نُضوج

25 0 0
                                    

أتيت اشتكي السعد
فلا حزن ولا رفث
مللت لدونة عرشي
صانع له يده انتفت ..

علامة على طرف سبابة اصبعي وإبهامي سببها حملي المتواصل لفرشاتي ادون بها ما يروق لي و يزور فؤداي صبحًا ومساءا
ولتلك النمطية اليومية تاريخ انتهاء ، و اليوم اودع ( اليومية ) .

بلا كلل امضيت اسبوعي الفائق مع عائلتي؛أمي وأخواتي نبحث عن فساتين وألبسة تناسبني منذ أنني اعتقت ما ارتديته في فتوتي ، و لم أتوقف عن تعلم المشي والانحناء المناسب للفتاة البالغة ، فاليوم قد بلغت الثامن عشر عقدا من عمري وها أنا استعد للشباب المقبل وحضور الدهاليز وحفلات الشاي .

[ أقبلي يا سيسيليا إني لا اطيق انتظار رؤية طفلتي ]
اقبلت بفستاني السماوي النقي الناعم ، سلم فسلم انزل [ يا لزهرة شبابي التي لا تنضب ] ضمتني امي اليها فرحة ، فابتسمت اتباهى امام اخواتي [ جميعنا التمسنا لهذا الحضن مرة ، انتِ لست الاولى ولا الأخيرة ] تفوهت ليديا بما وجس به قلبها ، وقابلتها بما تفوه به لساني [ لكنني لم اقل شيئا ؟ ] ، زمت شفتيها مزدرية ثم استرسلت [ نحن السابقون وانتم اللاحقون، البلوغ إنما نقطة وصول ، طريقك طويل وهدفك أبعد من أن يدرك ] [ أمي ! ، كيف لها ان تحادثني بهذا الجفاء !!، إني في باكورة المسير ، وليديا تحاول كسر مجاديفي ] عاقدة لحاجبيها أمي تعاتب ليديا [ ليس لك قول هذا لأختك الصغيرة ! هيا قبل ان تغادرنا العربة ] .

قصر فاحش الثراء مترامي الاطراف ، سقف لم اكد اراه حتى رفعت ذقني للأعلى .
صفوف من الفتيات اللواتي يقابلنني في عمري ، مرتبات حسب اللقب و الرتبة ، واحدة واحدة مقبلات إلى عرش الملكة ، نمشي بهدوء و إتزان ، نصلي حتى لا نسقط أو نتعثر ، ولما كان دوري ارتجفت يداي و جف حلقي ، أمامي تلك الملكة القابعة بسكون تنظر إلي بابتسامة صفراء ، يعرفها بي الخادم بجانبها فأنحني حتى تكاد ركبتاي تلامس رخام القصر ، تؤمى برأسها فأرحل وتقابلها الفتاة من خلفي .
أنتقلنا إلى القصر الآخر الممتلئ بصفوف من الحلوى و الشراب .
لم يكن لحواسي ان تكون بهذة السعادة من قبل ، فلعيناي الجودة و للساني اللذة و لسمعي المتعة و لأنفي الانتعاش و ها هي يداي وقدماي تتفردان في كونهن حاكمتان لي اليوم ؛ تأخذانني اينما تشتهيان و اينما تتوقان.
[ سأعرفك بأرقى العائلات اليوم وسنكتفي بذلك ،لاتقبلِ أي شخص إلا بعد مشورتي ] تحادثني والدتي و تلقي علي الاوامر ، لكن يالسخف القدر؛فقد كنت بالفعل اغرمت بالاضواء و الأريج ، ولم يكن حديث أمي مُحفزا لاهتمامي ولو قليلًا.
اتسلى بتناول الحلويات فأنا كأي فتاة اخرى قد وضعت للحلوى مقامًا في اولوياتي ، حتى أقبل احدهم إلي وحادثني [ مرحبًا آنسة قروڤينر ، انا اللورد بريدجووتر] اعاينه واعاين والدتي اتسائل ان كان علي الحديث معه حتى اومأت رأسها فانطلقت [ مرحبا بك لورد بريدجووتر] قلت بينما انحني إليه باحترام [ اجد اللون الازرق فاتنًا عليك ، لمحتك فأثرتي انتباهي و فضولي ] ابتسمت ساخرة [ سطر من الغزل لا مشكلة به ] تهجم وجهه وابتعد ، هل كنت صريحة مع من لا يداني الصراحة؟ .
لحظات حتى تقدم إلي رجل نبيل آخر [ الآنسة قروڤينر، أليس كذلك] التفت و انحنيت [ ها هي امامك] مد يده لكي يصافحني [ انا السيد فليتشر ، حسنٌ لقائكِ] [ حللت اهلا ووطئت سهلا] اجبته مناغمه لنبرة صوته ، اردف قائلا [ إنني أعرف اخاك السيد فريدريك قروڤينر معرفة شخصية ، اخر لقاء لنا ستة أرانب اصصدنا] اخي فريدريك ؟ تعجبت و استفسرت [ لم اسمع بك من قبل سيد فليتشر ، كيف تعرفت على أخي؟] ضحك ساخرًا [ منذ فترة قصيرة ، لا عجب في عدم معرفتك لي ] اومأت برأسي [ ولكن ستة ارانب ؟ هذا مذهل] يتفاخر هو قائلا [ اربعة مني، وثلاثة لاخوك. هل يمكن ان للآنسة مقر حب في قلبها للصيد ؟] نفيت قائلة [ لا ، ومن ثم الف لا ، ابغض الخروج للغابات بحثا عن حيوان الاحقه و ثم اقتله ، افضل ان يكون طعامي جاهزا بين يداي دون عرق يتصبب من جبيني ] تهجم وجهه و اردف [ لا افهم لماذا الصيد موضع السخرية ] انكرت و هززت يداي [ لا ، انا لا اسخر ، ما اعنيه فقط هو ..] قاطعني بمغادرته لي هكذا بلا مبرر .
هل سأبقى لوحدي حتى نهاية الحفلة الراقصة ؟.

أوتار الموسيقا ملاصقة أصابع لاعبيها يراقصونها بتغنّ و لحن ، تفتنني وأنا أشاهد أزواج من الورى تتشابك أناملهم ببعضها البعض تعلو على شفاههم الابتسامة ، متشربة وجناتهم بالحُمرة ، تكاد نبضات قلوبهم أن تغطي على هدير البيانو و الكمان والآت أخرى لا أذكر تسميتها ، هل يجدون في من يقابلهم زوجًا ؟ وأُنسًا؟ وحُبا ؟ هل أطلت قلوبهم على بعضها البعض و تهللت واستبشرت ؟ .
إنتهت هذه الليلة وباتت بطاقتي جافة .

رددت لمستقري و مهدي سريري الجلود لكل أحلامي وكوابيسي ، ولكن قبل أن أضرع للنوم ، بغتة ولجت أختي لغرفتي مُتهكمة [ ليلة مخفق غير محبوب ؟ ] [ اهخ ومتى ستهجريني ؟ ]  [ ليس لك أن تكوني حانقة هكذا ! فأنا أمازحك ] إستقمت و أجبتها [ ليديا ! هذا موسمك الثالث ! كيف لكِ أن تمازحيني وهذا أول يوم لي على الإطلاق ؟ ] شحب وجهها [ سحقا قد غفلت ذلك الأمر فلما تأتين بذكره ؟ ] استدرت مجددا وجررت ملاءتي [ حتى لا تضايقيني ..] سكنت ثم استطردت [ على أية حال .. أعتذر منك إن بدا مني الكلام لاذعا ، بغيت أن أحادثك و استفسر عن ليلتك ... و من ثم فلا تقلقِ ، و إن كنتُ قد تبغضين نصيحة من هو في موسمه الثالث ولكن لكل منا نصيب و الليلة الأولى ليست الدليل الشامل على ذلك ] تبسمت و ضممت نفسي إليها [ أنا أحبك من أعماق قلبي ليديا ، وأتمنى أن يكون هذا الموسم لنا خير موسم ، وإن لم يكن لي فليكن لكِ ] [ وانا اتمنى ذلك ]

أخرس الفم مهذار الاصبع ( بين جلاجل التيم )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن