التأجيل

88 9 3
                                    


بالتأكيد سمعت كثيرًا من كل الناس المقربين والغرباء مضار التأجيل أو نصحوك نصيحة أو نصيحتين أو ثلاث بخصوص هذا الأمر.

(تأجيل المهام أمر سيء أو تأجيل المهام من صفات الشخص الكسول أو لا تكن كسولًا أو عليك الاجتهاد أكثر إلخ)

وجميع هذه النصائح للأسف مرت عليك مرور الكرام دون أن تحدث في نفسك أثرًا على الإطلاق هذا إن لم تزدك كسلًا وجحودًا لواجباتك فكرهتها وكرهت الساعة التي أنجزت فيها واجبًا من تلك الواجبات ولم تطق كل ما فعلته فانقلبت أيامك عليك وصار ما كان بالنسبة لك ممل لا يطاق وكان ممتعًا مسليًا.

نعم للأسف هذه هي الحقيقة التي لا مفر منها. وهي حلقة شيطانية مزعجة جدًا ولماذا هو الفشل رفيق النجاح (أعتقد أن هذا السؤال أيضًا راودك أو ما شابه ذلك. لماذا أعمل كثيرًا ولا أحصد ثمرات أتعابي)

إذًا نضع أولًا أمر واحد عليك حفظه بصم حتى تستطيع هضمه واستيعابه جيدًا ألا وهو...

كل ما تراه حولك (أشخاص ناجحين أو أعمال ناجحة أو إبداعات أو مواهب) جميعها بلا استثناء هي حصيلة عميقة كبيرة جدًا من عدد لا متناهي من محاولات فاشلة وعدد ضئيل من النجاحات. 

أي الناجح مرة هو فاشل مرات والمتقدم خطوة هو متراجع خطوات.

 لكننا لا نرى غير نجاح الآخرين ولا يتكلم أحد عن عدد ساعات العمل و التعب والضنك...لذلك لا نركز إلا على الخطوة الناجحة لذلك نعتقد أن النجاح اختار بعضنا ولم يختر جميعنا وهذا الاعتقاد خاطئ لا محالة.

والتأجيل هو السبب الرئيسي للفشل. فلو كان النجاح بعيد خطوة واحدة وقمت بتأجيل الأعمال لأيام سيصبح بعيد عشر خطوات وهكذا.

ولكن كيف نتخلص من التأجيل؟

هناك من يقول لك: تتخلص منه في العمل. ولكن كيف بالإمكان أن تعمل عندما لا يكون بوسعك ذلك وعندما يصيبك الضجر من كل ناحية؟؟

لذلك ابتكرت طريقة نفعت معي حتى اللآن كوني من الأشخاص الذي يصيبهم الملل أكثر من غيرهم.

والطريقة هي: اللحظة التي تشعر فيها بالملل توقف

نعم توقف عما تقوم به. اخرج من الغرفة التي تؤدي عملك فيها. اذهب للحديقة، استمتع بنقائها واترك أفكارك تسرح وتمرح لما تشاء.

 اترك كل شيء خلفك (العالم وهمومه كلها) وخذ قسطًا بسيطًا من الراحة (لمدة خمسة عشر دقيقة لا أكثر) ثم عد لإنجاز المهام. هذه الطريقة ستعيد ضبط أفكارك مرة أخرى وستشعر بالطاقة تتجدد في نفسك.

إن لم تنفع معك هذه الطريقة ولم تزيدك أي شيء طبّق هذه الخطوة وبإذن الله ستكون هي الخطوة المفتاحية.

غير المهمة إلى مهمة أصغر منها. مثلًا تريد دراسة بحث ما ولكنك توقفت في منتصفه. اترك الكتاب على الطاولة وقم بعمل آخر صغير عليك إنجازه أيضًا في اليوم.

 تنظيف المنزل أو الاستحمام أو شراء حاجات (الأفضل أن يكون العمل الآخر الذي تؤديه لا يتطلب منك طاقة فكرية عالية فإن كان العمل الأول يحتاج طاقة فكرية فلا يحتاج الثاني لطاقة فكرية بل عضلية أو جسدية على سبيل المثال والعكس صحيح)

هكذا تتخلص من فكرة التأجيل.

والآن أريد التنويه أيضًا لفكرة بسيطة مهمة جدًا. إذا لم يكن لديك المخزون الكافي من الطاقة لأداء أي من العملين وأردت تأجيلها ليوم آخر...توقف حيث أنت ولا تستسلم للاستراحة لأنها لن تزيدك في اليوم الثاني شيء من الطاقة بل تثبط عزيمتك أكثر.

ماذا تقوم في هذه الحالة؟

عيّر خمس دقائق قم فيها بتأدية عمل ما عليك إنجازه. اتبعها بثلاثين دقيقة استراحة. بعد ذلك خمس دقائق عمل وثلاثين دقيقة استراحة. وكرر هذه الحركة حتى تجد نفسك من جديد (بفعل السحر) لديك الشغف الكافي والطاقة اللازمة لتأدية العمل على أكمل وجه وصدقني هذه الطريقة لم تنفع معي وحسب بل مع كل من سمع بها وجربها فماذا هناك لتخسره...جرب!!!

أتمنى أن تكون استفدت من حلقة اليوم يا صديقي وإلى الأمام مع دوام النجاحات. صديقك العزيز مجد الأشقر

لا تنسى التصويت والتعليق وإبداء رأيك مهما كان. اكتب لي أيضًا ماذا تريد أن أتكلم عنه أو بماذا تحتاج نصائح. سأسعى لتكون تحت أمرك في أقرب وقت. وداعًا الآن وإلى فقرات جديدة. 

 

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
النجاح باختصارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن