الواحد والعشرون : أهيف روح

22 3 0
                                    

أضْمَرَ سُروري وزالَ عنّي كمدّي
مذ شَرّعت قلْبك إلي أَضْوَى سَنَاء روحي!
-
-
-
قمت بشد المفرش علي ونظرت إليه بأهداب مبللة وجسد يرتجف .. فخرج صوته : كيف يعقل هذا ساشا لأي حد هو حقير ليفعل بك هكذا بل ويتجرأ ويراقبك اثناء خلوتك ..
لم اجد اجابة فتنهدت اتأمل المكان حولي لم يتأخر هيبي اتى بعد دقائق وهرول إلي فوجدني احتضن الخادمه واحاول ان ابقى مستيقظه لأنني لا اعلم ان غفوت سأفيق مجددا ام سأدخل في غيبوبه مجددا ..
لذا حاولت الصمود وفور ان رأيته صعد الى الطابق العلوي بعد ان كان يصرخ بإسمي لم يخرج صوتي الدموع تسللت الى وجنتي وتحول الامر الى صياح اعلى فصعد وتقابلت عيني المنهمره بعينيه سرعان مانظر حوله ولحالي مطولاً ثم هرع إلي يجذبني نحوه في عناق قوي غمرني وسط احضانه بشكل جعلني اكاد اختفي هناك لم استطع مبادلته فقط خرج صوتي باكيًا : انا لا استطيع ترك منزلنا ظننت انني بذلك اتخلى عنهم وابتعد لكن الان انا تعرضت لموقف سيئ وليس الأول هيبي ولا اجدهم ابدًا اخي رام ليس هنا .. نايل لم يأت ، وحتى امي .. ابي ايضا لا احد هيبي لا احد خذني اليك دعنا نبتعد
: اهدئي ساشا .. لاتقلقي لن اتركك هنا قررت هذا سلفًا وبشأن ماحدث ايمكنك اخباري سأكون معك دائما ! ان واجهت صعوبة في الامر فلابأس يمكن..
بتر كلمته صوتي الخافت : اعاد فعلها هيبي .. كانت المرة الاولى بعد ذهابك بعد ان افقت كنت في حال سيئ واتى ليام ليزورني كما زعم لكن هيبي هو حاول حقًا التحرش بي في ذلك الوضع السيئ كنت مخدره تمامًا وعاجزه عن فعل شيء رغم انني اشعر !! وظل يهمس بالكثير .. واشياء لا اود تذكرها فقط الامر جعلني اعاني لفترة كبيره حيث انني فكرت ان غيابك هو ماجعله يتمرد هكذا ويترك بصماته فيّ فعند وجودك كان هنالك عائق .. استمر الامر ملاحقته واذيته
اختفى صوتي رغم انني لا زلت احاول التحدث بعين تبكي وجسد يترجف بينما هو يشد علي بصمت ..
تابعت بعد ان نظفت حلقي : كنت اكذب ذاتي وانني اتوهم .. لا اعلم هل فظاعة الامر جعلتني اقرر ان اتوه بوهم على ان اعيش بتلك المشاعر .. ليام اتى مجددا وقال لنصبح اصدقاء وماشابه .. اوقفه ليم وابعده عني لمرات عدة ثم في وقتٍ ما فرض امر صداقته وكنت منشغله في امور كثر .. لا يسعني الوقت للإلتفات له ! لكن اعاد ذلك الامر مجددا .. كنت وحدي وتجرأ مجددا لقد هربت .. وانتكس حالي مجددا حينها اخبرت رام وانا بحال سيئ ايمكنك تصديق ان اخي لم يصدق ذلك ؟ ان ليام قد حاول التحرش بي واجباري على شيء كهذا
رام كان مقربًا مني وكنت اتي اليه مرارا واتواصل معه لكن بعد فعلته هذه .. شعرت ان شيء بداخلي قد مات
فبعد اعوام من الاذية في وقتٍ ما اخبرت ابي والذي بدوره تحدث الى ليام واعلم عدم تساهل ابي فوضع لي حراس وشدد علي الآمن وبعد موت ابي توقف هذا الامر .. بسبب من؟ بسبب رام الذي رأ ان الامر مبالغًا واوقف الحراس عن حمايتي وقلل الخدم قائلا انه لايحب الازعاج وسافر مجددا .. ولم يستمع إلي عندما اخبرته عن امر ليام بل لم يصدقني حتى
فغضبت منه .. وعلاقتي معه اصبحت عاديه مذ ذلك الحين .. شعرت انه يستخف بأمر هام كهذا ودونما شعور ابتعدت عنه نايل ايضا كرام الفرق بينهما ان نايل يريد تسوية الامور لانه لم يرى اذيه ليام المباشرة لي فقط رأ رفضي وحزن الحبيب العاشق فليام خبيث ويغير شخصه كجلد الثعبان متى ماشاء .. فعاد الامر وشعرت بإرهاق وفتور ضعف .. هدد ليم .. يظنه حبيبي فلقنه ليم درسًا ولم يتوقف .. حتى عندما اوقفته هيبي عاد ... اليوم وكرر الامر .. واتصدق عندما اخبرك انني اردت الانتحار ؟ انه شعور قذر رغم عدم وضوح بصماته الا انها كسواد ملوث يقبح جسدي ويترك علاماته في كل جزء .. انا لا اعلم الامر بات كثير هيبي وانا اعلم انني لن استسلم واقبل به بل هناك حلول كثر لكنني كنت يائسه للحد الذي جعلني دونما شعور استسلم تدريجيًا له .. انقذني هيبي لا اشعر انني سأستطيع المواصله مجددا ..لا اريد ان استسلم
لا اريد لكيان الخوف الذي اختلقوه ان يقتلني
بكيت اكثر بينما اعانقه فظل صامتًا لدقائق .. لم يجب ولم يتحرك فقط شعرت به يبعد يديه قبل ان يعتدل امامي ويقول بهدوء : ساشا
نظرت إليه بتردد فقال بينما يرفع رأسي بيده : اقسم بحبي لك .. لأُذيقنه من العذاب اشده .. اقسم بهذا واعدك
فاضت دموعي اكثر وبكيت امامه بألم وحب خليط صعب ارهق روحي ، فانا شعرت بيأس وامل
انهزام ونصر .. جابهني كل ذلك امامه وبكيت فربت على وجنتي ويضمني اليه ..
-
اقترب يحملني بين يديه وسار بي الى الغرفه وضعني على السرير وقام بوضع المفرش علي وابتعد لينظر الى خزانتي واشمئزت ملامحه من المنظر :دماء .. عبث بثيابك وجرحك .. من يظن نفسه ؟ هل قتالنا لم يكن كافيًا؟ علي بتر يديه اذاً واقتلاع عينيه التي نظرت إليك بتلك النظرات ..
الغضب بدا واضحًا على هيبي كما انقباض فكه
فقلت وانا اراه يتقدم نحوي : وضع كاميرات في غرفتي لذا لم ابدل ثيابي لا اعلم هل وضعها داخل غرفتي فقط ام لا كما ترى قام بتنويم الخدم وافراغ المنزل الا من عداي واستغل امر تخدير جسدي ..
انخفض صوتي انظر الى بقع الدماء الملخطه بالماء فتذكرت فعلته تلك وانكمش قلبي
قمت بشد المفرش علي ونظرت إليه بأهداب مبللة وجسد يرتجف .. فخرج صوته : كيف يعقل هذا ساشا لأي حد هو حقير ليفعل بك هكذا بل ويتجرأ ويراقبك اثناء خلوتك ..
رفعت كتفاي بعدم معرفه فأقترب هيبي ينزع معطفه ومده إلي : ارتدي هذا ولنذهب علي ان اتصل بأحدٍ ما انا بحاجه للتحدث معه .. لاتقلقي لن اتحدث بأمر ليام
استدار عني يوليني ظهره ويده الاخرى على جيبه ليسمح لي بأرتداء المعطف الطويل دون النظر إلي ففعلت بصعوبة تامه وحاولت ان اسرع وانا اتجاهل امر تلك الكاميرا .. ما ان انتهيت نظرت للمكان حولي مفكره مالذي علي فعله لإيقاظ العاملات؟ .. هم لايبقون هنا طوال اليوم يعودون لمنازلهم بين حينٍ وحين
استدار إلي حينها وقال : اخبرت بايك سيساعدني في هذا هو على معرفه بأحد ضباط الشرطه والاطباء وسيمر الامر بسريه لاتقلقي سيأتون ليروا حال العاملات والحراس واخر ليقوموا بالتنظيف ... وفريق اخر لنزع الكاميرات اما الشرطه فيتصرفون بحال ليام هذا .. وانتِ؟
نظرت إليه فقال وهو يقترب مني: انت ستكونين رفقتي فقط لننتظر الاطباء ليروا حالك اولاً ..
جلس قربي فأومات بصمت ربت على كتفي فسندت رأسي على كتفه بإطمئنان ...
-
'
-
: ماذا يعني هذا؟
: انه مخدر قوي جدا لن يفيق احدهم سوى في الغد على اقل تقدير ! .. يبدو انه تم وضعه لهم اثناء الطعام
كنت استمع الى نقاش هيبي واحدى الاطباء خارجًا بينما الباب مغلقٌ علي انا والطبيبة وممرضه اخرى
اخبرني هيبي انه تم تعطيل الكاميرات والامر سهل للغايه يمكنني الاطمئنان وتبديل ثيابي حرص على ان تأت الممرضه بثياب اخرى تناسبني فكل ماتركه ليام لي كان قبيحًا .. وبشأن تلك الثياب هيبي قام بإعادتها الى الخزانه وقام بتنشيف شعري ايضا .. واثناء العمل كان رفقتي يحاول بث الامان في وما ان اتت الطبيبه حتى اخبرني انه سيكون خلف الباب تمامًا ولن يبرح مكانه
اعدت بصري للطبيبة التي ساعدتني بإرتداء ثياب اخرى واكملت ماكانت تقول : لحسن الحظ انت تماسكتي بشكل جيد ! لكنك بحاجه لأن ترتاحي آنسه ساشا يبدو انك اصبت بروع شديد وازداد ارهاقك ارجح ان تزوري المشفى لنطمئن عليك اكثر انت بخير لكنك بحاجه لأن تصمدي هكذا اكثر ..
اومأت واجبت بينما اقوم بتحريك يدي بتوتر : حاولت ان اصمد .. لأنني اريد ان اكون قوية !
ابتسمت وربتت على رأسي : انتِ كذلك فقط عليك الا تضغطي على نفسك عدم قدرتك على السير يعني هذا انك تعانين من اثار تلك الصدمة وتخدير ايضا لاتنسي زيارة الطبيب ..
اومأت فأستقامت تودعني رفقه تلك الممرضه
فنظرت الى يدي .. مسكن مجددًا !
هي تحاول جعلي اثق انني بخير ولكن كلانا نعلم ان الامر ليس كذلك وتكرارها لأمر الطبيب ليس الا لصعوبة الامر ..ابتسمت عندما دخل هيبي متجاوزًا الطبيبه وعاد إلي قائلا : لنذهب الى المشفى ان قدومها لم يفعل شيء
اتسعت ابتسامتي : بلا ذلك المسكن سيعمل جيدا!
اقترب مني وحاول حملي فقلت : دعني اســـ..
حملني قسرًا وسار بي : ساشا دعيني اظهر كبطل خارق
حاوطت عنقه وقلت : دعني اتظاهر بالاعياء اذًا !
ارتجاف صوتي ، ورعشة يداي كما خوف قلبي الواضح علي جعل قولي الساخر هذا مجرد غطاء مزيف لهزائم روحي .. فحاوطته بشده غاية الامن وشدني اكثر وسار بي يحدثني انه لن يتركني ابدا وان علي ان ارتاح وان ليام لن يفلت .. وكلمات كتلك جعلتني اهدئ ..
-
-
صباح اليوم التالي ..

 منسيّ | لانهاية لك في داخلي ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن