الفصل الثامن عشر
بابتسامة منتشية تقلب في شاشة الهاتف، وتتمعن النظر بكل صورة على حدا، وابتسامة ثغرها تزداد اتساعًا، بل واحيانًا بالضحكات البلهاء غير مبالية بهذه المرأة التي تقف قبالها، يغمرها الزهو بمتابعة ردود ألأفعال المرتسمة على ملامحها، ودافع الطمع داخلها يزداد.
- هاا يا ست الناس، عجبتك الصوره صح؟ عشان تعرفي بس شطارة نفيسة، وانك لما اعتمدتي عليها، كان أفضل اختيار منك.
رفعت فتنة رأسها إليها بملامح تبدلت للإمتعاض، وقد فهمت مقصدها، لتعقب لها بتقليل:
- ليه يا ختي؟ كنتي اتولدتي مصورة فتوسيشن من بتوع الايام دي؟ بطلي هويل يا نفيسة عشان مجلبش عليكي من أولها، دي حاجة اجل من العادية يا حبيبتي، اي عيل صغير هيلجط احسن منها كمان، فبلاش منها النفخة الكدابة دي.- لا والله يا ست ما هي نفخة كدابة، طب بذمتك يا انتي، أنه عيل ده اللي هتجدري تكلفيه بمهمة زي دي؟ دي حاجة واعرة جوي ، وتطير فيه رجاب....
تلفظت قولها بخبث استدركته الأخرى لتحدجها بنظرة نارية خطرة قادرة على احراقها حية، لتجعلها تنكمش على نفسها برعب جلي، تلجم فاهاها عن التفوه ببنت شفاه، حتى خرج صوتها بتهديد وشر:
- امسكي لسانك الحلو ده يا نفيسة، بلاش تخليه فالت زي سيرتك كمان.... لاحسن يجيبلك الاَذية وانتي مش ناجصة لط.
ابتعلت ريقها المذكورة، تُظهر طاعة ظاهرة، لتجنب نفسها شر هذه المجنونة والتي تابعت بلهجة اخف بعد ذلك:
- انا مش عايزة اخوفك مني، انا بس عايزة انبهك عشان تاخدي بالك، انما انتي حبيبتي الغالية، دا كفاية الحاجات الحلوة اللي جبتهالي دي، تستاهلي عليها مكافأة صح.
ارتخت معالم الأخيرة وسأل لعابها مع ذكر المكافأة، لتردف بتملق:
- صح يا ست الهوانم، انا عارفاكي طيبة وكريمة مع أي حد يخدمك، خصوصًا بجى لما يبجى الحد ده جايبلك الحاجة اللي بتتمنيها من زمان، ولا ايه؟استجابت لها بنصف ابتسامة، لتعود للنظر في الشاشة، وقد اشتدت تعابيرها، تردد بحقد:
- الا من زمان، دا من زمان جوي كمان، المحروسة اللي عاملة نفسها الملكة المتوجة علينا في البيت، تأمر وتنهي والكل يطيع واكنها منزهة عن الغلط، واخدة حظها وحظ غيرها، واكن الأرض مجابتش الا هي، كبرت وهتعدي التلاتين وبرضك احسن فرص بتجيلها، واد عمها اللي تتمناه أي بت في البلد، جاعد مربوط في انتظار اشارة منها، حتى بعد ما فسخت خطوبتها منه، ورفضته بدل المرة الف، برضوا جاعد مستني، اخوها، اللي اسمه جوزي، مكبرها عليا ولا اكنها اميرة في برج عالي، تعمل اللي هي عايزاه، وترفض على كيفها، وبرضوا صابر عليها، وجال ايه؟ واثق في رأيها، عشان هي العاجلة المثقفة، اللي مفيش منها، وانا الجاهلة ام دبلوم ام عجل ناجص، طب اهي بانت على حجيجتها اهي، بجى في واحدة مأدبة تعمل كدة؟
أنت تقرأ
ميراث الندم الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروح
ChickLitوضعها القدر تحت رعايته، لتستنجد به من غدر أعز الأحباب لديها، من أجل حمايتها، متعشمة في رجولته كي يساندها، حتى تسترد حقها وما سلب بخسة منها، ولكن ما لم تحسب حسابه هو أن تقع اسيرة بين يديه، وقد اغراه الطمع في فتنتها، يريد الاستئثار بها ، يختلق الحجج و...