الثانِ والعشرون : ضمور بؤسي

21 1 0
                                    

حب فائض مندثر يكادُ الارض يملؤها
وانا وحدي لا اراه .. بل لا استشعره حتى!
حبك وحده من تغلغل بِذات الوداد وحرقها
ولم يتجدد كمثله غرامٌ وماغيره بي هوى
-
نظرت اليه لثوان ثم عدت للخلف افكر
ماذا يعني هذا؟ .. كل ذلك الحب ينتهي بإنتحار !
ألبا ، صاحبة الشعر الاسود الطويل ذات العينين الحاده والتي لاتلين سوى لجيريو ، والتي لم تبهرني سوى بمدى كرهها لي .. فقد كنت اراه لامبررًا ! حتى علمت بحبها لأبي .. فعلمت انني هنا ايضا وسيط لحزنها انا الذي ولدت دون علمي لأب يدعى لسوء حظي جيريو صادف انه يمتلك قصة حب ملحميه خمن العدو المفسد لهذا الحب في تلك القصة نعم انا ..ذلك الطفل الذي لاحول له ولاقوة ! مجددا مذنب باللاشيء واعاقب على هذا الذنب اللامرئي ويبدو ان اخي ايضا يمتلك جانب اخر من هذا الامر .. وكيف تمت معاقبته لكونه ايضا حمل ذنب ذلك الحب ..
تابع اخي : نعم اخي انتحرت تلك ألبا، ولذلك ابي لم يتركنا لم يجد شيء يستحق النجاة منا فكما تعلم .. نحن كننا ولازلنا مجرد عائق كان بإمكانه تركنا والمضي بلا اذيه لكن هيهات فضل ان يبقى معنا ليقتلنا وبذلك يحمينا من اللاشيء ربما !
ارتشفت من شرابي ثم قلت ساخرًا: ومن اخبرك انه يحبنا ليفعل ذلك لمصلحتنا العكسُ تمامًا ليم فعل ابي هذا ليعاقبنا باللاشيء وعلى اللاشيء
نظر الي اخي مميلاً برأسه: حسنا ذلك هو المضحك في الامر .. انه حقا كان ذهابه سيغير الكثير اخبرني مرةً ان وجوده معنا هو خير وان غيابه سيجعلنا نعيش في فقر هو الذي لايشتري لي اي شيء اريده وما احتاجه حرفيا فقط اعيش على فتات فأين الفقر ! بل الفقر دونه سيكون اجمل فمال بلا هناءة لست اريده تخيل فقط قبل بضع اعوام تمكنت من التبضع والعيش كما البشر يا إلهي
تضحكت من سخرية الامر ووافقته وغصنا في نكات تعكس واقعنا المرير بصوره مضحكه ثم اسلفت بتساؤل: مالذي تعرفه ليم كنت في غير متواجد مذ ان حدثت هذه الاحداث ! ثم بعد ان انجبتك امي كنت صغيرا وما ان كبرت فهي كانت قد غادرت قبل ان تعي كل شيء ! وابي بعدها قام بطرد جميع الخدم والحراس والعاملين لدينا وامي لا تتحدث عنها فكيف علمت عن هذا؟ هلا تكرمت بإجابتي اخي العزيز؟
قال اخي ببساطة : اتعلم كيف اتذكرها رغم انني لم ارها ابدًا؟
نفيت برأسي مستندًا بكلتا يدي انتظره فتابع بدوره :اولا لم انت فضوليّ بشأنها مجددا؟
: فقط اريد ان اعرف .. ماسبب انفصالهما بعد هذا الحب الذي اذى الجميع
اومأ وتابع : ابي كان حينما يثمل يضربنا ويتحدث عنها وامي تشتم امرأه لذا علمت ان هنالك امرأه يحبها وهي ليست امي بالتأكيد وفي احيان اخرى يقوم بنداء امي ألبا بالخطأ .. ولا انسى شجاراته مع عم كريس المتكرره الامر كان واضحًا لي ! ذات مره كان عمي يقلني من المدرسه فلقد وعدني بتناول الطعام معا ولكن اتى ابي وافسد ذلك وقال بحزن : ليته كان منها
لذا .. هنالك امراه اخرى يهيم بها ابي وما جعلني اوقن بذلك عندما سألته من ألبا وانت لم تعلم لم ابي يعاقبني انا بدلاً عنك في تلك الفترة بكثره والسبب في هذا سؤالي البريء اللي خلف لي رعب جسيم و خوف من الظلام ..
والم اخبرك انني غدوت قويا لان ابي اراد صفع امي فأوقفته بعد مغادرتك؟ وتهربت من الامر بشكل ما
استمعت اليه بتركيز ثم اومأت متذكرًا فتابع بنبره هادئة : ابي حينها لم يصفع امي ابي كان ينوي قتلها حقا
شتت بصره قبل ان يتابع مجددا بصوت متذبذب به من نبرات الجزع : كان يومًا عاصفًا
لقد اتيت من المدرسه مهزومًا هيبي خاسرًا لأخي وحبي وحياتي واصبت بإهانه كبرى اتيت منزلنا الفارغ من كل شيء ومن مايخصني ، هاربا من كل شيء فقط اريد السقوط على فراشي لبعض دقائق فقط .. لم ارد شيئا سوى ان ارمي بجسدي المهلك هذا وافقد الوعي واترك العالم ومابه فأرى حينها ابي يعتلي امي ويطبق يديه على رقبتها بقوة ويصرخ بها بدأ غير واعي وكانت امي على شفير الموت وكأنما طال الاذى وتفرد بها واضحت في طريقها للموت تمسك بيديه الضخمه بيديها الهزيلتين والتي اصبحت ترتخي ببطء وقدميها لاتستطيع التحرك لكونه يعتليها ، اتتخيل المنظر هيبي؟ اسقطت حقيبتي دونما شعور و لقد خارت قدماي حينها وشعرت بالجزع والخوف والذل وان هذا الامر رغم بشاعته لم اكن استبعده اطلاقا .. وان امي ستموت حقًا كنت متألم لفقدك وموت عمي وحال ساشا والحزن الشديد وحالي المدمي انت لاتدرك .. او لم ترى لكنك تفهم !
انا رأيت امي تنازع الموت بسببك يوميًا وبسبب ابي كل لحظه .. رأيت امي حينها تموت فعلاً !
فقدت الكثير من الوزن اتتخيل ان وزني قد بلغ اقل من الاربعون؟انا الذي كنت اكاد أأكلك اصبحت ابقى ليومين بلا طعام ، اضف الى هذا وهن مخيف لازمني ورجفة مميته .. ككل يوم نظرت الى يدي اتأمل الضعف والحسرات على اطيافي الممزقه تتهاتف علي تجور علي بذنبٍ ليس لي ! فيها رأيت امي وهي ترفع للموت روحها وابي كان يتعمد الضغط عليها فيصبح ابي كما قتل ذاته امامنا دائما يقتل امي مرة واحده ايضا والى الابد
اتذكر صراخ امي المتخالط ببكائنا وفزع ماي الصغيره .. عندما علمنا موتك ، اتذكر وارى انك انت ميت كما زعموا والان كذبة موتك تقتلني وامي تقتل امي امامي لأصبح اكثر ضعفًا ، كلاً اراد ضعفي جميعهم ! حتى انني لم اسطع عناق من احب .. لم اخشى انها تكبرني ولم اخشى انها تختلف عني خشيت عليها مني وخشيت مني عليها فخسرت حبي ككل يوم وككل مره اصدها واهرب فأعود لذات التعب مستنزفًا .. لا احتاج ان احكي لك شعور ان تؤذي من احببت لانك غير قادر على حمايته؟ اتعلم لما اردت الموت حتى؟ شعرت بالمقت والكره لذاتي وانني لا استحق الحياة كنت اكره كل شيء يرتبط بي ابتداءً من اسهلها اسمي الى اصعبها الهرب مجددا !كنت اهرب منهم إليك ولا اجدك كنت ابحث عن عدم ليس عدم وجودك بل عدم احيائي! كنت ميتًا حقا لا اعيش لا ااكل لا اتحرك فقط ابقى .. لم؟ ابي حرم علي الموت والحياة ايضا ! لا اصدقاء لا صحبة تفهمني لامنزل ولا مكان ولا مأوى ولا قوة كل شيء ليس لدي ..
رأيت امي تبكي وتشير بيدها إلي ان اهرب ضعيفًا اننا ككل مره لذا ارادتني ان اهرب لئلا اشهد على ضعفها فأضعف اكثر ..وانال نصيبي من انياب الذئب
كانت تحارب الموت وتريدني ان انجو فقط ..
امي كانت تجبرني على ان اترك المنزل اخبرتني انها ستجد طريقة لتهريبي وان اتواصل مع اقربائنا ستفعل اي شيء ليأخذوني انا وماي كانت تقول سأعمل لديهم ان ارادو فقط ليحموكم من اذيته كانت ستتوسلهم ليأخذونا وتبقى هي مع طغيان ابي وحدها تقاتله ..دون ان اتوقف وادرك تقدمت لأول مره ودفعت ابي بعنف حينها اعتدل وابعدني بسهوله تامه شعرت انني كيس نفايات فارغ ولا فائده لي فهو القى علي نظرة متوعده وكأنني تافه ولا قيمه لدي كنت بلا روح لا اشعر ولا اعلم كيف تحركت وامسكته بل كيف قاومت حتى ! فأمسكت برسغه مجددا فأنا رأيته يحاول ان يعاود خنقها وبينما كان يحاول تسديد لكمة لي كنت ارى امي وهي تحتضر امامي وبجسدي الهزل ذاك جمعت قوة لا اعلم مصدرها ! حيث انني انا من لكمته بقوة لم تحركه كثيرا لكنها فاجئته فقوفي في وجهه بعزم وانني فردت يدي احمي امي واخبرته انني لن اسمح له بفعل هذا
جعلته يقف لثوان متصليا قبل ان يسخط ويصرخ بي بدا مجنونًا حقا ! ارتعبت لكنني وقفت ولازلت افرد يدي المرتجفه تحت سعالها المستمر .. واتجاهل رائحة الدماء النبعثه مني وجروحي التي لم تلتئم ففاضت علي كما رؤيتي تغبشت صفعني ابي
وشتمني وكان يفوقني قوة لكن في تلك الليلة كنت امسك به واحث امي على الهرب واحاول تقيده بيدي التي اطوقها عليه بقوتي المتوفره يلوي يدي فأمسك بخصره يضرب رأسي فأسقط ممسكًا بقدمه وما ان كاد يفلت حتى دفعته ارضًا وعدت اقف امام امي التي كانت في حال سيئ حقا ولا تستمع الي حيث انها بالكاد كانت تحاول ان تكون واعيه !! اتعلم كيف توقف ابي؟ لم يتوقف ابدا .. كانت ليلة ذات ذعرٍ وكد .. لكن مرت .. وبلطف الاله مرت .. رائحة السجائر والكحول والدماء والقتل كانت تنبعث منه بشكل مخيف لايمكنني سرد كم محاولة اخذت مني تلك الليلة ولم افلح كليًا فقط استيقاظ ماي التي كانت تفرك عينيها جعل ابي يصعد إليها مانعًا اياها من رؤيتنا حيث انها كانت لاتزال مغمضة العينين اثر النعاس ، اخذت امي فورا الى المشفى كنت مستعداً لتقديم بلاغ ضده لولا ان امي تنازلت وانتهى الامر لكن ظلت امي متعبه لوقت طويل وكنت اتغيب عن المدرسه واعتني بها وابقى كحارس من شرور ابي فهو لم يتوقف وظل يتوعد بقتلي
لكن كنت اوقفه .. دائما .. ند له فبذلك تدريجيا بدا يتوقف عن الضرب .. ثم الشتم الفظيع ثم تركني واخيرا وماي لاتعلم حتى الان انها السبب في بقاء امي حية !
عموما دعني اختصر واريك اجابة سؤالك
بعد ان تحسن حال امي اخبرتني عن ألبا تلك
اخبرتني كل شيء وهي تبكي
لم يتغير شيء لم اصب بجرح مثلا فرصاص اخر يصيب جسد ميت لم يكن ليبث فيه المًا !
لذا استمعت فقط .. وواسيتها بالكثير ولم يكن كلامًا هذه المره اوقفت ابي حقا
وكنت احاول .. لم اتحول خلال ثوان هيبي
او فرغت بي قوة من عدم او تعلمت
العكس تماما كنت ابكي وارتجف كلما صرخ وكلما هم لضربي انتفض رغمًا عني اقاومه بصوت مرتجف مختنق لكن كنت اعتاد القوة حتى صارت مني
فكنت احاول ان .. ان ارتدي لباسًا يخيفني لأحمي من حولي حتى صار مني ..
-
قاطعته حينها وانا اسير متوجهًا إليه بلا تردد وقفت امامه وقلت: مجددا ليس رداء ليم انه انت .. انت عدت لذاتك وحسب
بتر حديثه ونظر إلي مطولاً ثم تابع : كلا .. كنت ارى انني فراغ وعدم لم ارى ان لي روح ابدا .. لذا لست اعلم
شعرت بحساسية الامر وان كل ماسيخرج مني سيكون هو المضاد او الجرح لذا اخترت ككل شيء التريث لم افكر بعجله وروع .. اجبت بتريث وحنو ولم اشأ التفكير والصمت مديت كفي له فأمسك بها دون كلماتٍ فقمت بسحبه واجره الى عناق : ليم .. كم عمرك الان؟ 21 عامًا اليس كذلك؟ ! ولكن ليم الصغير كان طفل وهيبي الذي يظن انه درع حماية كان طفلاً ايضًا فكبرت على فكرة الجبن واللاشيء وكبرت على الدونيه والعدم .. لذا انت عدت لما توجب عليك ان تكونه فقط .. ليمان الحقيقي
اتظن انه من الطبيعي ان يحرق طفل في السابعه من عمره بكوب القهوه الذي اعده فقط لأن السكر قد زاد بها؟ كلا اذاً لما يكره ليم القهوه فجأة؟ ذلك يعد سببًا !
كنت صغيراً وجيريو حاول تشكيلك كيفما شاء فبعثرك وانت اعدت تشكيلك فقط .. لم اتفاجئ من محاولة قتله .. انا استعجب من عدم تفاجئي هل هو سيئ لهذا الحد الذي يجعلنا نتوقع اي شيء ! ليمان انا فقط تفاجئت بك .. انت تبهرني دائما كنت بطلاً ولازلت لم تكن ضعيفا ابدا .. انا سعيد لكونك ليم السابق او الان لافرق لدي .. انت ذات الشخص ! فقط احدهما متعافي والاخر محطم انا اسف لأنني تركتك تحمل كل هذه المشاعر بمفردك اسف لأنني مجددا لم احمك كما يجب .. وانا فخورٌ بك وكن على ثقه انك لم تكن ضعيفا اطلاقا !
شعرت بإرتجافه وتسارع نبضه قبل ان يبادلني العناق صامتًا فقط يضع رأسه على كتفي ولم يتحدث احدنا حتى خرج صوته خافتًا : كيف لك ان تهزم حصوني وتتمكن من جعلي ابكي كل مرة تتحدث فيها؟
: لأنني اخيك الاكبر ربما
: لم تعد كذلك انت قصير وهزيل ماذا تأكل ؟ هواء وبعض الغبار النقي؟
ابتسمت ولم اجب فقط اغمضت عيناي استشعر هذا الحب الفائض والذي لامس روحي مجددا ليم قوي
للتو علمت كيف اصبح هكذا وكيف تغير
اخي لم يصبح قوي .. اظهر قوته
اخي لم يتغير بل عاد لما كان !
ليمان رائع فقط!!
: ليم .. انا هنا دائما لذا ان اردت الحديث في اي شيء فأنا هنا استمع إليك
همهم وتابع بنبرة هادئة :دعني اخبرك انني اضع شمعة واحده مغلقه في كل ميلاد لي وساشا لاترتدي الاحمر في مولدها ابدا لانه لونك المفضل لذا دعنا هذه المره وكل مره نفعل كل ذلك ترتدي الاحمر هي و تطفئ انت شمعة مولدي تلك !
ابتسمت وقلت بنبرة محبة صادقة : حسنا ..اعدك سأفعل كل ذلك
همهم بعد قولي ولن احتاج لرؤية ابتسامته فهو بلاشك قد ابتسم !
-
-
حاولت كبح ابتسامتي وانا انظر الى امتعاض ساشا وسخطها وهي لاتزيح بصرها منذ دقائق من على ليمان والذي يتربع على السرير وبجانب ديانا ونحن نجلس في مقدمه السرير وامامنا طاولة صغيره فارغه فليمان قد سرق الحساء الذي صنعته انا لساشا وهو الان يتلذذ فيه وبجانبه ديانا التي كانت ترفض الامر لكنها انضمت إليه الان وتتشاجر معه لتحصل على حصة اكبر ..
وكزت كتفها بخفه فنظرت إلي حينها وقالت بعبوس: اتتخيل سيكمل الثاني والعشرون من عمره ولازال طفلاً كنت اريد تذوق ما صنعت انت اولا
تذمرت قبل تعود للخلف بجسدها فقمت بمد ذراعي فورا لتستند عليها وقلت بإهتمام :هل انت متعبة؟ ايتعبك الجلوس؟
نفت برأسها وقالت : كلا .. الشعور دافء فقط تجلس في فراش دافء برفقة من احببت وبقربك من تحبهم بخير .. انه شعور رائع .. ماي ايضا بخير تحدثت معها اثناء اعدادك للحساء ..والعمه صوفيا ايضا تحسنت كثيرا اخبرتني انها في تحسن كبير
ابتسمت بخفه وقلت مربتًا على رأسها : جيد دعني اعد لك حساءً اخر اذاً
نفت برأسها وقبل ان تجيب
ابتعدت عنها انظر الى اخي فوجدته لازال مستمتعًا في وجبته وديانا تتأملنا بسخط .. استقمت بطولي وفور قربي من ليم ضربت رأسه بالملعقه الفارغه: اتذكر شخصًا ضخمًا قال لي انه لايحب الحساء؟ .. لم اراك الان لم تترك حبة بازلاء حتى
انزل الطبق ونظر إلي بعين متسعه : ماذا هل اخي ينظر الى طعامي الان ويحاسبني عليه بدلا من منحي المزيد ! اانت اخ اكبر؟ ياله من ظلم عزائي لابنك المسكين سيعاني جوعًا وهضمًا بلاشك
حول بصره الى ساشا قائلا بدراما زائده : هل هذا عدلاً برأيك؟ قولي شيئا من فضلك
تجاهلته واستدارت للجهة الاخرى متكتفه كنت مغادرًا للمطبخ فنادتني ساشا فورا فعدت ادراجي سريعا لأرى ليم متمدد على الفراش وساشا تنظر اليه بغضب
هرعت إليها فقال ليم بنعاس : ماذا شعرت بالنعاس هل انام ارضًا !
توقفت انا الاخر انظر الى ساشا ثم اليه
استفقت على صراخ ليم فساشا مدت يدها تشد شعره وبدا لي كم انه يقدس شعره فقد كان يصرخ خوفًا عليه ويوقفها تقدمت امسك يدها برفق وانزع شعر اخي قبل ان يسحب يده ضربتها وقلت بينما امسك بساشا لتعتدل : انت .. توقف عن ازعاجها
استدار إلي بعبث : ماذا؟انه منزلي نعم هذه ليس غرفتي لكن من المالك.. انا غادرا الان هنالك غرفة اخرى اذهبا اريد الاختلاء بحبيبتي للنناقش امر زواجنا لسنا اطفالاً مثلكما
ضربت رأسه مجددا فقال وهو ينظر الى ديانا :هل هذا جيد بالنسبة لك؟زوجك يتعرض لتعنيف امامك وانت لاتفعلين شيئا !
ديانا لم تجب كانت تربت على ظهر ساشا وترى ان كانت تستطيع المشي ام انها متألمه فساشا تريد المجيء معي
رفع يده بتبرير: لم اؤذها عزيزتي فقط ابعدتها وهي من لم تحدقون بي بظلم!
: يالك من طفل ليم ..سأخذها معي نحن ايضا سنتحدث عن زواجنا ولن ندعك تعلم ما سنقول
: اين تذهب بها هي متعبه!
استدرت الى ديانا : سأخذها معي لحين انهي اعداد حساء اخر وسأحرص على اعداد حصة اضافية لكما
: لا اريد طعامًا انت تعده
قلبت عيناي وسرت متجاهلاً تذمراتهم ولحاق ديانا بنا قبل ان يدعوها ليم ليخبرها بشيء لم اسمعه ..
-
ساعدتها على الجلوس على المقعد وبدأت بصنع الحساء دون مماطلة .. ولم تكن تتحدث فقط تتأملني
قبل ان تقول ببسمه متسائلة : هل لازلت تتقن الطهو؟
استدرت اليها مميلاً برأسي : نعم لازلت افعل .. ليس كالسابق تماما لكن لازلت استطيع ابهارك حلوتي
تضحكت وقالت : انت واثق اذاً .. اخبرني ماذا تحب ان تتناول الازلت تحب البيتزا؟
: نعم .. لكن لا اتناولها كثيرًا
: لم هل انت كجانيل يزعجنا بحسب سعرات كل طعام يراه وكل مضغه وكل شيء يؤكل ويفسد صفونا
: لا .. اشعر ان البيتزا لم تكن لذيذه ليس لانها هنا مختلفه .. العكس تمامًا كانت لذيذه لكنها دونك انت وليم لذا لربما كان البيتزا خاليه من الألفه بالنسبة لي ..
-
ساشا
نظرت إليه ولإنخفاض نبرته وهدوءه .. اجابته كانت مختلفه عم كنت اتوقع .. لكنها .. لكنها اجابة تصف شيئا .. فقلت حينها وانا انظر اليه وللتو ادركت حبه للمعاطف الطويلة الثقيلة لكنه نزع معطفه مسبقًا : مارأيك بلعبة ؟ .. سؤالٌ يليه سؤال !
: لابأس كل ماتقوله حلوتي افعله
غمْرتني سعادة لا يُعكِّر صَفْوَها شَيْء وشَعرت بجناني يخفق ويرتجف كلمات كانت تقال لي سابقا وعادت تزين لي ايامي من ثغر من احب !
رفعت رأسي لأراه منهمكًا في تقطيع البصل فتأملت ظهره قليلا قبل ان اقول بعشوائيه : هل تضع وشمًا او تنوي وضع واحد؟
: كلا .. لا احبذ الوشوم ثم يكفيني انك منقوشة في قلبي دعني اسألك ذات سؤالك .. هل لديك وشمًا ام لازلتِ ترفضين؟
: لا احب الوشم ايضا .. حسنا هيبي هل لاقيت فتاة غيري واعجبت بها؟
: بالطبع لا.. هل وجدتي شخصًا يشبه افكارك في احدى المواعيد الاجباريه !
: كلا .. هل انت لازلت تفضل الفلفل الحار جدا؟
: نعم لكن بإعتدال حاليا .. وانت الازلت تكرهين السمك؟
: نعم لازلت لا احبه ..
-
-
وضع الطبق الاخير امامي واخر امامه
كان قد اعد اصناف اخرى وقام بتعويضي بها
وحثني على شرب العصير يوميًا .. كنا نستمر بلعبتنا ونضحك تارة وتارة اخرى نتبادل التفاصيل التي غابت عنا لوقت فنلمح تغيراتنا الجديده ومانحب
ثم جلس وشابك كفيه وبجديه : اذاً الا زلتِ تنوين قص شعرك؟
اجبت بعد صمت ثوان : الست تحبه طويلاً!
اومأ سريعًا فقلت :اذاً كلا .. هل ستعود للتصوير يوما؟
ابتسم ومد يده ليملأ قليلا من الحساء وينفخ فيه : لا لكن ان قلتِ عد ، فسأعود لأصورك انتِ فقط
قبل اجابتي مد الملعقه إلي بينما يضع كفه اسفلها يتفادى ان يتسخ ثوبي وذلك لطف أُحِبه
اجبته بعد ان تناولت ماقدمه لي : هل الحساء كان لذيذًا هكذا دائما ؟
قام بمد ملعقه مملوءة اخرى بينما يبتسم دون اجابة
وبينما كان يطعمني اوقفته وقلت : لم لاتأكل !
: نسيت
عقدت حاجباي قبل ان اضحك لغرابة الموقف فحملت الملعقه احاول ان افعل ما فعله واطعمه لكنه اخذها مجددا واستمر يطعمني ثم يطعم ذاته بتناوب ..
بينما نتبادل الاسئلة اوقفه رنين هاتفه فحمله حينها يرى من المتصل وشهدت ان حاجبيه عقدت لوهله لكنه تنهد واجاب بينما يستقيم ويحمل الاطباق الفارغه فقد انتهينا من الاكل ونحن الان نتبادل الاسئلة غاية ان نتعمق ببعضنا ونتسلى ونظر الي ثم حول بصره الى كوب العصير واشار بتوعد
فحملت الكوب واشرت إليه بطواعيه وفور ان استدار تركت الكوب فهو ابتعد بعيدا يتحدث بينما يغسل الاطباق وتارة يتوقف يمسك هاتفه ليرى من المتصل مجددا ثم يعاود وضع الهاتفه على كتفه تسللت بسمه الى شفاهي ثم ادرت رأسي انظر الى الحديقة بالقرب منا مايفصل بيننا هو الزجاج وبضع امتار .. شعور جميل .. يوم مليء بالضحكات ، برد وهواء ، نقاء وخضره جميلة ، ياله من يوم رغيد
اناس تحبني ، ويحيطني حبور .. هدير حب وسلام !
لكنه لا يعكس صَقِيع روحي ولا مقتَي لذاتي وكم كوني اكره انني وبالرغم من انني ازلت بصماته واستحممت لمراتٍ عدة ورميت بتلك الثياب ولم اذهب لذلك المنزل لكن لازلت اشعر بكوني متقززه مني انا وذلك شعور مرهق .. هدئ قلقي بل وكدت انساه لكن استبدلت روحي هذا بشعور مقرف لست اريده فتور مني ..وكيف اهرب مني؟ اذ انني لم اخطأ حتى لمَا تعاستي وترح سخطي يبرر لي استقامتي ويلبسني الوهن؟ ..
لوعة ، وكأنني اصنع لذاتي مأتم .. واعزي ذاتي
لم استمر بكره نفسي الان ومذ الامس؟
الم اكن قبل سويعات فقط اتأمل يدي غاية زواج سعيد
استعد لمخاطر ماقد اواجه والان اتأمل يدي التي زينتها ضماده بدلاً منه ..عَيَاء سكن بذات الروح وحرق
احتضنت جسدي هروبًا من الاحزان وكأنها تسكب مني وتكاد تكون ظاهرةً للملأ وتتسرب.. ضنك يصيبني بصخب داخلي لاينزوي .. وشيء من غم اعتلى ذات النواجذ الباسمه فلم تعد تزين ثغري
هل احتاج إبانه؟ ان ليم يتعمد استفزازي ليخرجني من هالتي تلك .. وواضح جدًا انه يريدني ان اذهب رفقة هيبي بمفردنا والدليل ان هيبي حي حتى الان وديانا لم تقتله ... استدرت إليه لأراه لازال يتحدث في الهاتف وبدا منشغلاً بما يحصل فأعدت بصري للحديقة ..
اتذكر ..
-
زفرت بتعب ثم حاولت تنظيم انفاسي مجددا
حاولت الاعتدال وصعب علي الامر وشعرت بإستحالة الفكرة تمامًا .. كما الاستلقاء جيدا يتعبني
لذا بقيت هكذا لثوان .. لا الاعتدال يخفف المي ولا حتى الاستلقاء النوم يريحني كما الدموع غطت بصري هيبي ليس هنا زادت علي دموعي اكبت دموعًا فاضت مني دونما حيلة .. مشاعر عدة ترهق روحي لاجسدي فحسب .. توالى علي الكثير دفعةً وحده فما عدت اعرف بأي حزنٍ قد ابدأ ؟ وايهم اشد حزنًا علي
فقدان ابي؟ ، غياب من احب ؟ .. ام انني حين
كنت قد استجمعت قواي .. قد افقت قريبًا فقط
اجلس في سريري اتأمل الفراغ حولي بروح ممزقه وجسد خال .. وعين باكيه تقدم اخي رام ينظر إلي بحنو قبل ان يمرر يده على شعري مبتسمًا : كيف حال صغيرتنا الان؟
: لست اكذب
نطقت بذلك فقط بصوت خفيض متقطع
فأزاح يده وقال بتحذير يرمقني :لقد تحدثنا ساشا .. وتحدثت رفقة ليام اخبرني انه لم يأت إليك حينها رأيت كاميرات المشفى بنفسي !
: لست اكذب
كررتها بصوت اعلى ودموع تدفق مني بينما اشد على قبضتي فتجاهلني حينها واستقام فدخول نايل السريع حينها جعل كلانا يلتزم الصمت .. تقدم الي ليقول: ماذا فعلت لها
: تعلم ابي ..
اجاب بذلك بصوت متأثر قبل خروجه فأحتضنني نايل حينها سريعًا مهدئًا إياي كنت ابكي واتأمل طيف اخي المتلاشي
قد قلت انه لربما . .. رام يعد اقرب إلي
ربما اخبرهم ! .. لكن لا يستمع إلي احد
استجمعت قواي وبدأت اتخيل كيف سيعاقبه ولكن اخي ببساطة لايصدق لشدة حزني لم احدث نايل البته فقط بكيت كثيرًا وظللت اتجاهل رام حتى علمت انه سافر ايضًا !
وغز بدا يتسلل الى قلبي فينكمش هنالك شيء ويصيبني اعياء ومشقة كانما ركضت لساعات في حين انني لم اتحرك حتى ..
: تودين الخروج؟
اخرجني صوته ففزعت للحظه قبل ان اشد على قبضتي واجيب : لا .. الخارج بارد بالفعل دعنا هنا افضل
همهم بتفهم لم اكن اتحرك لازلت اتأمل اللاشيء شعرت به يسند رأسه على رأسي برفق وبيده يربت على كتفي : هل الضجيج روحيّ ام التخبط يتعبك؟
: اليس الاثنان صحيحًا ؟
: اذاً كلاهما بك
لم اجب فقط زميت شفتي بتهرب فخرج صوته حينها :ماذا هل بدأت حلوتي تكذب؟
لم اجب ايضا ..
فقال : لنعلم لعبة اخرى .. لتكن اعترافات هذه المره
اجبت بعد صمت : لتبدأ انت ..
: حسنًا .. في السابق نبذني الاشخاص لانني عائق بالنسبة لألبا .. ثم عائق لأمي ، ثم لان كاثرن قررت ، ثم في السجن نبذني الاشخاص واذوني بسبب ظنهم انني قد اذيت فتاة .. هل قمت بعمل لعنة سحرية لي ساشا؟لايوجد مبرر اخر
تسللت ابتسامه الى ثغري قبل ان تتحول لضحكه مستمتعه
فتابع بنبرة بائسه : حقا لا توجد فتاة قد اكملت حياتها برفقتي اما تقوم بأذيتي او اتسبب لها بأذى فقط انتِ
: انا ماذا؟
اجاب : انت من تبثين بهذه الروح حبًا وتضفين لحياتي حياة اخرى
بيده الاخرى حاوطني فقلت حينها اخفي خجلي: حسنا .. ذات مره
كرر كولي : ذات مرة؟!
: عندما كنت نائما في منزلنا و افقت مصعوقًا لأن قطة نايل قفزت عليك !
اومأ فتابعت : في الحقيقة انا من جلس على بطنك بالخطأ لم ارك !
ابتعد وتحرك ليجلس امامي على ركبة واحده : ماذا؟ هكذا اذا تلك المسكينه لونا .. لم اشك بك ،اتعلمين لما؟
نفيت برأسي فقال : كنت تجيدين التمثيل فصدقتك !!
املت رأسي ببسمه : فعلت شيئا جيدا لاتحزن فأمي قامت بطرد لونا
اومأ واجاب فورا :لم تكن تحبها كانت تريد سببًا لطردها ليس لأنك تخافين منها
: انها تطاردني اتتخيل كم هي شريره!
: تريد ان تزيد لياقتك يالك من ظالمه !
تابع بنبرة مستمتعه : اتعلمين عندما كنا في مخيم ذات مره واجبرتك على البقاء قربي متحججًا بأنني اخاف
اومأت فورا فتابع : كنت اريد ان اجلس رفقتك وابعدك عن ذلك الفتى
تذكرت هذا .. اقنع ابي جيريو بشق الانفس وجميع الكلمات التي يعرفها واجبره على الذهاب الى المخيم رفقة عائلاتنا معا .. وجدنا عائلة لانعرفها هناك حدثت صداقة مفاجئة وابنهم كان يريد التحدث معي وهيبي كان بالمرصاد .. : غضب جيريو من انك تخاف الظلام بمفردك بينما كنت تغار فقط؟
: لابأس كنت اتقبل كل شيء عدا مشاركتك مع شخص
وضعت يدي على شعره : لذلك كنت اريدك رفقتي حينها وجودك معي كان يمنحني الكثير ! ولكن غيابك اخذ الكثير ايضا ..
: اسف ساشا
نفيت برأسي : لا .. لم يخطأ احدنا
طأطأت رأسي : فقط الامر كان سيئا ولقد مر دعنا لانفكر فيه مجددا
خالفت حديثي قبل ان يتحدث هو او يجد الوقت لأي شيء .. فلقد باشرت دموعي بالهطول وبدأت تسقط على قبضتيّ ..بحت بنجواي بصوت منخفض لا اعلم ان كان يصله ..فقط ذقت ذرعًا من كل هذا
: ماذا يريدون منّا بعد؟ لما لا يتركوننا بمفردنا فقط؟
مذ ان كنا معًا والحياة تعادينا ما لبثنا بضع سويعات هنيه الا وتدخل احدٌ منهم يفسد ريعان وجدنا الصغير هذا ... اعني بدايةً انت لاتألف الديار والجزع حليفك ولا لوم لك ولا عتب .. فالاذى كبير والخروج من السجن ليس الا سجن اخر وان كان طيف ماضي ! ثم انا كان لدي متسع لكن روحي ضيقة فلم تتسع لحبنا وعندما غمرت نحوي حبًا وتفتحت اسارير فؤادك وانجلى شيء من الغم تكابدت علي الظروف من مخاوف ونقص ، ضغط ثم الم مستمر .. كافحنا ونال الجوى منا وككل تحدي خضناه خسرنا فنحن كنا نأت بأقنعة مزيفه تخفي حريقك وشتاتي فسقطت تلك الاقنعه يتسرب منها الحزن ثم ابتعدنا .. عدنا وكنا نحن المنسيّ والمتعبه .. بقينا بعد كدرٍ وتعب ووقت طويل مليء بالغموم ..حدث الكثير في السابق والان لا استطيع حصر شيء لاننا لم نتمكن من فعل شيء نحبه او يهدئ كل شيء كما قررنا فقط لنستوعب الامر ونتقبل بعضنا ونرى الحياة تلك المتخبطه فنرى اين الوجهة تاليًا؟
: الى احضاني ايتها الجميلة
نطق بذلك بعد ان ربت على رأسي ثم قرّب جسده اكثر وقال بنظرة حانية : اعلم انني سيئ .. اعلم ان طريقة حبي لك كانت مؤذية وان لم اكن انا من يؤذيك قصدًا الا ان علاقتنا دون ادنى شك .. كانت مؤذية!
رفعت رأسي بنية ان ارفض واعترض الا انه كوب وجنتيّ حينها ومسح دموعي برفق
فقلت حينها اشرح له
:امي تواصلت معي بعد ان تحدثت مع ماي .. اخبرتني انها لاتدعمني في علاقتي معك وانني اغرق في طيف مؤذي والامر لايقتصر على ان بقائي هنا مؤذي فقط بل انني بحاجه لعلاج وابتعاد كلي وشيء كهذا غريب لم اكمل القراءة ولم احتج لفهم انها وبطريقةٍ ما لاتسمح بعلاقتنا وستتدخل ايضا وكأن ليام لايكفي .. نايل ايضا لايكفي كل شيء لايكفي ستأت الان هي لتفسد كل شيء ...
اجهشت بالبكاء بينما اغطي وجهي بيدي
فشعرت به يتنهد ثم غمرني في عناق شديد اللهجه قليلاً وتحدث قائلاً: وان تكن ساشا ، حتى هي لن تستطيع ابعادك عني وان كانت والدتك البعد الوحيد الذي سيكون علي تقبله هو اقرارك الذاتي انتِ بذلك حينها سأقدم لك وردة جميلة ولكن سأضعها على قبرك ..  ليكن الامر اجباريًا ساشا لن نهتم لقبول شخص او رأيه فقط انا وانتِ
: لكن ربما ستتاذى انت
: كلا لن يحصل هذا
لم اجد مايقال فقط كنت اشعر بحزن مغمور بسوء يضيق بي ارحت رأسي عند كتفه وشعرت بنعاس يتسلل إلي فقلت حينها بنعاس : امي ليست مكتئبة ، امي اصبحت ملك لذاتها فقط
: هل تزوجت بشخص اخر؟
نفيت برأسي : اسوأ .. تعيش معه في شقته ولعلمك الرجل متزوج ويخون زوجته رفقة امي
: صدقًا لم اتوقع امر كهذا !
تابعت ببسمه خافته : ولكن ذلك ليس السوء الذي قصدته امي اصبحت امرأه تتغذى على الكحول والشراب تكاد تتعرف عليها هزل مخيف وجنون لايحتمل امي تخفي عني هذا انها تصرف اموالها بكثرة على الكحول وامور اخرى لقد فسد حالها بالكامل كانت مصدومه حقًا وتعاني من اكتئاب شديد فقررت السفر بإقتراح من نايل تحسنت حقا واخبرتنا ان هناك امرأه تدعى أمابيل .. بيل هذه تعرفت عليها امي هناك فهما جارتين .. بيل كانت تزعج امي وكثيرة الحركه واصوات متتاليه غناء ورقص مزعج فهي تقوم بحفلات يوميه وامي والبقية كانوا لايطيقون هذا
فقررت امي ايقافها .. لكن بدأت امي تخبرني ان بيل فتاة جيده وهما على وفاق وتحولت العلاقة الى صداقه لم تكن تريحني بيل تلك لقد قابلتها عند زياراتي لأمي ..لم تعجبني حدثت امي فتجاهلت قولي
ثرثرت كثيرًا الا تمانع؟
: كلا .. تابعي لابأس
زفرت قبل ان اتابع : كما اسلفت اصبحتا صديقتين والامر يسير بسلاسه فأمي تحسنت وبدأت تذهب معها الى حفلات وحانات وماشابه وامي كانت حريصة على عدم الافراط في الشرب لكن ..ذات مره اتيت اليها رفقة نايل كمفاجئة فوجدنا الزجاجات تملئ المكان بكثرة وكان الامر مريبا تحججت ان السبب في هذا هو احدى حفلات بيل .. لكن امي كانت تتعرق بشدة مع مرور الوقت وكل ما تحدثنا تواجه صعوبة في الاجابة اضف الى هذا يرتجف جسدها وتتحرك بعدم راحة بشكل يريب وترتعش جفونها ويديها وتتعرق بكثرة رغم انها باتت جافه وباهته ! نايل كان قد ذهب لينام فكنا نسهر معًا اخبرتني انها ستسهر معي الليلة فأمي كانت تتجاهلني منذ وقت طويل لكن اخافني الغثيان والقيء المستمر .. فكنت اصر لنذهب الى طبيب ولكنها ترفض وتصرخ بي بجنون .. شعرت بفزع كبير وألم لكن امي دفعتني وتحججت بالغضب وسارت سريعًا الى غرفتها لحقت بها فوجدتها تبحث بسرعه اسفل السرير وبين الخزائن وداخل الثلاجه الصغيره تخرج علب متوزعه قبل ان ترتشف منها وتستمر حتى تنهيها دون ان تمنح ذاتها وقت للتتنفس عدت للوراء تلقائيًا .. واختئبت خلف الباب اتامل امي وحالها .. لم احتج الكثير لأدرك انه ادمان .. فبعد وقت انهت العلب جميعًا ثم تنفست براحه وابتسمت وهمت تستقيم باحثة عن شيء اجهله اخر مارأيته هو انها كانت تضع علكة داخل فمها وترش بعض العطر وتتأمل الفراغ ثم بحثت في الارجاء فركضت الى غرفتي بخفة واختبئت خلف مفرشي
لحقت بي بعد ثوان وظلت تتأكد من نومي
قبل ان تضع قبله على جبيني وتعتذر وتغادر مجددا تترنح وتدندن بمزاجٍ سعيد
وفي صباح اليوم التالي كانت رائحة الكحول تنبعث منها وتتناول الافطار معنا بسرعه وهجميه قبل ان تترك ملعقتها وتفتح شرابها وتسارع بشربه
فعقد نايل حاجبيه وسأل .. فقالت اشعر بصداع!
وهكذا حجج كثيرة والكحول دائما بين يديها وعند مغادرتنا كان الحارس يرمقنا بسخط كعادته فتملصت من نايل واتيت إليه فقال بلهجة شديدة :اتلك المدمنه امك؟
الامر ألمني وبعد ان استفسرت اكثر واصررت اخبرني انها لا تشتري سوى الكحول وتجن ان لم تحصل عليها وانها تزعجه رفقة بيل ..وقد صارت نسخة سيئة منها فهي تقيم علاقة مع شخص ما وتذهب معه لأيام وتعود معه هنا .. والامر مقرف فرأيته يشتم امي ولم اجد ما اقول سوى انني بكيت كثيرًا وقررت الا اعود حينها فذهبت رفقة امي اخبرها عن ..
بترت حديثي ابعده عني واقول له : اجلس قربي انت في وضعية غير مريحه لوقت طويل
نفذ قولي وجلس في ذات مقعدي فتابعت حينها وانا استدير إليه : اخبرتها انني علمت غاية النصح والتغير لأجلها لكن ..غضبت مني وقامت بضربي بجنون ثم رفضت ذلك وهددت الا اخبر احد وتركتني وغادرت الشقة كليًا تقسم انها لن تسامحني ان فعلت
بعد هذا مرت بضع ايام وسافرت انا ..
حسنا نايل لم يترك الامر يمر فقام بإجبارها على مواجهة الواقع والعلاج رفضت وقامت بشتمي وكرهي ولم تتواصل معي ابدا ظنًا منها انني السبب في هذا توقف نايل عن نية اجبارها فأخبرته بيل ان امه ستنتحر ان فعلها وهي ستحاول تهدئة الامر فقرر الوثوق بها وامي لم تتحدث معي ابدا حتى اصبت بإعياء فأجبرها نايل على هذا واعتذرت اليها انا على اللاشيء ولازالت تضع مسافات مرت اعوام اخرى خلال تلك الاعوام قام نايل بفعل كل شيء لجعل امي تتوقف عن الادمان ولم يفلح فهي توجهت لتدمن القمار ولديها ديون واعداء .. نايل يلحق بها ويرتب كل فساد تخطه حتى في مركز قسم الشرطة فوجودها في اماكن سيئة يذهب ليوقفها وبيل اصبحت مساعدة امي يعلم نايل ان امي ضحية ولكنها ترفض العلاج وترفض كل شيء وتهدد بالانتحار عل هذا ماجعل نايل يفقد الأمل من علاجها ..بينما انا امي لازالت تضع مسافات وترفض رؤيتي او العودة فقط حجج على حجج تمنع عني عتبي وامي تعلم بأمر ليام اخبرتها لم تفعل شيء وحتى الان فقط ستجعلني اختار اما انت او هي فتتركني بعد اي خيار منهما .. اشتقت اليها لم تعانقني ولم تتحدث معي دون تهرب اشعر بألم لذلك .. الامر مرهق هيبي
امي ليست مكتئبة وترفض العودة امي ترفض رؤيتي فقط ولا تريد المجيء او حتى منحي بعض الحب فبعد افاقتي من غيبوبتي تحدثت معي مجبرة وحديثها كان خال من كل مودة .. هي تفعل ذلك مجبره ليس لانها ترغب بي ثرثرت كثيرا .. فقط
انا لا اعلم
اشعر انني لا اسمح للاخرون بأن يبقوا قربي غاية الا اؤذيهم لكنني اتأذى لوحدتي اشعر بألم كبير
فأنا حقا اريد امي .. لكن لا اعلم انا لازلت اقول الكثير من الامور التي ترهقك وانت لست في مزاجٍ جيد صحيح؟ اسفه انا اثير المتاعب هكذا للجميع
تلاشى حديثي لكونه امسك بيدي حينها بقوة توقفت والدمع يغرغر مجددا ويفيض والحزن جعل قلبي سقيمٌ الليلة ، او كل ليلة ! فما مستقر قد لاقى ذات الناعسات ولا حبور سعد قد اجتوى واكتمل .. تابعت بين دموعي : ليمان يعلم هذا فهو حاول مساعدتي لمرات لكن اوقفنا نايل ، وديانا ورام والان انت .. لا احد يعلم عن حال امي سوانا .. امي تخجل من اظهار ذلك رغم انها تقر انها لم تخطأ .. لكن لاتبوح بسؤوها وتجعلني انا في المدفع انا من لا يتصل بها وانا من لايذهب اليها وانا السيئ في كل شيء .. ايمكنك جعل امي بخير هيبي؟ .. ايمكنك اعادتها لي؟ انا انانيه هذه المره ودائما اثقلك معي لكن .. اشعر انني اريد ان اشاركك مايؤلمني انني افيق بعد ارهاق مميت فلا اجد امي انه مؤلم ..هي هنا ولكنها لاتأت الي ابدا ..اعتذر ولكن
هيبي العمه صوفيا بلاشك تتألم ايضا .. اذهب اليها لمره هيبي فقط لمره ..

 منسيّ | لانهاية لك في داخلي ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن