الجزء الأول

8.6K 83 10
                                    


🥀 1 ..

حينما يريد الله
سوف يهيّء الظروف و سوف يلُهم العقول و سوف يخلق الأسباب و المسببّات و سوف يمُكّن لمن يرُيد فيما يرُيد
وسوف يخلقُ لك فرحاً يلوّن جميع تفاصيل حياتك حينما تظُن أن حياّتك أصبحت باهته.


دخلت لمكتب الممرضه وهي واصله أقصاها من الملل وضيقة الخاطر ، ضربت يدها الراجفه على المكتب وأعتلى صوتها الحاد : وينه دكتور الفلس هذا ؟ صار لي ثلاث شهور ناقعه بنفس المكان، أول مره صراحه
اشوف اجازه ثلاث شهور ، وش الدكتور المهمل هذا ؟
الممرضه كانت تدور بكرسيهّا وتبادلها النظرات ببرود
تنرفزت وسندت ايدينها ع المكتب وقربت لها وهمست بصرامه : اسمعي ترا مو عاجزني لا اهرب ، فـ تصرفي قبل لا اهرب واخلي المسؤوليه عليك ، وصدقيني انا مابي اتعبك معي يانوره
الممرضه نوره : أهدي ياحبيبتي ، اولاً انا مو مسؤوله عن اي شخص في هذا المستشفى الا المرضى ، وثاني شي لو هربتي ماراح تستفيدين أي شي ، يعني مثلاً مثلاً وين بتروحين ؟ أو لمين بتروحين ؟ ارتفع صدى ضحكاتها الساخره وبعد تركيز طويل بعيون نوره
قالت بتعجّب : مو معقوله وحده متعلمه مثلك تسألني هالسؤال ، أروح لأهلي يعني وين بروح ؟ للشارع مثلاً ؟
ارتسمت على وجه نـوره ابتسامه غريبه وهي تتسائل بداخلها وين بتروح ، الظاهر انك بتروحين للشارع فعلاً لو عرفتي وش ينتظرك خارج هالمستشفى.
قالت بهدوء : ضـيّ حبيبتي ، مين اهلك ؟
ضيّ بدت ترجف ومن كثر القهر جلست وشدت قبضة يدها وضربتها ع المكتب : امي واخواني يابنت لا تستفزيني اكثر من كذا
نوره : طيب انا أوعدك من هنا ليوم الخميس بتكونين طالعه ، ثقي فيني
سكتت وهي تراقب ملامح ضيّ كيف ارتخت بعد الوعد.
ضي : طيب ممكن اجلس اليوم هنا في مكتبك ، مليت من الممرات ونظرات هذيك العجوز
نوره : ضيّ انتي كم عمرك ؟
ناظرت لفوق ورفعت اصابعها وهي تحسب وقالت بشك : اذكر كان ميلادي قبل لا..
سكتت شوي وقالت بإستغراب وكأنها تذكرت شي : عمري ١٩ سنه
نوره شالت من قدامها مرايا ومدتها لـ ضيّ وقالت بهدوء : شوفي وجهك مره ثانيه ، وعطي نفسك عمر غير الـ١٩
ضيّ مسكت المرايا وتمقلت بوجهها اشياء كثير تغيرت لكن ماتدري وش السبب لمعت عيونها لما تأكدت من وجود شي غلط بنفسها نزلت المرايا وعيونها ترمش بعدم إستيعاب قالت بصوت خافت : اعطيني فوق العشرين سنه بس ليش انا كبرت كذا نوره انتي جالسه تمهدين لي موضوع كبير تسألين عن اهلي و عمري ووين بروح لو طلعت نوره قولي لي حقيقتي!
حـزّ بخاطر نوره وبشكل كارثي لين حست انها بتبكي على وضع ضيّ قالت بإرتباك : لا حبيبتي مافي الا الخير انتي انتظري للخميس بيرجع الدكتور عبدالله ويعطيك كامل التفاصيل
ضي : كم التاريخ يوم الخميس ؟
نوره : ٢٠١٩/٣/٢١
ضيّ بضحكه : إنتي سابقه الزمن؟ إيش اللي ٢٠١٩ ؟
نوره توّهقت ونزلت راسها ، اما ضيّ قامت واخذت قلم وورقه من قدامها وكتبت التاريخ بخط كبير ، ورزت الورقه بوجه نوره.
نوره غمضت عيونها بيأس لما شافتها كاتبـه التاريخ" ٢٠١٤/٣/٢١"
ضيّ : هذا التاريخ يوم الخميس ، كثرانه اغلاطك اليوم ، انصحك تاخذين اجازه ، بس لا اوصيك خلي الإجازه ثلاث شهور.
طلعت بعد ماضحكت ضحكه ساخره من وضع نوره ، بينما نوره سندت ظهرها وزفرت أنفاس الراحه بعد ماطلعت ضيّ.
سكتت تتذكر كلماتها الغريبه ، وقالت بكل أسف : ماسبقنا الزمن ، لكن انتي شاء الله انك تتأخرين.

ضـيّ ؛
طلعت تمشي ببطئ وحذر رغم ان خطواتها للأمام لكن في شي يقولها ارجعي ، وقفت
والتفتت لغرفة الممرضه وهي براسها الف سؤال وسؤال ، ثلاث شهور ماشفت أمي ، كل يوم اقول بكرا تجي ، لكن هل معقوله امي ماراح تجي ؟ من متى هالإهمال ؟ وين امي اللي يضيق فيها الكون لو مرت ساعه بدوني ؟ كيف قدرت تتركني ثلاث شهور ؟ الأدهى من هذا كله ليـش انا مو عارفه شفيني وليش موجوده بالمستشفى ، ويـن سعود اخوي ، وين سحاب اختي ؟ ليش تاركيني اموت هنا ، اقصاها سؤال طيب ؟ اتصال ؟ ليش قاطعين فيني ابي أفهم هالمسأله بس!
من سرحانها مانتبهت للعصا اللي انمدت قدامها وعثرت خطواتها ، طاحت على وجهها وحست بألم الطيحه بكفوفها وصدرت منها شهقه عاليه ، رفعت نفسها بحذر ورجعت شعرها للخلف وعيونها تناظر لصاحبة العصا " العجـوز" قامت ضي بدون شعور وسحبت عصاها
بقوه وضربته بكل قوتها على الأرض وقالت بقهر وهي تقرب للعجوز بإندفاع : وش اللي تبينه مني ؟ قوليلي وارتاحي لاتشقين عمرك فيني اكثر من كذا!
🥀 2 ..

إنتي يا ضي الليالي أنا من ضيك أشوفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن