1) مطرقة العدل

122 4 7
                                    


بشعرها الاسود المجعد و ثياب السجن ، مشت و بجانبها اثنان من الشرطة ، بكل فخامة في خطواتها ، يمكن استشعار الخطر من عيناها العسلية ، ترمق ذلك القاضي الشاب بنظرات غريبة ، حتى هي لم تفسرها ، وقفت امام كرسيها و اعينها لا زالت على زرقاوتيه ، بينما هو يلعب بالقلم امامه ، لا تستغربوا من ترتيب الدخول فهذه الحكمة مميزة ، فالقاضي كريستوفر ما ان استلم القضاء حتى غير ترتيب الدخول ، جلست بطريقة مهملة ، بينما تشابك ذراعاها مظهرة انزعاجها ، همست للمحامي بجانبها بشيء ما قبل ان يتوتر و يبدأ باسقاط اشياءه من الخوف ، ابتسمت ابتسامة جانبية ثم اعادت عسليتها بزرقاوتيه ، و حركت شفتاها تقول : ماذا ؟ 

حاجباها مرفعون ، نظراتها واثقة ، و من الواضح انها لا تحترمه اطلاقًا ، ليبتسم بجانبية و يزيح عينه عنها ، طرق بالمطرقة معلنًا بدأ المحكمة ، ليتقدم محامي الادعاء و يبدأ بسلسلة اتهامات طويلة ، على كل ما فعلته اثناء كونها في المافيا ، و كل هذا بسبب انها تركت شاهدًا غبيًا ، شتمت تحت انفاسها ثم لاحظت ان ذلك القاضي لازال ينظر لها ، لم يزح عينيه من عليها ، طرقت سبابتها بذراعها بضع مرات بنفاذ صبر ، و هي تسمع لقائمة افعالها من ذلك الرجل الممل الذي يدافع عن الرحمة و ما الى ذلك ، هي مستعدة للاعتراف بكل شيء فقط ليصمت . 

تقدمت لذلك المكان اين يقف المجرمون و يستجوبهم الادعاء ، بتعبير مشمئز ، نظرت لذلك المدعي امامها و كانت على وشك التقيء فقطلتخيل انه يفعل هذا كل يوم ، بدأ يسألها و هي صامتة ، لم ترد فقط استمرت بصمتها هذا ، تحاول ان تمنع نفسها من تفجير رأسه بالمسدس في خصرها حاليًا ، لا تستغربوا فقد قامت بسرقته للتو من شرطي ، و سرقت من ذلك المحامي سكينًا دفاعيًا لذا اجل هي مسلحة في المحكمة .

استمر الجدال بين الادعاء و الدفاع ما يقارب النصف ساعة ، و قد قرر القاضي حكمه ، وقف الجميع ليسمعوا حكمه بانصات ، نطق بصوته الغليظ يهز ارجاء القاعة : بعد سماع الادلة المقدمة من الطرفين ، و حجج الادعاء و الدفاع ، حكمت النحكمة حضوريا على المتهمة ، انجلينا سميث بالاعد...

و قبل ان يكمل اعدام ، قاطعه دخول رجل لديه ذات الاعين العسلية لتلك المتهمة ، و شعر احمر ناري مبعثر ، يرتدي بذلة و يحمل بيده اوراقًا و هو يقول : سيدي القاضي ، انتظر لحظة .

جلس كريس مجددًا و اسند ظهره على الكرسي يستمع لذلك الشاب الذي قال : اعتذر على تاخري ، لكن وردني اتصال طارئ و احضرت الادلة التي تثبت براءة موكلتي . 

ابتسم القاضي بهدوء ، و اومأ له ليكمل و يقدم االادلة له ، تناولها من بجانبه و ناوله اياها ليقرأها بكل هدوء ، انقبض فك الادعاء بينما الدفاع ابتسم بانتصار ، اومأ برأسه بتفهم ، مسح فكه بهدوء ثم وقف و اعاد جملته مغيرًا نهايتها الى براءة ، و طرق بالمطرقة مرتين ، ليسمع اخيرًا صوت صاحبة العسليتين تتحدث و تقول : اللعنة زاك لقد تاخرت .

مائدة القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن