كان جالسًا يناقش أحد الأعمال مع عدة رجال من أصحاب المقامات العالية في الدولة، كان يناقشهم محاولا تحسين صورته بعدما كثرت الشكوك من حوله، بعدما أصبح محور اهتمام عدة صحفيين. كان يتحدث بكل لباقة و تأدب جعل الجالسين أمامه يظنون لوهلة أن كل ما سمعوه أو قرأوه ما هو نتاج حقد ملأ العديد من القلوب.
كان يعرض ملفات و يسحب غيرها جاعلًا إياهم يتيقنون من أن الماثل أمامهم شخص بريء من كل ما نُسب إليه، يتوعدون لأولئك الذين حاولوا تشويه صورته بأقسى أنواع العقوبات...
و لكن لم يدم ذلك كثيرا؛ فبعد أن تدخلت ابنة الأخ العزيزة و فتاة الأسرة المدللة، أصبح هو المتوعَدَ بأقسى أنواع العقوبات التي ذكرت في القانون أو حتى لم تُذكر...
دلفت "ندى" غير آبهة بتلك الموظفة التي تحاول منعها، بل دخلت كما الثور الهائج بحلتها الغاية في الجمال و الرقي، دلفت صارخة بعمها مدركة أن هناك من بالداخل، عالمة هوياتهم جميعا:
-فينك يا جمال؟
استقام كل من بالمجلس قائمًا يتبادلون نظرات الريبة بينهم و لكنها لم تهتم بل واصلت الصراخ بعمها قائلة:
-ايه مبتردش ليه؟
أشار "جمال" على نفسه بدهشة فاقتربت منه و هي توجه حديثها لكل الواقفين:
-فِكرك لما تضحك عليا و تهرب أنا مش هعرف أجيبك؟
ضحكت بنبرة عالية حتى كادت أن تدمع عيناها و بعدما انتهت بصعوبة بالغة عادت لتتحدث غير سامحة لأحد حتى بالتساؤل و المشاورة:
-بقى يا رجل تتفق مع البت ال***** اللي اسمها سمر عليا أنا؟!!
طب كنت استنى خد نصيبك من العملية دي و بعدين روح العب على حبل ثاني، بس أقول ايه؟ طول عمرك غبيرجعت عما قالته و هي تنظر لهؤلاء الواقفين ترتسم بسمة متهكمة على وجهها ثم تحدثت قائلة:
-أقصد طول عمر حضرتك غبي sorry
لم يستطع "جمال" تمالك نفسه ليقاطع فقرتها تلك قائلا:
-هو في ايه يا ندى و ايه الكلام اللي عمالة تقوليه دة؟
-ما هو لما أروح المطعم "صدفة" و ألاقي مراد و سمر و نغم قاعدين على ترابيزة واحدة يبقى دة معناه إنك طلعت اللي اتقال في اجتماعنا عشان تاخد من سمر عمولة زيادة، و لا ايه؟
تحدث "جمال" قائلا بصدق و هو ينفي التهمة عنه:
-أنا عمري ما أطلع حاجة من اللي بينا برة و أنتِ عارفة
عادت "ندى" لتقول بنبرة غاضبة عصيبة:
-أمال مين اللي عرفهم؟ أمي؟!!
صمت "جمال" قليلا محاولا معرفة من حذر "مراد" منهم ليتحدث من بعد صمت طال:
-و ليه متكونش نجوى؟ الست دي عمرها ما حبتنا و أكيد هتعمل أي حاجة عشان تضايقنا و تجر شكلنا
يبدو أنها اقتنعت، حديثه دار بعقلها لتقتنع بما قاله مسرعة و لو بوجود نسبة شك بسيطة، اقتنعت و هي غافلة عن أن "نجوى" لم تعد في فراغ من أمرها كي تفكر و لو لحظة بهم، أفلا يكفيها تفكيرها من الانتقام من "أفنان"؟؟
_________________
سلام على فلسطين أرضا و شعبا
ما بيدنا غير الدعاء لكم، رحم الله شهداءكم و عزكم الله بدينه
و عظم الله حزن العدو و فرق شمله و دمر أرضه
"آمين"
لا تنسوا فلسطين و أهلها من الدعاء غفر الله لنا و لهم
__________________كان المفروض الرواية تتوقف بس حبيت أكملها حسب مقدرتي؛ فأشوفكم بكرة في فصل جديد إن شاء الله
أنت تقرأ
و يبقى الألم
Romansaعندما ترغمنا الأيام على أن نلعب لعبة من اختيارها... لعبة هي السيدة بها... و لعبة لطالما نثرت على طاولتها انتصاراتها... تلك اللعبة القاسية ، غدت "الحياة" إحدى مسمياتها.. اللعبة التي ظلت الأيام فيها "الجانية" "الظالمة" "القاتلة" و "الغالبة" اللعبة الت...