اليوم الخامس عشر:
_كنت أقضي وقتي في غسل الملابس والتمرّن...لا أريد أن أفقد لياقتي..بعد ذلك ظهر روبرت من العدم ضاحكًا، يقول:جديًّا يا ماركي لما لا تبدي أيّة تعابير؟هل أنت رجلٌ آليّ!
_لما قد أُبدي أيّة تعابير؟لست بحاجة إليها...وأيضا ما ذلك اللقب بحق الجحيم!!
روبرت:.......لقد أعجبني...إذن...كيف الحال؟
_بخير وأنت؟
روبرت:بأفضل الأحوال يا أخي!!
_جيّدٌ إذن..
روبرت:...هناك..موضوع يشغل بالي منذ فترة...
_إذا كان موضوعًا منطقيًّا فسيمكنني الإجابة عليه..تفضّل.
روبرت:هل لك أن تخبرني بطفولتك؟
_....هل أنت مستعّد لما ستسمعه؟
روبرت:واو لقد كان هذا سريعًا،لكن ماذا تقصد بهل أنت مستعدّ لما ستسمعه؟
_ستعرف حين أكمل قصّتي.._قبل أن يُنجبني والدايّ...
أبي كان ضابطا عسكريًّا ،ووالداه كانا يضغطان عليه حتّى يتزوّج..حيث أنّ عمره كان خمسة وأربعين سنة...إقترح والداه أن يختارا له عروسًا..وهي إبنة صديق جدّي،كان عمرها حواليّ ثمانية عشر سنة...إكتملت الخطبة والزواج ، وبعد شهرٍ بالضبط حمَلت أمّي بي..عندما بلغت سنة كاملة ،أبي كان يأخذني لأحد المعسكرات ليتباهى بي..ولكن بعد أن بلغت سنتين كاملتين أبي تغيّر جذريًّا..
بذلك الوقت كنت طفلا عبقريًّا قليلا، فقد كنت اعرف كيفية المشيّ والجريّ جيّدًا حتّى أنّني أتقنت لغتنا الأمّ..وبسبب قدراتي هذه.. كنت استوعب ما يحدث أمامي ولازلت أتذكرّه جيّدًا..في أحد الأمسيات كنت أحاول صنع لوحة وردٍ لأمّي ،بعدها دخل أبي البيت غاضبًا (كان يضرب أمّي المسكينة حيث أنّه كان يعنّفها بشدّة) لكن..بهذا المساء لم يفعل لها أيّ شيء ما أثار من دهشتها وحيرتها،فذهبت إليه حتّى تخبره أن العشاء جاهز،لكن يا أمّي..كان هذا أسوء قرارٍ بل آخرهم في حياتك..
ذهب أبي بهدوء ليجلس على الطاولة حتّى يتناول طعامه لكنّه وجد الحساء مالحًا قليلا.. و بدأ يشتم أمّي وذهب ليضربها لكنّها اوقفته ودافعت عن نفسها لأوّل مرّة.. ممّا جعله يخرج مسدّسا وأطلق على..أمي..
لم أستوعب ما كان يحدث بعد ذلك ..صوت صراخ وبكاء أبي ..اللوحة التي صنعتها وأنهيتها لأقدّمها لوالدتي كنت سأذهب لإعطائها إيّاها...ذهب تعبي هباءًا منثورا..كان هناك الكثير من الدماء بكلّ مكان،لكنّني أنا الطفل البريئ ذهب لأمّه لأنّه يفتقد إلى حنانها فوجدها مُلقاةً على الأرض معتقدًا أنها فقدت وعيها..لكن عندما ذهبت لم أشعر بدفئ أمي..لم أسمع صوتها العذب..لم أشعر بلمستها الحنونة..
ناديتها ولكن لم تجبني ....كانت الدموع تملأ عيناي..بعد ذلك خرج والدي من المنزل...وبقيت نائمًا بجانب جثّة والدتي معتقدا أنّها ستستيقظ صباحًا..لكن..خاب أملي...
تمّ تحضير جنازة أمي معتقدين أنّها انتحرت...لم أستطع البكاء في جنازتها..لما؟لا أعرف..بعد مرور سنوات كنت في الخامسة من عمري.. ومن المفترض أن أبدأ الدراسة بهذا العمر..لكنّ أبي منعني من الإلتقاء بأطفال الحيّ منذ وفاة والدتي..فكيف سيسمح لي بالخروج من المنزل لنصف اليوم؟
...كنت أقضي وقتي في الدراسة المنزلية دون علم والدي بذلك،وفي أحد الأيّام بينما ذهب أبي وحبسني داخل هذا البيت الكئيب..دخلت قطة ظريفة من أحد النوافذ...عندنا رأيتها بدأت العب معها وأحببتها كثيرًا فقد كانت الشيء الوحيد الحنون إتجاهي..كنت أطعمها وألاعبها عندما لا يكون أبي بالمنزل..لكن أحد الأيّام جاء للمنزل مبكّرا ،ودون علمي دخل لغرفتي وعندما رأى القطة سحبها بالقوّة منّي وقام بخنقها حتّى توقّفت عن الحركة..بعدها قام برميها فوق سريري وقال أنّ عليّ رميها أو سيطعمني إيّاها ...حتّى وبعد أن بدأت بالاحتضار أمامي قامت بفرك جسمها الضئيل على إصبعي وفارقت الحياة...
لم أعرف كيف أشعر...وكنت أفكّر ماهي المشاعر؟لما والدي يسلب مني أملي بالحياة؟...لم أقم برمي قطّتي وعندما علم أبي بذلك قام بإطعامي إياها ..عندما كبرت أكثر قليلا..أحضر أبي إمرأة غريبة للمنزل..وقال أنّها ستكون أمّي من الآن فصاعدًا..لكن مشكلتها أنّها لا تستطيع الإنجاب..
مضت أسابيع ،شهور وسنوات مع والدتي الجديدة وكانت معاملتها لطيفة ...
لكن في أحد المرّات قامت بصفعي لأنني تناولت بعض الحلوى من المطبخ دون علمها.. من بعد هذا بدأت معاملتها تسوء أكثر فأكثر..كبرت وقررّت أن أدخل للقوّات البريطانية الخاصّة..تمّ قبولي لمواهبي و بنيتي الجسدية ..تعلمت إستخدام الأسلحة والقنابل وقدرتي السجدية تحسنت بكثير عمّ كانت..ولقد قمت بإحتلال أعلى المراتب ممّا جعل الآخرين يغارون منّي،وبهذا كان لديّ أعداءٌ كثر...
وفي أحد الأيّام بينما كنت أتدرّب قام رقم غريب بالإتصال بي..حاولت معرفة مصدره لكنني لم أتمكّن من ذلك..استسلمت وقمت بالرّد عليه أخبرني أنّه قام بخطف عائلتي لم أقم بتصديقه لإنّي ظننت أنّه مقلبٌ من أحد أصدقائي..فطلبت منه أن يعطيني دليلا ما،بعد مدّة زمنية وصلني مقطع فيديو يتمّ فيه تعذيب والدتي ،أخبرني بإن لم أفعل ما يقولونه لن ينجي فردًا منهم...قمت بالموافقة خوفًا على عمّي لا على والدايّ..أخبرني أنّ عليّ تدمير المبنى الرئيسي بالمدينة، قام بإعطائي إحداثيات مكان القنبلة والأدوات الّلازمة..عندنا ذهبت للمكان المعنيّ تدخّلت الشرطة ثمّ تمّ القبض عليّ بتهمة فعلٍ إرهابيّ بعد ذلك قاموا بزجّي في السجن كما ترى الآن يا روبرت..هذه قصّتي..
روبرت:.....
_إذن؟ما رأيك؟
روبرت:أتسالني..ما رأيي فيما حدث لك؟أتمازحني!!
_بعدها هرول روبرت إليّ واحتضنني بقوّة وكان الحزن باديا على وجهه..._ماذا عنك يا روبرت؟ما هيّ قصّتك؟
روبرت(والدموع تملأ عيناه):...عندما يكون الوقت المناسب لإخبارك ستعرف بالتأكيد!!
_مهلًا روبرت...أستعدني بذلك؟وأيضا..هل ستعدني بأنّك ستبقى معي دائمًا؟
روبرت:يا أخي أنا أعدك...
_جيّد..بعد ذلك مباشرة دخل آرثر الزنزانة ينظر إليّ بإشمئزاز ممّ أثار غضب روبرت وافتعل شجارًا تافهًا معه ، حاول من في الزنزانة تفرقتهما حتّى تدخّل الحرّاس ...قام آرثر بالضحك بطريقة إستفزازية لأنّ روبرت كان ذو بنية ضعيفة ومع ذلك افتعل شجارًا لا معنى له معه...

أنت تقرأ
خمسون يومًا في زنزانة
Mystery / Thrillerشخص تمّ القبض عليه بتهمة خطيرة.. فيضطر بطلنا العيش في أحد اسوء و أخطر سجون البلاد..بينما يكون وسط هذه الفوضى يتعرف على بعض السجناء ولكلّ واحدٍ منهم قصة مختلفة، يحاول الزملاء الهروب من السجن..لكنه مكان محميّ جدًا،فكيف سيهربون وماذا سيقدم بطلنا من ادل...