************
الرسائل هي الشعور الأول
************
حاول "مراد" الاتصال بالرقم مرارا و تكرارا حتى جاءه الرد أخيرا, كان صوت سيدة ليست بعجوز, تحدثت مسرعة قبل أن ينطق بكلمة:-مفتاح الحكاية في يد نجوى, هي الوحيدة اللي عارفة كل حاجة
-أنتِ مين؟؟
انقطع الخط قبل أن تصله إجابة ليدخل المنزل مسرعا و يبدو أنه لا ينوي أي خير أبدا...
توقف "مراد" عن ركضه حين توقف أمام زوجة والده قائلا بصوت جمهوري:
-فين أختي يا نجوى؟
نهض "رضوان" من على كرسيه و كذلك فعل "جاسر" بينما ظلت "نجوى" مكانها و الرعب يدب بأوصالها تتمنى أن يكون سؤاله هذا قد نبع من شكه ليس إلا..
طالت فترة إضراب "نجوى" عن التحدث لـيصرخ بها "مراد" قائلا:
-انطقي
انتفضت مكانها بخوف جعل ابن زوجها يتحرك ليقف قبالة "مراد" و هو يقول دفاعا عنها:
-أولا أفنان مش أختك, ثانيا من امتى حد فينا عارف مكانها؟
حاول "مراد" التماسك و هو يتحدث بنبرة لم يقدر على تهدئتها:
-أفنان أختي غصب عن أي حد فيكم, أختي بقى مخطوفة و الهانم دي الوحيدة اللي تعرف مكانها
تحدث "رضوان" محاولا تلطيف الأجواء:
-استهدى بالله يا مراد مخطوفة ايه و بتاع ايه بس؟
صاح "مراد" به بقوة أكبر:
-كفاية بقى, هو أنت مفيش في قلبك ذرة رحمة؟! بقول لك بنتك مخطوفة و الله أعلم ايه اللي حصل لها
تفاجأ "رضوان" من ردة فعل الآخر, هي المرة الأولى في حياته التي يصرخ بها بتلك الطريقة, يبدو أن ما يقوله قد حدث فعلا و إلا لم يكن ليصرخ بوجهه بتلك الطريقة أبدا...
-مش يمكن تكون هربت؟
قالها "جاسر" بسخرية جعلت "مراد" يفقد آخر ذرة هدوء لديه ليتحدث بنبرة جامدة:
-في حد اتصل بيا و قال إنها اتخطفت و نجوى هي الوحيدة اللي عارفة مكانها
-و أنا ايه اللي هيخليني أعمل كدة؟
قالتها "نجوى" ممثلة النبرة البريئة ليجيبها "مراد" بقسوة:
-نفس اللي خلاكِ تشغليها عندك خدامة تمسح و تكنس, نفس اللي خلاكِ تطحنيها ضرب على أصغر غلطة عملتها, نفس اللي خلاكِ متدافعيش عنها و هي بتضرب و سبتيها لحد ما حيوان اعتدى عليها , أنتِ الوحيدة اللي تعمل كدة
نظر لها "رضوان" بصدمة؛ فـمتى فعلت ذلك و كيف؟ أين كان هو؟ أتلك هي الحرباء التي قال عنها؟
أنت تقرأ
و يبقى الألم
Romanceعندما ترغمنا الأيام على أن نلعب لعبة من اختيارها... لعبة هي السيدة بها... و لعبة لطالما نثرت على طاولتها انتصاراتها... تلك اللعبة القاسية ، غدت "الحياة" إحدى مسمياتها.. اللعبة التي ظلت الأيام فيها "الجانية" "الظالمة" "القاتلة" و "الغالبة" اللعبة الت...