الفصل الحادي عشر
اكتمل عدد الحضور من الرجال من وجهاء العائلة ،
بعد ان حرص فايز على إحضارهم بنفسه، ليبتوا في امر رجوعه للمنزل وكي يتمكن من وضع يده على الأملاك الأخرى، بعد أن كانوا شاهدين قبل ذلك على هذا الأمر المشين في حرمانه من امتلاك المنزل، في جلسة كهذه، بفعل مباشر من والده، الذي يرقد في المشفى الاَن.لكن ها هو اليوم، يعود إلى المكان الذي طرد منه، حينما خرج مهانًا، مدفوعًا دفعًا كالبهائم، حتى لا يفتك بهذا الذي نال كل الحظ في امتلاك حب الجميع وبعدها الإستيلاء على حقه، لكن القدر كان له رأي آخر، يبدوا انه قد حانت اللحظة الحاسمة في رجوع الامور الى نصابها، بعودة الحقوق لأصحابها.
اليوم جالسًا بثقة، فاردًا ظهره بعزة، ينظر لدلوف أبناء شقيقاته اخيرًا، واحدًا خلف الاَخر، ونظرات قاتمة يواجهها منهم، فهم اليوم يعرفون مصيرهم جيدًا، فور ان يضع يده على المنزل، بصعوبة أخفى ابتسامته، وهو يتخيل مشهدهم بعد اصدار الحكم من الكبار بعد قليل لصالحه، وقتها لن يتأخر عن طردهم مباشرةً دون انتظار، ولن يلومه أحد.
استدرك لاستمرار الأحاديث بين الرجال، رغم اكتمال كل شيء، ليهتف بأكبر الموجودين سنًا:
- عم رحيم، انا بجول نبتدي بجى، مش عايز أخركم اكتر من كدة، خلينا نخلص.سمع منه الرجل، ليدق بعصاه الخشبي على الأرض بقوة بأمر مباشر الى الجميع:
- الكل يسكت، خلونا نبتدي الجلسة.على الفور توقفت الأصوات والتفت الرؤس نحو الرجل الذي توسط الجلسة بإجلال واكبار يوزع ابصاره عليهم فرد فرد، لليتأكد من صمتهم، وقد عم الهدوء المكان، فقال بصوت يحمل الوقار والهيبة، رغم تقدمه في السن:
- عايز الكل يجعد ساكت وينتبه كويس للي جاي، ومهما كان الكلام تجيل ولا ميعجبش حتى، برضوا مفيش اعتراض، مش عايزين الهرجلة اللي تمت المرة اللي فاتت تتكرر تاني، انا المرة اللي فاتت مكنش ليا حكم في وجود عبد المعطي، ربنا يقومه بالسلامة يارب، لكن النهاردة مفيش حجة، سامعني يا سند وانت يا عيسى، وانت الاهم يا فايز.
بعنجهية تثير الدهشة رد الاَخير:
- وانا ايه اللي يعصبني يا بوي؟ انا المرة دي جاعد مأدب عشان سايب حجي في يدكم، يبجوا هما بجى اللي يمسكوا نفسهم.امتقع الاثنان يناظرنه بمقت، حتى ارتسم على الوجوه خطوطًا طولية مشتدة، ورغبة عدائية تصرخ بها الأعين في انتظار الإذن، أما العم رحيم، فقد لاح على جانب شفته شبه ابتسامة متهكمة، اخفاها على الفور قبل ان يقول:
- زين يا فايز العجل ده، ياريت تكمل على بجية الجعدة اكدة....
صمت برهة الرجل قبل ان يردف:- اظن كل اللي في الجاعدة عارفين بمشكلتك ، يعني مش محتاجة شرح، ومدام المجلس مجتمع للبت في المشكلة، يبجى يحضر المدعي والخصم، المدعي هو انت طبعًا، والخصم هما عيال اختك مندوبين عن امهاتهم، مش كدة برضوا؟
أنت تقرأ
ميراث الندم الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروح
ChickLitوضعها القدر تحت رعايته، لتستنجد به من غدر أعز الأحباب لديها، من أجل حمايتها، متعشمة في رجولته كي يساندها، حتى تسترد حقها وما سلب بخسة منها، ولكن ما لم تحسب حسابه هو أن تقع اسيرة بين يديه، وقد اغراه الطمع في فتنتها، يريد الاستئثار بها ، يختلق الحجج و...