Part « 31 »

452 8 0
                                    

أنا سَاكن في الخِيال أمرّ الواقـّع
أتقّـهوى مِعه شايّ وأرجع للخِيال

____

دخل للبيت وهو يسندها ، كاره نفسه وكارهها هي وكاره دنياه ويومه وحياته كلها ، يحس بالغبنة الكثيرة ، ونفس شعور إن مسامير الدنيا تتجمع بحلقه ، لا هي يلي تنبلع ولا هي يلي تطلع انما في الوسط تقتّله
أنبّه ضميره من لامته الدكتورة كثير ، بكلام طويل عريض ما لقط منه إلا "إنت سندها بعد الله ، لا تكسرها " ، بس هو لقط فعلاً ، ورد عليها "ما أتشرف أكون سند لها "
مع إنه أخرسها إلا أنه يفكر ويحرق نفسه بالتفكير في جملتها
ونقل نظره لسرد يلي صارت واعية تقريباً ، وناظر لجسدها يلي يرتجف برعُب منه ، وأبعدها بعنف تطيح:ماني ماكلك تطمني
شهقت بخفيف من آلمها ظهرها ، لكنها تجاهلت تمشي للمطبخ بسرعة ، رغم عرجها .
ناظرها وهو يعض شفايفه لثواني ، هو خصص هالغرفة لأشخاص مُعينيّن حلف لو لقاهم لا يذوقهم المُر ، وهي ماكانت منهم ولا بتصير
ومع ذلك كانت اول شخص يجرب ويدخل هالغرفه ويعاني ، وما كان في باله يخليها تكمل يوم حتى ، لكن فجأة تذكرها ، ومتى ؟؟ بعد يومين
جلس على الكنب يوزّع نظره على الصاله المنعفسه ، وتنهد يغمض عيونه بأسى ، لازم يقول لأمه تتصرف معها، مايتحمل هو نهائيًا ، ولا هو يحبسها طول حياتها هنا
إستقام بجسده يمشي بإتجاه المطبخ ، وناظرها جالسه على الارض حاضنه نفسها بهدوء ، وإستغرب هو كيف ترتجف ومايسَكن إرتجافها !
ناداها بهدوء لأول مرا ، وفزّت هي مُباشرة تتضّح على ملامحها الرعب :هـ..آيي
قطعت كلمتها من تألمت وكثير من حرقها ، وكتمت بكائها تقاوم الألم
وتسارع تنفسها من قرب خطوه ، بينما عقد حواجبه بإستنكار:امي بتجي بكره ، جهّزي كل شيء
هزت راسها بالإيجاب بسرعه ، ونظراتها مركزة على الارض ماترفعها شبر
وتنهد من تذكر انها ماعندها ملابس:بننزل للسوق الصبح ، نامي الحين
هزت راسها بالإيجاب ومشى هو يخرج من المطبخ ، تارك خلفه هي تصارع حزنها وآلامها ، وخوفها من جيّة أمه .

____

استخارت الإستخارة العاشرة ، ومع كل إستخارة ترتاح اكثر وهالشيء ماتبيه !
ماتبي ترتاح له وماتبي توافق ، بس لو رفضت بيصير خلّل في علاقة عمها وابوها ، وخلّل في علاقة عزام وهتان وهذا بلا شك
رمت جلالها بغصه وهي تخرج لجوالها يلي يرن ، وأخذته ترد : هلا هتان
هتان بخوف انها تفشل خطته:شوفي محفظتي عند بابكم او تحت ، ضيعته وفيه بطاقة الجامعة
غمضت عيونها بتعب: هتان ولله مافيني ذرة حيل انزل
هتان بتمثيل للعادية:اي وحده منكم تكفين ودي أنام
ناظرت الجادل لشِدّان يلي مركزه في شاشة الاب :خلاص طيب .
سكرت منه وهي تلتفت لشِدّان:تنزلين وترجعين ؟
هزت راسها بالإيجاب وهي تاخذ نفس:بنزل أساساً صدعت من ذا ابي اخذ هوا ، وشتبين من تحت
الجادل:شوفي محفظة هتان عند الباب او تحت ، ضيعها وفيها بطاقة الجامعة حقته
ناظرتها لثواني وتنحنحت من لمحت تعبها:ابشري ، انتي روحي نامي شحادك على القومه ؟
تثاوبت الجادل:ايه بنام ، خذي عباية افضل
مشت للباب واخذت عبايتها يلي على العلّاقة جنب الباب ، ولفت طرحتها بإحكام وخرجت لتحت .

أنتَ البحر وأنا المُبحر بِك والغَريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن