لا أعتقد أن هناك أحدٌ يحتاج أن نُخبِره: ليلة سعيدة، عقلي موقنٍ أنه وبمجرد حلول المساء واستقرار المرء على سريره يُدرك الإنسان كم يحتاج كلٌ منا لشخصٍ يُعانق قلبه🫂🫀!
-مَليكـة مجْـدي إبراهيـم.
___________________________________"متخافيش يا نور هي بخير أنا متأكد. "
_"أنا مش هقدر استحمل أشوف بابا زعلان.. "
_"ششش.. متقلقيش"
_"عذرًا سيدي هل أنت زوج المريضة؟؟؟ "
كان هذا أحد الأطباء الذين كانوا بصحبة إسراء في قسم الطوارئ ليجيب عليه مروان بالفرنسية :
_" لا أنا شقيق زوجها وهذه ابنتها.. "
أشار إلى نور ثم تابع حديثه للطبيب :
_" هل يمكنك أن تخبرنا ما بها؟؟؟ "
ليرد عليه الطبيب بآليةٍ مقتضبة :
_"رجاءًا لا تقلقا نحن فقط نريد إعلامكما أنه من المحتمل دخول المريضة لغرفة العمليات في غضون دقائق، بإمكانكما الانتظار في الأماكن المخصصة للزيارات. "
ألقى جملته تلك في وجهيهما كقنبلةٍ مُسيلةٍ للدموع ليردف مروان بتوتر وقد ازداد قلقه :
_"العمليات؟؟؟ لماذا؟؟؟ هل حالتها خطيرة لتدخل العمليات؟؟؟ "
ثم وبدون تفكير أخرج مروان من جيبه بطاقته الشخصية وأراها للطبيب مع قوله :
_"أرجوك أطلعني على حالتها؟؟؟ أنا طبيب جراح وأعرف المريضة منذ زمن لذا إن كان هناك ما يمكنني تقديمه.... "
قاطعه الطبيب :
_"شكرًا سيدي أنتَ تعرف القوانين، فقط نحتاج منكما بعض الهدوء والاتصال بزوج السيدة إسراء... دخولها للعمليات ليس مؤكدًا بعد هذا مجرد إحتمال نتمنى أن لا نضطر لفعلها."
قالها وانصرف دون إبداء أي تعابير على وجهه ليترك نور تغرق في بكائها حتى انفلتت أعصابها وسقطت أرضًا، أمسك بها مروان مُسانِدًا لها يحاول تهدئتها بقوله :
_"إهدي يا نور.. متخافيش هي بخير صدقيني.. يا نور عياطك مش هيعمل لها حاجة ومش هيفيدها."
لم تتوقف نور عن البكاء، ضمها مرةً أخرى لصدره ثم أردف مُضيفًا وقد تحشرج صوته يحاول تمالك نفسه هو الآخر :
_"إدعيلها.. إدعيلها بدل ما تعيطي.. إنتِ كدا هتتعبي نفسك ومش هتقدميلها حاجة.. إدعي يا نور"
ومن بعيد، تعالى صوت ركض خالد و مالك القادمان من نهاية الردهة يلهثان، حتى وصلا لمروان ونور التي لا زالت تبكي بين ذراعيه، لم يلتفت أحدٌ لذلك الأمر فقد كانوا منشغلين بأمر إسراء.
وبعد زمنٍ قد جاوز الساعتين خرج نفس الطبيب الذي تحدث مع مروان في المرة السابقة، نزع قفازاته وقناع وجهه الطبي ثم نظر لهم بتمعن وأطلق زفرةً خافتة ثم طلب من مروان القدوم معه قائلًا :
أنت تقرأ
كيف تصنع مريضًا
Romansaمضت السنون في لمح البصر.. لم يُدرك أن يأسه أعماه عمَّن يحبونه وعن سنوات عُـمره التي سرقها الحزن من بين يديه.. فقط أنامله تتحرك بعشوائية تُدوِّن كل ما يحدث بينما عقله لازال يعبث في غياهِب الماضي وزنازين دفاتره السوداء، ليفاجأ بالنور يضيء عتمة قبره عل...