الفصل الواحد والعشرون

90 10 0
                                    

دخل 'أمجد'على صديقه 'آسر' المكتب وسأله:
"قالوا لي أنك عايزني."

رفع'آسر' رأسه نحوه ثم قام وهو يقول:
"تعال اتفضل أدخل يا أستاذ."

عقد حاجبيه وردد:
"في أيه؟"

أخرج 'آسر' تلك الحقيبة البلاستيكية التي أوصته بها 'كارمن' ومَدّ يده بها له موضحًا:
"اتفضل يا سيدي دِ الهدايا الأنت جبتها لكارمن بعد أم هي سابتك واخد بالك هي السابتك."

نَّظْرَة سريعة لتلك الهدايا أدارت في نفسه فيلمًا قصيرًا للحظات حسبها سعيدة وحسبها ستظل ذكرى تمتد طيلة العمر يبتسما حينما تمر بطيفها أمامهم... التقط منه الحقيبة بسكون وسار نحو مكتبه اندفع خلفها 'آسر' وهو يثرثر:
"أمجد، هو دَ رد فعلك مش هتحزن ولا تتأثر حتى!"

جلس على مََقْعَده واتبعه آسر جالسًا أمامه وهو يتطلع نحوه فأردف'أمجد' بضيق:
"عايز أيه يا آسر مني."

سأله بريبة يستفسر منه:
"أنت زعلان أنكم سيبتوا بعض."

صمت لثانيتين قبل أن يوضح له حقيقة مشاعره فقال:
"الحقيقة، أنا مش فاهم أنا حاسس بأيه زعلان عليها ولا على نفسي عمرها ما عملت حاجه عشاني يا آسر أنا الكنت دايمًا بروح أصالح ولازم أكون غلطان في الأخر بأي طريقة اتنزلت كتير عن مبادئ عندي حاجات كنت رافضها واحدة واحدة لحد ما أنا حاسس أني بقيت مسخ أنا فوقت بس بعد فوات الآوان بعد ما حبيتها..."

مسح على ذقنه قبل أن يكمل بصراحة:
"أنت عارف ممكن يكون شدني ليها أيه أنها مبتسمعش لحد ولا بتعمل اعتبار لحد الفي دماغها بتعمله كان نفسي أكون زيها أعمل الأنا عايزه يمكن كنت بشوف فيها نفسي وأنا صغير أو لحد دلوقتِ طاير وكنت عايز أقص لها جناحها زي ما أمي عملت معايا بس دَ مش معناه أنها صح أو أني مفتري أنا كنت عايز أعيش حياة هادية وأبني عيلة هي كانت شايفة أن لسه بدري وأنا براحتي وألبس الأنا عايزاه."

قوس'آسر' شفتيه بحيرة ورد عليه قائلًا:
"كل دَ حاسس بيه!؟هو أنت محولتش تتكلم معاها براحة مثلًا في البيضايقك."

لوح بيده في ملل وهو يقول باعتراض:
"يووه دَ أكتر من مرة متع
مليش دَ لا ه أعمل يا بنتي أنا بغير أنا رَجل أنا وهي الطالع عليها أنا امرأة حرة متحررة في مجتمع مستقل أعطاني حريتي."

ضحك وهو يردد بسخرية أخر جملة، فرد عليه'آسر'يمازحه:
"دَ زمان طنط هدى عاملة فرح."

أكد على رأيه وهو يحرك رأسه باستنكار:
"طنط هدى بتربط شبك دلوقتِ بيني وبين همس بتحلق عليا وفكرة أني غبي."

عقد حاجبه يسأله:
"همس مين؟"

زم شفتيه بضيقٍ منه وقال:
"يا ابني همس الاتخبطت مكاني."

رجع للوراء وهو يردف:
"اه، طب مالها اتخبطت مكانك تاني ولا أيه؟"

نظر له وهو يحذره بيده:
"خلي بالك مش ناقصة سخافة ماشي، أخوه جتله جُلطة..."

يجعلني أبكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن