعوة الغداء إنما يمكنكَ القول أنني اتبع حمية ما لا آكل كثيراً في العادة.
حاول إيفان حبس ضحكاته لكنه قال لها إما من باب المواساة بسبب أنها أحرجت أو من باب الدعابة لتلطيف الجو لها:
- ربما هذا يفسر قوامك.
عبست ليز مستائة و حاولت الدفاع عن نفسها:
- لست بسمينه!
-لا بأس لست أقول عكس ذلك فقوامك ممشوق إعتبريه ثناء.
ردت ليز بنبرة توتر:
- حسناً من الجيد أنك لا ترى عكس ذلك هذا خيرٌ لك.
-إذاً أراكِ في المساء.
- سأفعل.
سارت ليز الى المنزل على عجل بعد أن ودعت ايفان و هي تفكر بتحيّر هل هو يواسيني أم أن لي حقاً قوام جيد؟ رغم أن أمي تقول لي أن آكل جيداً إلا أنه قد يرى ذلك من مقومات الجمال و ما شابه.
كلاّ! لقد خسرت أي فرصة عندما أخبرته أنني في السابعة عشر..لا بأس فالعمل هو الأهم..و الرجال الأثرياء لم ينقرضوا من الكوكب..لا تثقلي رأسك بالأفكار يا ليز عليكِ صنع العشاء قبل عمل المساء.
أنت تقرأ
غرفة ليلي
Romanceالتصنيف: دراما-كوميديا الفئة العمرية: 18+ خلف ما تراه قصص مستورة نكشف ستار احدها اليوم قد ترى الكثير يخفي خبثاً و سوءً خلف قناع الفضيلة في حين يلقى اللوم على من بدا منهم سوء ستر قلباً حالماً و أماني محطمة خلفت ورائهم جروحاً شديدة لواقع مؤلم بل وشدي...