33

51 6 2
                                    

استقام أندريوس أخذاً تلك الأكياس ناحية المطبخ ، ليعود ناحية غرفته ليرتدي شيئا يستر جزءه العلوي ، ليسقط حلق على الارض جاذبا انتباه أندريوس

انحنى ملتقطا إياه ، كان حلق أليثيا الذي اخذه منها سابقا دون علمها ، نهض من جديد مخبئاً الحلق بين ملابسه مجددا ليأخذ قميصا رماديا ليغلق خزانته

نزل ناحية الباب الذي كان يطرق من جديد ، اعتقد أنه رافاييل و ما إن فتح الباب ليستقبله وجه والده الذي يستند على عكازه

" صباح الخير أبي "

" أي خير تتحدث عنه أيها المتهور "

" عبارة مشهورة يقولها الجميع بالصباح لما تحاسبني عليها أيضا ؟ "

" أيا كان .. "

جلس والده اخر كلامه ليغلق أندريوس الباب ليجلس أمامه ،
ليتكتف منتظرا أن يبدأ بالحديث عن سبب زيارته المفاجئة

" أندريوس لا تنسى ما أنت عليه ، أنت تحمي بلدك لا تخربها فكر قبل أي قرار تتخذه رجاءا "

" أ تراني مراهقا يا أبي؟ كونك كنت توبخني على انني مستهتر بالشغل و جعل والدتي لا تعلم ب شيء كان صعبا لي بما فيه الكفاية "

" ألم ترا تغيير في نفسك بسبب التوبيخ ؟ " نطق والده شادا على عكازه لينفي أندريوس برأسه مجيبا " لم أتغير بسبب هذا "

" تغيرت يا بني بسبب تلك الجراحة صحيح ؟ اليونانية ذات الملامح الحادة "

" لما تحضر سيرتها في كل حديث " نهض أخر كلامه إلا أنه توقف حين سمع جواب والده " أكمل ما انت عليه كي تستعيدها أعلم أنك تجلس على أحر من جمر لتتقرب منها
مجددا "

استقام والد أندريوس ليقف أمام ابنه و رفع رأسه حيث تقابل أعينه أعين صغيره الذي يحمل داخل بنيتيه اشتياق حاد يحمله لمدة خمس سنوات التي مرت

" أعلم أنني جعلتك تصبح هكذا و انا أسف يا بني على هذا لكنك من تستطيع حماية كثير من الناس بعد ذهابي و استطيع الوثوق بك " ربت اثناء كلامه على كتف أندريوس الذي كان ينظر ناحية الارض بهدوء

ليغلق باب البيت بعد خروج والده ليعود الى وحدته و بقعته الصغيرة التي تحوم حوله و هدوء المكان الذي لا يسمع فيه سوى اصوات مياه النهر التي تتحرك بفعل الرياح

في الجهة الاخرى حيث رافاييل الذي دخل للمستشفى ذاهبا ناحية مكتب الاستقبال ليزيل نظاراته مظهرا لون اعينه التي تشبه المحيطات و السماء الصافية

" مرحبا انستي أين هو مكتب الجراحة أليثيا تايفوس ؟" أشارت له الاخرى بابتسامة ناحية مكتبها ليبتسم لها ذاهبا ناحية مكتب الاخرى

تسمع دق باب مكتبها لتنطق ب " ادخل " ليظهر من وراء الباب رافاييل الذي نطق فور دخوله " مرحبا " ، انزلت الاخرى ما كان بايديها لترفع رأسها ناحيته مجيبة " مرحبا بك
تفضل "

جلس رافاييل امام أليثيا مكتفا أيديه ناظرا لمكتبها ليمعن النظر في مكتبها لقد انتبه توا ان مكتبها لا يشبه المستشفى من الخارج طلاء مكتبها يميل الى الازرق مع وجود خرائط للمخ و مفاهيم عديدة حول الأعصاب

تدارك موقفه ناطقا بعد صمت طويل " أردت سؤالك أيتها  الطبيبة .. هل لديك مريض يدعى أندريوس أرمينو ؟ " رفعت الاخرى أعينها لتنطق " لا .. لا أملك مريض بهذا الإسم "

لمعت اعينه الزرقاء لوهلة ليعيد انظاره ناحية مكتبها ، تملك في طاولتها التي تشتغل عليها اشياء بسيطة و حاسوبها مليئ بالملصقات و منها اسم بالوسط يدعى " ديانا " كان مزخرفا ليعيد الحديث معها مردفا

" ألم يكن لديك بالماضي مريض بهذا الاسم ؟ " انزلت ما كان بأيديها لتسأله " هل يمكنك التعريف بنفسك لأعرف ما تقربه لهذا الشخص الذي تحقق معي عنه ؟ "

" بالطبع ، أدعى ألفريدو ميلسون ، و أكون صديق طفولة أندريوس و قد أخبروني انه كان مريض بهذا المستشفى " أجابته الاخرى مردفة

" بأي عهد أخبروك أنه مريض بهذا المستشفى ؟" صغر أعينه ناطقا " ماذا تقصدين ؟ " عدلت أليثيا جلستها مردفة " هذا المريض لربما و على ما اعتقد كان مريض بهذا المستشفى منذ خمس سنوات و لم يمض جلسات علاجه بالمستشفى و انما كنت أعالجه بمنزله و لا أعلم ما حصل له بعد هذا "

صفق الاخر مردفا " إذا تعلمين منزله صحيح؟ " لبست الاخرى نظاراتها " كلا نسيته فقد مر خمس سنوات و كنت اعالج خلال هذه السنوات مرضى كثر في منازلهم لذا لا
أتذكره "

اخرج الاخر " أوه " صغيرة لينهض من مكانه لينطق " إذا أسف على إزعاجك أيتها الطبيبة " لتنهض هي الاخرى مردفة " أعتذر انا أيضا كوني لم أكن مفيدة لك "

ابتسم ليخرج من المكتب بل من المستشفى بأكمله ليركب سيارته لينطق مع نفسه " لم تنطق اسمه بالبتة " ليشغل سيارته ذاهبا الى وجهته

________________________________

نسيتوني نسيتوا الرواية نسيتوا مين فيها بس جيت علشان اذكركم ما اسمح حد ينسى ذي الاسطورة 🫣

فـي لـيـلـة ديــسـمـبـرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن