الفصل الثاني عشر "اختطاف"

34 6 20
                                    

************
الرسائل هي الشعور الأول
************
حاول "مراد" الاتصال بالرقم مرارا و تكرارا حتى جاءه الرد أخيرا, كان صوت سيدة ليست بعجوز, تحدثت مسرعة قبل أن ينطق بكلمة:

-مفتاح الحكاية في يد نجوى, هي الوحيدة اللي عارفة كل حاجة

-أنتِ مين؟؟

انقطع الخط قبل أن تصله إجابة ليدخل المنزل مسرعا و يبدو أنه لا ينوي أي خير أبدا...

توقف "مراد" عن ركضه حين توقف أمام زوجة والده قائلا بصوت جمهوري:

-فين أختي يا نجوى؟

نهض "رضوان" من على كرسيه و كذلك فعل "جاسر" بينما ظلت "نجوى" مكانها و الرعب يدب بأوصالها تتمنى أن يكون سؤاله هذا قد نبع من شكه ليس إلا..

طالت فترة إضراب "نجوى" عن التحدث لـيصرخ بها "مراد" قائلا:

-انطقي

انتفضت مكانها بخوف جعل ابن زوجها يتحرك ليقف قبالة "مراد" و هو يقول دفاعا عنها:

-أولا أفنان مش أختك, ثانيا من امتى حد فينا عارف مكانها؟

حاول "مراد" التماسك و هو يتحدث بنبرة لم يقدر على تهدئتها:

-أفنان أختي غصب عن أي حد فيكم, أختي بقى مخطوفة و الهانم دي الوحيدة اللي تعرف مكانها

تحدث "رضوان" محاولا تلطيف الأجواء:

-استهدى بالله يا مراد مخطوفة ايه و بتاع ايه بس؟

صاح "مراد" به بقوة أكبر:

-كفاية بقى, هو أنت مفيش في قلبك ذرة رحمة؟! بقول لك بنتك مخطوفة و الله أعلم ايه اللي حصل لها

تفاجأ "رضوان" من ردة فعل الآخر, هي المرة الأولى في حياته التي يصرخ بها بتلك الطريقة, يبدو أن ما يقوله قد حدث فعلا و إلا لم يكن ليصرخ بوجهه بتلك الطريقة أبدا...

-مش يمكن تكون هربت؟

قالها "جاسر" بسخرية جعلت "مراد" يفقد آخر ذرة هدوء لديه ليتحدث بنبرة جامدة:

-في حد اتصل بيا و قال إنها اتخطفت و نجوى هي الوحيدة اللي عارفة مكانها

-و أنا ايه اللي هيخليني أعمل كدة؟  

قالتها "نجوى" ممثلة النبرة البريئة ليجيبها "مراد" بقسوة:

-نفس اللي خلاكِ تشغليها عندك خدامة تمسح و تكنس, نفس اللي خلاكِ تطحنيها ضرب على أصغر غلطة عملتها, نفس اللي خلاكِ متدافعيش عنها و هي بتضرب و سبتيها لحد ما حيوان اعتدى عليها , أنتِ الوحيدة اللي تعمل كدة

نظر لها "رضوان" بصدمة؛ فـمتى فعلت ذلك و كيف؟ أين كان هو؟ أتلك هي الحرباء التي قال عنها؟

و يبقى الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن