PART20(الحقيقة المُرة)

442 39 0
                                    

‏أشعر بأن قلبي قد هزمه الحُزن مرةً أُخري.

بعد حديث "جاسر" هذا قرر "عمر" كبح مشاعر الكره خاصته لبعض الوقت والإنصياع لرغبته الشديدة في كشف تلك الحقيقة المجهولة.

أوصل "ميرال" لمنزلها رغم حالة الصمت والجفاء التي بينهما ، خصوصاً وأن أحدهما لم يحاول حتي في أسترضاء الأخر أو محاولة فض الخلاف ، عاد "عمر" للمنزل مهرولاً بعد مكالمة "شادي" له يخبره أنه سيرحل ، لكن الأخر طلب منه إنتظاره حتي يعود للمنزل.

دلف "عمر" شقته فوجد "شادي" يجلس علي الأريكة يطالع هاتفه بإهتمام بالغ ، فحمحم الأخر يجذب إنتباهه قائلاً:

"خير يا شادي شكلك مضايق ، حد هنا قالك حاجة؟"

نفي "شادي" بملامح قلقة قائلاً:

"تيتة صفية تعبت جداً وطلبولها الدكتور في البيت ، وماما طلبت مني أرجع."

همهم "عمر" بتفهم ثم أردف بتردد:

"أنا هاجي معاك البيت يا شادي..."

إنتفضت "شادي" من مكانه يطالعه بلهفة غير مصدق ، ليقول:

"بجد يا عمر.؟"

أومأ "عمر" بهدوء ثم قال بنبرة منهكة:

"أستناني بس أغير هدومي وننزل سوي"

قال ثم دلف لغرفته ، بينما "شادي" جلس في إنتظاره ، غاب "عمر" لدقائق ليست بطولية ثم خرج يرتدي بنطال بيچ وقميص أبيض وحذاء رياضي بنفس لون القميص ، إلتقط مفاتيح سيارته من علي الطاولة ثم نزل رفقة "شادي" ، صعد كلاً لسيارته وإنطلق بها في وجهه محددة..

بعد ثلاث ساعات كاملة من القيادة وقد أوشك الظلام أن يحل ، ترجل الإثنان عن سيارتهما والتعب بادي بوضوح علي "شادي" الذي أنهكه مشوار المطار سلفاً ، إلتفت لـ"عمر" يحديثه ببسمة متلهفة:

"نورت بيتك يا عمر ، العيلة هتفرح بوجودك جداً"

رد عليه "عمر" بثبات قائلاً:

"تسلم يا شادي بس ده مش بيتي ولا دول عيلتي ، أنا جيت بس عشان خاطرك أنت ولأن في حاجة لازم أعرفها.."

خرج أغلب من في المنزل علي صوت توقف السيارات ، فركضت "فاطمة" والدة "شادي" تحتضنه بقوة قائلة:

"وحشتني يا حبيبي..كده يا شادي تبات برا البيت من غير ما تقولي..وأكلمك ألاقي موبايلك مقفول ، متعرفش الشيطان لعب في عقلي إزاي طول الفترة دي"

ربت "شادي" علي ظهرها بحب قائلاً:

"حقك عليا يا ماما بس موبايلي فصل ومكنش معايا شاحن ، وكان الوقت إتأخر أصلا وعمر مرضاش يخليني أسوق بليل"

كان "عمر" يطالعها تضم ولدها بحنان هكذا بأعين خاوية ومشاعر متخبطة ، إلتفتت له "فاطمة" بعدما فصلت العناق عن صغيرها قائلة ببسمة ممتنة:

الدُخلاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن