|5|. لم بجدر بك رؤية ذلك...

80 4 15
                                    

** في منزل فرح مساء**
صوت المطر الهادئ مع ذلك الهواء العاصف الذي يرتطم بالاشجار و النوافذ كان بالنسبه لفرح مثل الموسيقى بينما هي تجلس في الشرفه كعادتها ترتشف القهوه وتبتسم ابتسامه بسيطه يشوبها بعض الحزن.
تعود بذكرياتها حين وجدت ذلك الدواء في غرفه والدتها والذي يعود لمرضى السرطان ، قائلة: " بتعمل كل حاجه عشان أنا مزعلش ! يا رب بلاش ماما.. مقدرش أعيش من غيرها..
لتلتقط هاتفها ، هاتف والدتها وما إن أجابت..
-"ايه يا رقيه! ناويه تعيشى عند اختك يعني؟".
-"لحقت وحشتك؟! دول يومين بس" هتفت رقية وهى تضحك.
-"فرح" : هتيجى امتى يا رقية هانم؟.
-"كنت هاجي النهارده بس الجو قلب بقى، يلا لعله خير هاجي بكره إن شاء الله مش هتأخر عليكى يا روحة..".
-"مستنياكى يا رقيه ، يلا اسيبك تقعدي مع خالتي بقى..".
-"طيب يلا سلام.".
-"فرح" : سلام.
وقبل ان تدلف الى غرفتها لتنام وجدته يحادثها :"هتنامى؟!".
لتسدير له وتجيب : " اه ، كنت داخلة أنام ".
-"عمر " : تصبحى على خير...
- شكراً.
-"عمر" : على اى ؟
-" إنك كنت موجود جنب ماما ، وقت تعبها انا عرفت انها حصلها انتكاسه تاني من الدكتور ، ممتنه لوجودك جنبها بجد."
قالتها مع ابتسامة بسيطة ارتسمت على وجهها وتخالطها دموعها.
-"بتعاملني زي ابنها ، وأنا بعاملها على إنها أمي أهم حاجه متزعليهاش وخدي بالك منها لأن الأم مبتتعوضش..".
صمت وتابع : لأن أنا عارف الإحساس ده كويس..
فأومأت برأسها توافق حديثه..
**فى اليوم التالى**
-كريم فى مكتبه : " طريقه الموت تبان انها انتحار لكن وجود العلامه "X" دي يثبت إنها جريمه قتل بس مفيش حاجه مفقوده.
- أجاب أدهم: " وكمان الجزبه اللي هو اخذها من الضحيه اللي قبلها مسبهاش مع الضحيه دي و مفيش حاجه مفقوده منها!!."
عاد كريم للوراء وأسند ظهره على الكرسي : " يا ترى ايه اللعبه اللي بيلعبها معانا ؟!! ايه هدف القتل؟! الضحايا مفيش أي رابط بينهم كل ضحيه منهم من مكان مختلف!!."
-"ياسمين" : لازم يكون في علاقه بينهم.
-"عمر" : هتكون ايه ؟ مش قادر اوصل لحاجه تربط بين الضحايا ، الموضوع بيبقى معقد أكتر!!.
-"أدهم " بعد ما هم واقفاً: لقيتها.
-"كريم" : لقيت أى ؟
-"أدهم " : مش يمكن بيقتلهم بغرض الفلوس ؟ بيسرقهم يعنى ، أو بيعتدى عليهم ؟!
-"كريم" : بالنسبه للفلوس فالضحايا من الطبقة الفقيرة وبالنسبه لنقطة إنه يتعدى عليهم ففي ضحيتين رجاله وبنت واحده لو واخد بالك يعني..وياريت متفكرش تانى...
عاد أدهم إلى جلسته يقول فى نفسه : انتوا تعرفوا أصلا توصلوا لدماغى وذكائى!!.
**قاطعتهم طرقات الباب**
_"كريم" : ادخل.
فدلف رجل إلى المكتب قائلا: الريس بينادى حضراتكم بره..
أشار له كريم بالخروج وأردف : يلا نشوفه عاوز ايه ؟ وانت اقعدي هنا ما تتحركيش ولا تلمسي حاجه..
قالت بصوت خافت : شايفنى طفلة!!.
-"كريم" : سمعتك ، وعلى فكره أنا مش بطيق أشوفك قدامي.
لتجيب : للاسف لازم تتعود.
تدخل عمر لايقاف هذا الحوار : بطلوا خناق انتم مش عيال ، يلا يا كريم امشي.
خرج كلا من كريم وعمر وأدهم إلى مكان الاجتماع ووقفوا بجانب رفاقهم حيث يقفون وبدأ رئيس القسم حديثه : في ظابط جديد هينضم لفريقنا ، يا ريت ترحبوا بيه ، وتعرفوه المكان كويس.
والتفت إليه : اتفضل يا اسماعيل مكتبك بره هنا وهتشتغل مع فريق كريم..أومأ اسماعيل برأسه وتقدم بضع خطوات نحو مكتبه ووضع أغراضه أعلاه.
وأردف كريم : جايبنا من هناك عشان يقول الكلمتين دول؟!!
********************
*فى المساء وفى وقت متأخر*
كانت تقف في الشرفه ولكن على غير عادتها في هذه المره تقف تنتظر قدوم والدتها ، التي لا تجيب على اتصالاتها وعندما هاتفت خالتها اخبرتها انها خرجت منذ وقت المغرب تحدث نفسها : لما تجيلى يا رقية هانم... هتفت بغضب بات ظاهرا على وجهها.
وبعد طول انتظار قررت النزول والبحث عن والدتها في الاماكن التي اعتادت التردد عليها ، واثناء بحثي عن والدتها صادفت متجر للزهور : نشتري لرقيه ورد من اللي بتحبه.
دلفت الى المتجر لتسال البائع عن زهره اللاڤندر .
-"البائع" : ذوقك حلو يا انسه ، اتفضلى.
-"فرح" : شكرا.
التقطت الازهار وخرجت وأخذت تتنقل في الاماكن التي تتردد عليها والدتها كعادتها ، الى ان صادفت سيارات الشرطه والاسعاف ، ويزدحم عليها الناس وتملا المكان فتحركت لترى الامر فهذه المره الاولى لها ان ترى سيارات الشرطه والاسعاف مع تجمع الناس هكذا !!
لا تقول في نفسها : ممكن تكون عند طنط نهال ؟.
وتبعت سيرها بينما تشتم رائحه ظهور اللافندر وعلى خديها حفرت الابتسامه ، فما هي الا دقائق معدوده وتلتقي بوالدتها التي غابت عنها ثلاث ايام ، وبينما هي تمر بجانب سيارات الشرطه توقفت لطرف ما الذي يحدث هنا بحق الله!!
اقتربت اكثر فاكثر الى ان اصبحت تقف في الصفوف الاولى ، بهتت ابتسامتها وتبدل وجهها شيئا فشيئا ، تجمد وجهها او ربما ما تجمد فعلا كان عقلها فقط كانت شارده لا تستجيب لنداء رجال الشرطه وهم يحذرونها من عدم الاقتراب ،لتتقدم وهي هائمه لتجد عمر يقف أمامها يمنعها من التقدم أكثر ، تنظر في وجهه الذي يعلن صراحة ، أجل إنها هي يا عزيزتي لذا لا تقتربي أكثر رجاء.!!!
لتحاول دفعه لتكمل طريقها فأمسك بها ليمنعها بينما كريم يقف في جانب الجثه التي يحملها الرجال الاسعاف ليزيل الغطاء عن وجهها ويزيل الدماء التي لطخت وجهها بمنديله ومن ثم اشار إلى عمر أن يتركها ، رقدت لتقف امامها زاهله وهي تزيل الغطاء عن وجهها قائله : إيه حاطين الغطا على وش ماما كده لى ؟؟ انتوا مش عارفين إنها بتتدايق!!.
لتنظر إلى والدتها وتتابع : ماما ! اصحى انتى نايمة لى ؟
مسحت دموعها وتكمل : حد ينام في الشارع كده يا رقية ؟!! قومى يلا الجو برد ، ماما ؟ انتى مش بتردى لى ؟؟!!!.
- تقدم عمر بضع خطوات نحوها ، محاولا إبعادها ليفسح المجال لرجال الإسعاف من أخذ الجثة .

___________________
**بعد مرور ثلاثة أيام**
جلست بجوار قبر والدتها تزدحم الذكريات بعقلها لا تسمع عبارات كل من يحاول ان يواسيها لا شيء سوى انها تتخيل والدتها الى جوارها ، تسمع صوتها وهي تجادلها احيانا وتضحكها احيانا اخرى ، فتنهدت ونطقت بجمله واحده فقط لم تتبعها بحرف اخر : " لو كنت مكانك كان هيبقى أهون عليا يا رقية".
__________
جاء عمر إليها قائلا : قومي يلا عشان نمشي يا فرح.
نظرت له بحزن يخالطه ضعف لم يلاحظه بها من قبل ليكمل : لو فضلت كده هتزعليها اكتر يا فرح ، خليكي قويه واستحملي.
مد يده إليها وصمت قليلا ثم تابع : مش هتقومى؟
فأومأت برأسها وأعطته يدها.
___________
*فى منزل فرح*
-"اتفضلى".. هتف بها عمر بعدما وضع الطعام أمامها.. وتابع"انت مكلتيش بقالك يومين وده مينفعش" لم تعير كلامه أي إهتمام وذهبت إلى غرفتها بعد ما أغلقت الباب في وجهه.
-"عم سليمان" : معلش يا ابني هي برده لسه في حاله صدمه.
-"عمر" : فاهم ، مش هسيبها كده ، دى وصية طنط  رقيه الله يرحمها.
-"عم سليمان" : الله يرحمها.
___________________
**مع شروق شمس اليوم التالي**
نهضت فرح من نومها ثم اتجهت نحو باب غرفتها وعندما فتحت الباب وجدته نائماً فى الصاله.
تنهدت واقتربت منه لتحدث نفسها : متقلقيش عليا يا رقيه سيبتينى  مع الشخص اللي مش هيسيبني ولا لحظه غير و هو مطمن عليا.
ليقاطع شرودها طرقات الباب.
-"صباح الخير يا هانم".
-"صباح النور يا عم سليمان".
-"انتى كويسة؟".
هزت رأسها إيجاباً ثم أشارت له أن يوقظ عمر .
__________________
**فى مركز الشرطة**
دلف كريم إلى مكتبه وفى يده صندوق الأدلة ليجد ياسمين تنتظره فى الداخل ،فهمس وهو يهز رأسه:"مبتفوتيش لحظة!".
وضع الصندوق على المكتب واستدار لها مستفهما :"خير؟؟!".
نظرت له : المره دي أنا مش جايه عشان البرنامج بتاعي أنا بجد عايزة أعرف مين الشخص اللي بيعمل كل ده لأنه لازم يتعاقب.
هز كريم رأسه بينما اتجه نحو كرسي مكتبه وأردف : اذا كان كده بقى ، أنا موافق نبقى فريق واحد ، أهلا بيكى في فريقنا وانتى أكيد طبعاً عارفاه.
قاطع حديثهما دخول أدهم إلى المكتب بشكل مفاجئ : الصحافه بره ماليه المكان وعمر مش عارف يقولهم إيه!.
_________________
"المراسل١" : أى رأيك فى اللى بيحصل ده يافندم ؟ وليه الجرائم هنا كترت؟
صمت عمر وقطع صمته صوت كريم : كلمني أنا اللي هجاوبك.
"المراسل١" : إيه رأيك في اللي بيحصل ده يا فندم  وليه الجرائم هنا كترت؟
-"كريم " : الجرائم مكترتش ولا حاجه واحنا مسيطرين على الوضع وهنعرف مين القاتل قريب.
-"مراسل آخر" : حضرتك قولت قاتل!!! هل اللى بيقتل شخص واحد.
صمت كريم ثم تابع : خلاص كده وقتكوا انتهى مش عاوزين دوشه وشوشره هنا.
تركهم كريم وعاد إلى الداخل وخلفه أدهم وعمر وياسمين.
___________________
**فى المكتب**
أمسك كريم بالصندوق القابع أمامه وبدأ في إخراج الادله منه.
ليضع أمامهم ذلك الشيء وينظر لهم .
-"ياسمين" بعد ما أمسكت تتفحصها : اى ده؟
-"أردف كريم" : على ما يبدو إنها شافت حاجه مكنش ينفع تشوفها!!.

The death Whistle "قصة صيد البشر"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن