ملكة النحل | مارك لي

1 | اِنطِلاق

_____________________

هُنَا حَيْث تُورونْتو العاصمة الكنديَّة المتجمِّدة قد تِهادة أقْداري فِي مَنزِل مُتَوسط الحجْم ، بِحَجم جناحيْ فِي قَصْر وَالدِي اَلعزِيز .

اِنقضَى أُسبُوع على مُكوثِي هُنَا فِي مَنزِل شقيق والدَتي ، خَالِي مَارتِن لِي وابْنه اَلوحِيد اَلذِي لَم أره حَتَّى الآن فِي اَلمنْزِل سِوى مرَّتيْنِ .

اَلْخال مَارتِن يعيش رُفقَة اِبْنِه وحْدهم أُمًّا عن زَوجَتِه فقد مَاتَت مُنْذ زمن طويل ، والْخَال مَارتِن بَقِي يَعتَنِي بِطفْلهمَا وَحدَه حَتَّى الآن .

قال وَالدِي أَنَّه سأبْقى رُفقَة اَلْخال مَارتِن حَتَّى مَطلَع شَهْر فبْراير ، ونحْن الآن فِي أَوائِل شَهْر أُغسْطس إِنَّه حقًّا اِسْتبْداد بِحقِّ كَارُول كاسْتيلُّو المدلَّلة .

المكَان هُنَا هَادِئ ومريح لَكِن لَازلْتَ أَفتَقد جناحيْ وَقَصرنَا فِي بُوغوتَا عَاصِمة كُولومْبيَا والْقَلْب النَّابض لِأمْريكَا الجنوبيَّة . دِقَّة عَقارِب السَّاعة تُعْلِن نِهاية النَّهَار وغياب الشَّمْس قد حان ، وَكَان عَلِي أن أَبدَأ بِصنْع المشْروب الأخْضر خَاصتِي قَبْل مِيعَاد العشَاء والنَّوْم .

نَهضَت مِن أَعلَى سَريرِي حَيْث غُرفَة مُتَوسطَة مَنحَنِي إِيَّاهَا اَلْخال مَارتِن ، اِنْتعَلتْ بِقدمي أَحذِية اَلمنْزِل الصَّيْفيَّة .

اِسْتقَمْتُ أَقِف أَمَام المرْآة أَقُوم بِتعْدِيل مَظهَر شِعْرِي ذَا اللَّفائف العديدة ، ثُمَّ أخذْتُ أُرتِّب مِن مَظهَر مَلابِسي اَلتِي اِمْتثَلتْ بِقميص قصير وشورْت قصير أيْضًا أَظهَر لَوْن جَسدِي البرونْزيِّ .

اِبْتسَمتْ بِرويَّة لِذاتي واسْتدرَّتْ اِنطلَق خَارِج اَلغُرفة قَاطِعة الدَّرج اللَّوْلبيِّ اَلذِي تَوسَّط كَبِد اَلمنْزِل ، هوتْ خُطَاي نَاحِية المطْبخ فَبَاشرَت بِاسْتخْراج المكوِّنات اَلتِي اِحْتاجهَا لِمشْروبي الأخْضر اَلسحْرِي .

لَقد داومتْ على تَناوُل هذَا المشْروب لِمَا يُقَارِب الأرْبع سَنَوات حَتَّى بات رُوتين يَومِي ، كَأْس عِنْد الصَّبَاح وَآخَر عِنْد المسَاء . اِنْتهَيْتُ مِن صُنْع مَشرُوبي وقد اِنْتشَلتْ قَطْع ثَلْج مِن مُبرِّد قد تمَّ حَصرُها فِي عُلبَة الثَّلْج خاصٍّ العناية بِالْبشرة .