دروباً نسلكها معاً هونت عناء الطريق..'
كان الجو مشحون بالتوتر بالأخص بعد حديث "طارق" الجارح هذا ، لم يجد "سليم" ما يقوله رداً عليه ، بينما "شادي" أخفض رأسه بحزن علي حال صديقه وإبن عمه ، الجميع يعلمون أنه محق مهما قال ، لكن ما باليد حيلة ، لا يمكنهم تغيير الماضي أو التلاعب بالمستقبل ، الأمور لا تسير دائماً مثلما نريد..
سحب "قاسم" يد "طارق" حتي يهدأ ثم قال ينهره:
"ميصحش الكلام ده يا طارق إحنا في بيت الناس ، أنا بعتذر عن أسلوب طارق هو بس عصبي شوية أتمني متزعلش منه ، إحنا هناخد عمر ونمشي علي طول"
نفض "طارق" يده من بين يدي "قاسم" ثم ركض نحو "عمر" عندما لاحظ حركته علي الفراش ، وتبعه الأخرون يلتفون حوله بلهفة، تحركت مقلتي "عمر" من أسفل جفونه ثم فتحها بتروٍ حتي إعتادت علي الضوء وأخذ يطالع ما حوله حتي إستقر بصره علي "طارق" يعانق كف يده ليقول بسخرية مرهقة:
"عملت إيه في حياتي يخليني أصحي علي وشك!"
صُدم "طارق" من ردة فعله هذا بينما تعالت ضحكات الجميع عليه ، ليسحب "طارق" وجنته بغيظ قائلاً:
"لم لسانك وإحترم نفسك عشان أنا اللي هسوق وإحنا مروحين ، وأنت عارف إن سواقتي غبية لما بتعصب"
أصدر "عمر" صوتاً متألماً بسبب سحب "طارق" وجنته ليدفع يده بغيظ قائلاً:
"حد يبعد الواد ده عني أنا مش ناقصه"
قال ثم حاول النهوض لكنه إنتبه علي الصغيرة تنام علي ذراعه الأيسر فقبل وجنتها الصغيرة ثم سحب يده من أسفل رأسها بهدوء حتي لا تستيقظ ثم جلس بإعتدال قائلاً:
"بس أنتوا إيه اللي جابكم هنا؟ وجيتوا ليه!"
تعجب "سليم" و"شادي" من حالة الهدوء التي هو فيها ، فقد توقعوا أنه فور أن يستيقظ سيقلب المنزل رأساً علي عقب ، لكن هدوءه المريب هذا يقلقهم أكثر..
رد عليه "أحمد" بهدوء بينما يشير بعينيه علي "شادي" الذي يقف بعيداً قليلاً عن موضعهم:
"قلقنا عليك لما كلمناك مش بترد فتوقعنا إنك روحت مع شادي وكلمناه وهو قالنا علي اللي حصل ، مش فاهم إزاي تروح مكان من غير ما تقولنا! مش هتبطل العادة المتخلفة اللي فيك دي"
عقب "أدهم" علي حديثه بسخرية قائلاً:
"ودي تيجي ، ميبقاش اسمه عمر لو مخضناش عليه مرتين في اليوم، عامل زي المضاد الحيوي"
حرك "عمر" رأسه بيأس منهم ثم تحامل لينهض رغم الإرهاق الذي يشعر به فوجد يد "طارق" تحيط بمرفقه ليستند عليه دون أن يبدي ردة فعل ملفتة ، ليبتسم لهم "عمر" بحب قائلاً:
"يلا نروح بيتنا ونبقي نكمل خناق هناك"
أومأوا له ثم ساروا به نحو الباب لكن "سليم" أوقفهم بلهفة قائلاً: