أكره كيف وقعنا بالحب،
و كيف دنّسنا ساعة الفجر بأن أصبحت مشؤومة،
أكره رحيلك، ورجوعك، ورحيلك، ورجوعك، ثم تألُّمي لأجل ذلك كأنه الموت،
أكره التلّميحات التي تُلقي لألتقط،
و تقرّبك مِن مَن حولي ليُقال اسمك مجددًا أمامي،
أكره كيف أني لا أقول في وجهك لا،
و كيف أنك تأتي و كُلُّك ثقة أني لن أقوم بصدّك،
أكره وثوقك فيّ،
و معرفتك بأني و إن رحلت الاف الأعوام ستراني في ذات المكان، على ذات السرير، أنسج وشاحًا يعنيك، أكتب رسالةً لك، أحكي عنك،
أكره كيف أني أصفك بالرائع و البطل و الحنون،
و كيف أن أيام حُبك كانت أحلى من السُكر الى الحد الذي أُعاني من مشكلة حقيقية الآن في تناول مشتّقاته،
و كيف أنك رفعتني و أنسى رميك لي،
و كيف أنك التقطتني و أنسى حرمانك لي،
و كيف أنك بذخت عليّ بكرمك يا حاتم الطائي و أنسى ليال التقّشف،
أكره كيف أني اعرف عيوبك، و مساوءك، و أني أستحق رجل افضل منك أعيش في كنفه، و أني لا أستطيع تقديري الا في ظلّك،
و أني لا ارى الجمال الحقيقي فيّ إلا من خلال كلماتك،
أكره ساعة منزلك،
و فراشك،
و المرحاض الصغير خاصّتك،
أكره ستارته، و لونه الأخضر، و مرآتك المليئة ببقع الماء القديمة،
أكره أني اتذّكر التفاصيل، و أنك تتذكر التفاصيل،
أنك ترمي تفاصيلي في وجهي، التي ما ظننت بأن أحد قادر على رؤيتها،
على إعجابك بأسناني و شامةُ وجهي اليتيمة، و وجهي الممتلئ الذي بعدك كفّ عن كونه كذلك،
أكره ملاحظتك، و أُكره دومًا أني أُردد أن لا احد يحفظ أحدًا بشكل كهذا إن لم يكن يُحبه،
أكره شكواي لك، و راحتي المروّعة بعدها،
و المئة ساعة التي حدّثتك فيها و كان أكثر من نصفها نحيب،
إنني أكره كُلّ الليالي التي جمعتنا و لكن يا اللهي كم أحنّ إليها،
كم أحتاج دفئها لأُكمل الطريق، لأُنتج،
لأُنجز،
لتعمل بطاريتي و أُصبح كائن طبيعي،
أكره أنك جعلت مني امرأة تعيسة لا تُصبح يانعة الا حين ترجع،
و أكره أنك فعلت بي أُمورًا قاسية،
و أنك كسرت مبادئي،
و شوّهت سمعتي العقلية،
و دفعتني بيديك اللاتي لا يُمكن إلا أن تفعلا خيرًا -أو هذا ما اعتقد" إلى الحافة، الى طرف الجُرف،
أكره أن شعري الطويل انتهى عقده بسببك،
و أنه يأبى النموّ بسببك،
و أني فقدت الثقة بسببك،
و أُحاول تعويضي بكلّ الطرق و أفشل،
أكره أني أحيانًا أقوم بأمور لا تُشبهني فقط لئلا أعود جاثية،
وأني أُجري مكالمات مع الرجل الذي أحببت قبلك لإيذاءك ولكن كل الذي أسمعه حينها هو صوتك،
وكل الذي اشعر فيه هو العار لأني لجئت لغيرك،
و أني أُطرح في الفراش لأيام أُعاني الحُمّى و ترديد اسمك،
أكره أن والدتي تُحاول بكل ما فيها الوصول لك لتُلَّقنك درسًا لكسرك قلب ابنتها ولكن لا أثر لك،
أكره انها لا تجدك، كما لا أجدك، كما لا أتوقف عن البحث عنك، كما أُشمشم الطُرق ككلبة، و أنا التي رددت عليك أني لستُ كلبة،
ولا حرباء، ولا أفعى، ولا حتى قطُّك المصون،
أكره انقطاعنا، و أعوام الجفاف هذه،
و صراعي الذي بيني و وبيني في الغرفة لأضبط نفسي،
لأتحكّم بحياتي، لأُعيد المسارات المتقطاعة لاستقامتها،
و لكني لا أستطيع،
أحاول، مرة، عشرة، مئة، مليون، مليار، وما بعد ذلك من رقم و لكني لا أستطيع،
أكره أني اتظاهر بوضع السمّاعات في أُذني لئلا أُجري أي حديث خارج نطاقك،
وأني اقوم بشرب كأس حليب يوميًا لأجل خاطرك لأُصاب بعدها بالغثيان،
و أني ارتاد النادي لأجلك،
و أُطالع طبيعة بلدتك و أحلُم،
و أنظر للصور و أتمنى،
و أكتب و أرجو التحقيق،
و أن كل ذلك عبث، و بدءنا عبث، و انتهاءنا كارثة،
وأنا الآن في منتصف المهجر، بينما أنت تلهو و تمرح.