|٢- سبب الزيارة.|

82 13 4
                                    


«ليس الغريب غريب الشام واليمن،
إن الغريب غريب اللحد والكفن

مايكل هو شاب مسيحي في بداية الثلاثينات، أشقر الشعر ذو بشرة شاحبة وعينين خضراوتين، مِن عائلة بريطانية عريقة ولكنه انفصل عنهم مُنذ عدة أعوام، تعرف على چوزيف في بداية عمل چوزيف بالمشفى وكان رفيقًا مُقربًا مُحبًا، كذلك وجد مايكل في چوزيف رفيقًا يؤنسه في وحدته ويشاركه كُل شيء، فعاش الاثنان سويًا ثماني سنوات..

قبل بضعة أيام مِن تلقي هيثم للرسالة، فتح مايكل عينيه بنُعاس بسبب بعض الضجة، فوجد چوزيف يُصفف شعره وبجانبه حقيبة سفر.

سأله مايكل بصوت ناعس:

"ماذا تفعل چو؟ اليوم إجازة مِن العمل. "

نظر له چوزيف بتعجب وسأل:

" ألم أُخبرك بأنني سأسافر اليوم! "

عبث مايكل في خصلاته مُحاولًا التذكر:

" لا أتذكر! إلى أين ستسافر؟ "

تنهد چوزيف بقلة حيلة وقال موبخًا:

" مايكل تحتاج لتقليل الشراب حقًا! سأذهب إلى خالتي، ستفوتني الباخرة.. وداعًا سأعود خلال بضعة أسابيع. "

هزَّ مايكل رأسه بتفهم وعانق چوزيف:

" لن أشتاق لك! "

رفع چوزيف حاجبه:

" حقًا؟ "

ضحك مايكل:

" أشتاقُ لكَ مُنذُ الآن! لا تنساني!"

چوزيف بابتسامة:

" لا تقلق سأُرسالك عند وصولي. "

تذمر مايكل قائلًا:

"  ستصلني رسالتك بعد أسبوع ورُبما أكثر! هيا انصرف لأُكمل نومي. "

" بل استعد لتوصلني هيا! "

اتسعت حدقتا مايكل وسأل بغيظ:

" ماذا! لماذا؟ "

ضحك چوزيف:

" هيا لا وقت لدي!  "

" السائق يقود العربة، ما فائدتي؟ "

غُرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن