الفصل التاسع

21.4K 723 30
                                    

الفصل التاسع

- مشت! مشت كيف يعني، ايه اللي بتجوليه دا ياما؟ معجول؟
هتف بها سند متسائلًا أمام اعين الجميع، بعد ما أخبرتهم هويدا بحديثها المشتعل منذ قليل مع سليمة،

لتضيف على قولها بتهكم:
- ومش معجول ليه يا جلب امك؟ هتكون مدسية في الأوضة فوج مثلا وبتلاعبنا الغميضة، دي بتجول مشت من امبارح عشية، يعني غفلتنا واتسحبت في الليالي، سليمة شجعتها وانتهى الأمر.

- انتهى الأمر كيف؟
صرخ بها سند ليتدخل عيسى ايضًا يدلي بدلوه:
- مرة خالي خربطت كل الترتيب، كان لازم نحسب حسابها من الأول، المرة دى كانها مجنونة، دي بدل ما تجف معانا لاجل حفيدها ما يجعد في حضنها، تجلب البت علينا وتعصيها.

تلقت هويدا احتجاجهم صامتة بوجه متجهم، عاقدة الحاجبين بشدة، ونتيجة الشجار مع سليمة ما زالت تحمل اثارها على ملامحها.
صاح سند يجفلها:
- ما تردي ياما، سكتي ليه؟ مش انتي سبب الوحلة اللي اتوحلناها دي، اقنعتينا كلنا نتبع جدي عشان المصلحة، اديها جلبت فوج روسنا كلنا.

هتفت بدفاعية عن موقفها:
- ويعني انا كنت مغسل وضامن جنة، انا كل اللي كان في دماغي، هو ان الزفت فايز يتحرم من ملكية البيت، مكنتش عايزاه يشم ريحته، لكن الملعون حظه طلع احسن مننيا كلنا، ورث بموت الواد، وبجى وصي على ولده.

- المهم انه ما هيجدرش يتصرف في البيت ولا يوجعه زي ما كان مخطط، برضك دي متنسوهاش
علقت بالكلمات نعيمة والدة عيسى، بعد فترة من الصمت، التزمت بها هي ووالدتها سكينة والتي كانت تغمغم بالذكر على سبحتها، وكأن الأمر لايعنيها، غير غابئة بالتدخل معهم في النقاش الدائر.

قلل عيسى يعارض قولها:
- برضك دا ما دا مش حل ياما، احنا كدة وكاننا واجفين ارض طرية ممكن تغطس بينا في اي وجت، خالي فايز ممكن في دجيجة نلاجيه واجف وسطينا هنا مع مرته الحرباية وعيالها العجارب، لازم الراجل ده تتجطع رجله وما يبجاش له دخلة من أساسه.

ضربت هويدا ببطن كفها على سطح الأخرى سائلة بنزق:
- ودي هنعملها كيف؟ وليه؟ اذا كان صاحبة الشأن نفسها، بتجول مش عايزاها الوصاية، سليمة حطت العجدة في المنشار عشان توجف الحال، وليه مخلوله اتنازلت عن حجها في جوزها زمان ودلوك مش سائلة في البلوة اللي هتجع على راسها، لما تخش عليها بت التنح السعرانة اللي ما بتشبعش ابدا من الصرف، الواحد مش عارف يجول ايه والله.

تركها سند ليتجه بخطابه نحو جدته سائلًا لها:
- وانتي يا ستي، مش ناوية تجولي رأيك معانا في اللي حاصل، ولا هتعملي نفسك غريبة انتي كمان، طب حتى افتكري معتز، ريحة الغالي، ولا انتي كمان مستغنية زي مرت ولدك؟

قالها بخبث يغلفه الإستفزاز، ليجعل المرأة تلتف إليه مجبرة، ترمقه بنظرة حانقة، قبل ان يخرج ردها:
- وانا إيه في يدي يا واد هويدا؟ هو انا كان ليا شورة ولا جولة في الموضوع دا من اساسه؟ انتوا اللي بتخططوا وتدبروا، وانا جاعدة ومستنية النتيجة، لا جادرة انهيكم، ولا جادرة اكون معاكم، هموت على حبة عيني معتز، وبنفس الوجت مش عاجبني عمايلكم.

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن