لحظة حماس

75 14 17
                                    

كان يوم عادي كأي يوم، روتيني للغاية يكاد يكون ملل، أعود من مدرستي أذاكر دروسي وأنهي فروضي، ثم أجلس بين المذاكرة وبين الدروس الجانبية لتقوية مستواي الدراسي،
عائلتي ليس كبيرة كفاية كعدد، نحن أسرة مكونه 6أفراد أمي وأبي وشقيقتي الكبري مريم وأنا قصي وجنة ومريم وصلاح الدين، شقيقتي أنهت دراستها تماما
أما أنا فمازالت في الثانوية العامة حيث أعذب هنااك، علاقتي بأقرابي ليست قوية كفاية، إنما
لا بأس بها.
لي إبن خالي أحمد أقربهم لقلبي رغم كونه يخاف خوض العراك أحيانا حتى لنفسه حقا غريب! أما البقية فهم أقرب كصلة لي منهم
عدنان ولؤي عبدالله وغيرهم كثير لاداعي لسرد شجرة العائلة.
عدت من المدرسة مع أقرابي فأعمرنا قريبة لبعض بعضهم أكبر مني والبعض لا، كان هناك دوما كلب يجلس بالقرب من المدرسة وأصاحبه لم بشر مثلهم بالشر يطلقونه على الناس ليأذيهم وإن دافعوا عن أنفسهم يكونوا
مخطئين لأنه حيوان برئ!
فالبداية كان يتربص بنا ونحن عائدين كل يوم
مرة يطلق نباحه علينا فنصرخ به يصمت، ومرة يأت لمهاجمتنا فنضربه فيعود أدراجه باكيا، ويأت أصحابه يشكوننا كيف ندافع عن أنفسنا؟ في حين أنهم أنطونيو ومايكل وديف
هم أنفسهم يبرحونه ضربا ويرمونه بالشارع من بيت لأخر كأنه عبئ عليهم.
كان الأمر في البداية سهل إلا حد ما، أما بعد ذاك اليوم أتذكره جيدا كما لو كان بالأمس
حين نهش الكلب كل منا مزقه أربا، كل منا هرع يشكوا لوالديه رب المنزل قالوا لنا لاتذهبوا نحوه مرة آخرى!
بتنا نخافه ليس لأنه مخيف أو شرس لا، هو بالأخر كلب حيوان لاإرادة له بشيء وبداخله شر كبير، لذا يستخدمه أصدقائه كوسيلة لإذياء الغير دون أن يظهروا مدي بشاعتهم،
مضي الكثير والكثير على هذا الحال يعض أحدنا فيضرب ويأت أصحابه يضربونا ورب بيتنا يشاهد من بعيد، حتى جمع أحمد شجاعته لعدة مرات ودكه دك ولم يخش أصدقائه وقتل73شخص منهم، وعاد بيتهم لهم من جديد، أما نحن فأصبحنا جيران سوء
نضرب ببعضنا طيلة الوقت مدافعين عن أرضنا وهم يقتلون منا الكثير، أقرابي يساعدونا لكن بقدر المستطاع، فأصدقائه أصبحوا أقوي وهناك إتفاقات بينهم وبين رب إسرهم، حتى أتي يوم وقررنا أن نقف في وجهه أصحاب الكلب وسحق حيوانهم الشرس هذا، إجتمع مع إخواتي وجلسنا معانا نتفق فيما سنفعله:
_لن نخاف كفانا خوف، هم مجرد قردة خاسئين.
قالتها جنة شقيقتي الصغري، أيدنها بقرارها وقال صلاح الدين أخي الأوسط:
_سنذهب لهم برا وبحرا وجوا، لقد أتي يوم عقابهم.

فزعت مريم ممسكة بأبنتها ترجونا:
_لا أرجوكم كفي موت، ألا تروا لايرحمون أحد.

أمسكت جنة بيدها برفق تهدئها:
_حبيبتي لاتنسي أن الله معنا، ومن دافع عن أرضه شهيد منزلة الشهيد كبيرة بالجنة، هل تحبين أن يشاركونا المنزل هكذا؟

حركت رأسها نافيه، فأكملت جنة:
_إذن لنكون أقوياء، بقية أقاربنا هناك من تعايش معهم، وهناك من يحاولون إخراجهم للآن، وهناك من نجح بذلك وأصبح أمن، لنحاول ونظل نحاول حتى يوم الإنتفاضة الذي وعدنا الله به.

ساد الصمت المكان ثم تحدثت مكمل:
_هم بدون أصحابهم لا شيء لاتخشيهم وأخشي الله فقط، أقرابنا يدعمونا بقدر ما يستطيعوا، أما هؤلاء لاخوف منهم، ألا تتذكري
ما قرأنه بالقرآن والقصص الدينية؟

أومات وسردت ما تذكرته:
_أجل لم يتركنوا رجل صالح  إلا وكذبوه وقتلوه، حتى من أتي و نجاهم بفضل الله من الطاغي كذبوه، طردوا من جميع الاراض حتى أصحابهم فعلوا بهم أكثر من ذلك، على مر السنين كانوا أذلة.

إبتسمت وقلت مازحا:
_وهل هؤلاء نخاف منهم؟ هيا تشجعي سنجعلهم هم والأرض سوايه.

ظللنا جالسين نتفق ماذا سنفعل، وبالفعل يوم
بأول أيام من شهر أكتوبر كنا قد نفذنا خطتنا
ونجحنا بعون الله أن نخيفهم، وما زلنا في معركة للآن، وحدث ما كنا لانتوقعه لؤي أيدنا وكان أول من يطرحهم أرضا معنا، وبعض بقية أقرابي، أما البقية قسموا بين من يرسل طعام وإحتياجات طيبة لنا ووقف وقال هذا ظلم أخرجوا من بيتهم، وهناك من لم ينطق بكلمة
قد عقد صفقة مع الشيطان فأصبح أصم لايسمع صراخنا وأخرس لايقول الحق وأعمي لايري مايحدث، الغريب أن جيراننا الذين من المفترض أننا مختلفون معاه، وقفوا ورفضوا
هجوم الكلب علينا ومكوثه ببيتنا، وأصدقائه
سقطت أقنعتهم وبدو بهئتهم الطبيعية شياطين على هيئة بشر.
لم نيأس يوم ولن نيأس فالحيوان مهما علا شأنه فهو حيوان مثله مربيه، والحماس تمكلنا
وأصبحنا من حزب الله المؤيدون بنصره، سنظل ماكثين في بيتنا والغريب يلق خارجه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 03, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عودة المنتصر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن