الفصل الرابع عشر

7K 140 0
                                    



فيلا الحديدي
كان أيهم يقف خارج جناحه بوجه متهجم قلبه يألمه بشدة فصغيرته ترقد بالداخل و معها الطبيبة التي أصرت على خروج الجميع تطالعه نظرات نوران الغاضبة اما أدهم فيشعر بحزن على شقيقه و هو متأكد انها احدى الاعيب  سمر الحقيرة فيستحيل على ايهم أن يخونها فهو يعشقها حتى النخاع .
إقترب أدهم من شقيقه مربتا على ظهره بحب اخوي قائلا بمواساة
=هتبقى كويسة يا أيهم متقلقش
لتهتف نوران بغضب
=قال يعني غارقة معاه أوي ما هو خانها بدم بارد
لتكمل و هو تطالع أيهم بنظرات مشتعلة تقول بقسوة
=أنت بتشبه رأت أوي يا أيهم للأسف طلعت خاين زيو مكنش لازم اسمح انك إتجوزها و دمر حياتها عشان دمو نجس بيمشي في عروقك  و هساعد البنت المسكينة و خليك تطلقها حتى لو غصب عنك
سقطت دموع أيهم للمرة التي لايعلم عددها نعم يا سادة أنه العشق الذي تجعل الأقلام عن تفسيره و وصفه كل ما أستطيع أن اقوله لهم انه عنده يتوقف كل شيئ لا يسمع فيه إلا صوت القلب العاشق هتف أيهم بترجي و هو يركع تحت اقدام والدته
=أرجوكي يا أمي أنا مش زيو صدقيني أنا والله ماعملت حاجة أنا مش فاكر حاجة أصلا عقبيني بأي حاجة بس سبيلي جوري أرجوكي يا أمي متحرمنيش من عشقي الوحيد إلا جوري يا أمي لااااااااء أنا ممكن أموت لو هي سبتني
ألجمت الصدمة أفواه نوران و أدهم و هو يطالعونه بصدمة هل وصل العشق به لهذه الدرجة كتلة الجليد و القسوة المتحركة تركع و تترجى حقا غريبة انتي أيتها الحياة
لم تتحمل نوران أكثر من ذلك و هي ترى إبنها يشهق من البكاء كطفل صغير لتجلس معه على الأرض محتضنة إياه بحب
=إهدى يا حبيبي سامحني يا ابني بس هي صعبت عليا أوي
لحظات و خرجت الطبيبة من الغرفة ليتجه الجميع نحوها ليهتف أيهم بلهفة
=طمنيني يا دكتور هي كويسة
الطبيبة بمهنيه
=للأسف هي عندها إنهيار عصبي حاد
أيهم بخوف على حبيبته
=طب يا دكتورة إحنا ممكن ننقلها المستشفى
الطبيبة بإبتسامة ود
=مافيش داعي أنا علقتلها محالي و كمان إدتها حقنة هتخليها نائمة لبكرة الصبح
أدهم بإستغراب
=بس لصبح كتير يا دكتورة
الطبيبة بعملية
=كدا أحسن عشان ترتاح أكثر و كمان واضح انها سهرت لوقت متأخر
ثم تكمل و هي تمد لهم بالوصفة الطبيبة
=دي شوية أدوية لازم تخدها بموعدها و كمان حاولو تهتمو بنفسيتها عشان غالبا البنات لفي سنها بيبقو محتاجين إهتمام أكبر
كان أيهم في عالم آخر و هو يتخيل أن طفلته بقيت تنتظره كما طلب منها لكنه لم يأتي و لم يزده هاذا سوى عذابا
دلف أيهم إلى جناحه بهدوء مقتربا ناحية السرير كان قلبه يتمزق و هو يطالع تلك الدموع العالقة على وجنتيها و أنفها الأحمر من آثار البكاء و تلك المحاليل المغروزة في ذراعها آآآه كم آلمه قلبه على ألمها فهي معشوقة الروح و من هواها القلب  تنهد بحزن و هو يسحب المقعد يجلس عليه ممسكا بيدها يقبلها بحب يهتف لها بجميع كلمات للإعتذار و الأسف و هو خائف من ذلك الغد المجهول ...
****★****★****★******★*****★*****★
★*****★****★****★********★
شركة الدميري جروب
ما عمر يجلس داخل مكتبه يطالع تلك الأخبار التي تتداولها جميع قنوات التلفاز حول أسد الإقتصاد و عرسه القريب و كيف وجدوه معها في جناح الفندق  ليبتسم بخبث قائلا
=خلاص يا جوري هانت و هخليكي ملكي أنا و بس
ثم يضحك بأعلى صوته يهتف بحقد
=نهايتك قربت أوي يا إبن الحديدي و هتستمتع و أنا باخد منك كل حاجة خصوصا حبيبة قلبي جوري
ليسافر بمخيلته يتخيلها زوجته و بين أحضانه لا بل و أنا لأطفاله فحاله كحال أيهم عاشر الكثير من النساء لكن مثلها لم يرى في حياته هي ليست الأجمل فهو رأى أجمل منها لكن تحيط بها هالة من البرائة لم يرى مثلها حتى خجلها الشديد كل شيئ بها أحبه لا بل عشقه
***★****★****★****★****★*****★***★
★*****★****★***★****★****★
شركة الحديدي جروب
كانت سمر تجلس على مكتبها بكل برود و كأنها لم تفعل شيئا تقوم بإعداد قائمة المدعوين لحفل زفافها هي و أيهم و كأن كل شيئ إنتهى و أعلنت فوزها في هذه الحرب  ليقاطعها صوت رنين هاتفها
أجابته بسرعة عندما رأت إسم والدتها يضيئ شاشة الهاتف
=أيوه يا مامي
دولت
=أيوه يا سمر قوليلي لأنا سمعتو دا صح يعني فعلا قضيتي ليلة مع أيهم
سمر بخبث
=أيوه يا مامي
دولت بصدمة
=ط طب أ ازاي أنت مش بنت البنوت و العملية لسه معملتهاش يعني هو ازاي مكشفكيش و لا كشفكي
صدحت صوت ضحكات سمر العالية لتهتف بهدوء
=ههههه لاء يا مامي متخفيش هو معرفش أني مش بنت بنوت
دولت بصدمة أكبر
=طب ازااي
إبتسمت سمر بشر ثم بدأت تقص عليها كل شيئ بدأ من مكالمة عمر حتى صباح هاذا اليوم لتبتسم دولت هي أخرى بشر قائلة بعدم تصديق
=مش مصدقة أخيرا هتتجوزي ابن الحديدي و كل حاجة هتبقى تحت رجلينا و مفيش حاجة هتقف في وشنا
ثم تكمل بتسائل
=بس هو ابن الدميري هيسعدك ليه يعني ايه لهيكسبو من الموضوع
سمر بتهكم
=هو كمان طلع عاشق ولهان العيلة لأيهم إتجوزها عشان كده عاوز يخدها مني
دولت ببرود
=مش مهم المهم إنك خلاص كام يوم و هتبقي من أغنى سيدات المجتمع الراقي
سمر بسعادة حقيقية
=أيوه صح  انا لازم أستعد لده
ثم أخذت تتحدثان عن أحلامهم و كيف سيستولون على ثروة أيهم التي لا تحرقها النيران فحقا الطمع و الجشع و حب السلطة يصنعان من البشر كتلة من الشر و الأنانية لكن كل منها غافلة عن ماذا تخبأ الأيام القادمة لهم
*****★****★*****★****★****★*****★
★*******★****★****★*****★
في صباح اليوم التالي
فيلا الحديدي(جناح أيهم و جوري)
بدأت جوري يتلملم في نومتها و تبدأ في فتح عينيها بتثاقل لتقع مباشرة على ذلك العاشق الجالس على المقعد منذ أمس حتى غفى عليه طالعته جوري بكسرة و خيبة أمل فعندما بدأت تشعر إتجاهه بمشاعر الحب خانها و استغلها اشد استغلال هاذا ما تظنه فهي لا تعلم أنه حقا متيم بها و قلبه العاشق لها وحدها  لتتمتم بتعب
=لييه يا أيهم عملت فيا كده ليه انا وثقت فيك بس انت خدعتني لييه
ثم تكمل و دموعها بدأت بالتساقط
=ياارب ليه كلهم بيستغلوني أنا مش عايزة حاجة من الدنيا دي غير اني أعيش بسلام
سحبت يدها فورا عنما لاحظت انه يحتجزها في يده الخشنه ليستيقض هو بفزع هاتفا بقلق
=أنت كويسة عاوزة حاجة يا حبيبتي أكلم الدكتورة تيجي
تجاهلها جوري تماما و هي تحاول المهوض من السرير ليهتف هو بتوتر
=ج جوري أنت رايحة ف فين أ أنا ممكن اساعدك تقومي
جوري ببرود
=لاء مش محتاجة مسعدتك أنا راجعة جناحي
أيهم بصدمة
=بس دا هو جناحك
جوري بجمود و هي تحاول اخفاء حزنها و غيرتها الغير مفهوم بالنسبة لها
=لاء دا جناحك أنت و مراتك الجديدة
إستقام أيهم من جلسته بغضب هاتفا بصرامة دبت الرعب في أوصالها
=أنا معنديش زوجة غيرك و مفيش واحدة هتشيل اسمي او تبقى أم لأطفالي غيرك
ثم يردف بحزن و ألم حقيقي
=سامحيني يا جوري أنا آسف أنا نفسي مش فاكر و لا عارف ايه لحصل سدقيني أنا لايمكن أخونك أنت قطعة من قلبي و روحي انت جورية قلبي و اذا كان في شخص لازم يمشي فهو أنا
ثم يقترب منها مقبلا بينها بحنان و الذي سقطت عليه بعض دموعه لتنزل على وجنتيها ممتزجة لدموعها هي الأخرى ليهتف بعشق و هو يضع يدها على قلبه
=دا ليكي لوحك و بيدق بس عشانك بعشقك يا روحي
ثم يغادر الجناح و هو حزين و مكسور لا يعرف ماذا يفعل هل يمكن ان يخسرها لتنهار هي من البكاء فور خروجه و تشعر ان قلبها يحترق خائفة من خسارة ذلك الأمان الذي تشعر به جانبه فهو حقا أمانها و ملجأها الوحيد
بينما كان أيهم ينزل الدرج و قلبه يرتجف خوف من تتركه  لا و ألف لا الموت عندي أهون من أن أعيش بدونك يا طفلتي هاذا ماقاله أيهم داخلى نفسه لحظات و كان أيهم يغادر الفيلا تحت نظرات نوران و أدهم التي تطالعه بحزن على حاله و ما وصل اليه بسبب تلك الخبيثة
مر بعض الوقت و كان أدهم يدلف إلى تلك الشقة كانت مصدر حزنه من قبل لاكنها اليوم مصدر لسعادته فهنا و في هاذا للمكان كتبت طفلته على إسمه أجمل يوم في حياتها عاشه هنا
=بحبك يا جوري بعشقك مش هسمح لحد يفرق بنا
ثم يتنهد بأسى متجها نحو تلك الأريكة يستلقي عليها مخرجا علبة سجائره يدخن بشراهة  عله ينسى القليل من آلمة
*****★*****★******★****★*****★***★
★*******★****★*******★****★
أسبوعان مرا على أبطلنا و كل من أيهم و جوري غارق في حزنه الذي لا ينتهي مرت عليهم الأيام كأنها سنوات أو ربما قرون أحست فيهم جوري بالإشتياق لأيهم و الإحساس الأمان داخل دفئ أحضانه أنا هو فكان يحترق شوق لتلك الطفلة و ليست أي طفلة بل طفلته هو وحده حبه الأول و العشقه الأخير

أعشقك يا من أسموك أختي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن