# سافاش
مثل الرمال الذهبية تحت جناح الشمس كانت شلال شعرها يتساقط من علي كتفي و انا احملها..
منذ أن رايتها من السيارة و هي تنزل تحت الطاولة في هذا الشجار علمت ان الامور لن تجري ابدا لصالحها..
و لم يكن في ذهني سوي سوال واحد..
اهي غبية ام خرقاء..
ام كلتاهما..؟؟و بما ان لي اصدقاء كثيرون في الشرطة فانا اعرف ان تلك المنطقة تكثر بالشغب..
و ربما لانها لا تعرف المكان هنا..وجدت نفسي اقول مرة اخري و انا احمل وزنها الصغير بين ذراعاي بعد ان طلب احد الواقفون هنا سيارة الاسعاف و لكن كما توقعت لما يتجرأ احد و ينقذها..
و الان يشيدون من خلفي علي اني بطل قومي و انا اصعد بها الي سيارة الاسعاف..كان طنين السيارة المزعج يتناسب مع دقات قلبي العالية..
لم افكر و انا اراها تسقط هكذا تماما امام عيني و هولاد الاوغاد يلاحظونها و يجرونها الي وسط شجارهم..
لم أجد نفسي الا و انا اهرول فوراََ و كانما جلبتني قوة ما..لم اري وجهها من قبل بالكامل..
عيونها ذات الرموش العسلية مغمضة بسلام مع الملامح المرهقة لوجهها و الدم الملطخ لشفتيها..
و لم استطتع الا التمليس علي جبهتها و مقدمة شعرها بحنو..عندما قررت ترك اهلي في البداية و الانتقال لسكن جديد عارض الجميع و اقاموا الجنائز ..
و بخصوصاََ جدتي التي كانت تعارض اي احد يقرر المغادرة من قصر عائلنا..
و حتي ابي و امي لم ينجوا منها عندما فكرا فقط. . في المحاولة..لكنهم تقبلوا الامر اكثر بعدما درست في امريكا لاربع سنوات ثم اتيت...
اصبحوا يعرفون نظامي و يعرفون انني لا ارتاح في التجمعات..
و لكنهم لم يعرفوا انني مررت تماما بحياة الغريب حتي في وجودهم..
لذلك كان الاسهل علي تحمل الغربة وحدي..
لذا انا افهمها.رنة هاتفي افاقتني من شرودي و سيارة الاسعاف تفتح من الخلف لينقل المسعفون الفتاه علي عجل الي الداخل..
اللعنه..
نسيت ايكيم في السيارة..
لم اعرف بما اجيبها..
و لكنني رددت علي اي حال لاقول اسرع ما اتي علي بالي..لاسمع المسعف يناديني لانزل من السيارة و لابد ان ايكيم قد سمعته ايضاََ..
" اتتني حالة طارئة يا ايكيم.. ساتصل بصديقي و سياتي لعندك فورك..اذهبي فوراََ للمنزل.. _الي المنزل فحسب يا ايكيم! "_
تنهدت، و هي تعلم انه ليس بنبرتي اي هوادة.
رغم انه ليس من عاداتي اتختذ القرارات السريعة
و لكن لم اعرف..
شعرت بان هواك دافع قوي يدفعني وراء تلك. الفتاه..
لا يمكن تركها في الشارع هكذا و خصوصاََ ليس هناك من أحد سيساعدها....
تنهدت و تنفست الصعداء و انا اسمع من الطبيب ان حالتها مستقرة..
تبدوا بريئة جدا و صغيرة كايكيم في نظري علي مواجهه هذا العالم وحدها...كنت اتجول ذهاباََ و اياباََ في طرقة المشفي بين المرضي و الزائرين..
انا لست شخصاََ اجتماعياََ و لن اريد ان تشكرني اذا عرفت انني انا من انقذتها..
انا لا ابحث عن هذا..
و لكني أريد رؤيتها لمرة اخيرة..
ارغب و بشدة لالقاء نظرة عليها من قرب، لاني اعرف ان لا احد لها هنا و بالتاكيد ستشعر بالسوء و الوحدة ..
و انا اعرف ذلك الشعور..لتباغتني الممرضه من خلفي و انا اكاد اعود بخطواتي في الممر متجهاََ إلى الخلف حيث الحمام مرة اخري..
" الانسة.. يو.. يولوف.. تقريبا هذا اسمها تود رؤيتك .."
ابتسمت بتوتر لاومئ لها..
لقد رأيتها من زجاج غرفتها و هي نائمة و لكني لم اتجرأ علي الدخول..
طوال حياتي اعدت ان اكون صريحاََ..
انا لا اعرفها حتي..
و حتي الممرضة اخبرت انها أجنبية لذا نظرت بشك لي قليلا عندما قلت انني زميلها..كنت لا ازال اقف في الممر..
لا ادري هل ادخل ام لا..
"ربما علي الاطمئنان علي ايكيم اولا.. " اردفت لنفسي و انا امسح العرق علي وجهي..
يا الهي حتي في مقابلة العمل الأولى لي لم اكن متوتراََ بها هكذا..
رفعت هاتفي من جيبي لاتصل علي جدتي..لا رد..
علي صديقي..
لا رد..
زمجرت بعصبية و بخطي غليظة و انا انزل علي السلم
لم اشعر الا و انا مرة اخري في ممر السيارات اركل سيارتي بعنف خلفي..
شددت علي المقود بكلتا قبضتاي لاغمض عيناي بقوه و انا اخرج زفيراََ بطيئاََ..
اعرف اني عصبي جدا..
و متهور..و لا اريد ان افتعل حادثاََ الان..
اخذت نفساََ بطيئا اخراََ و انا اتصل مرة اخري بايكيم..
من واجبي انا ان اوصلها و اطمئن من سلامتها..
و تأخر ردها الان يقلقني..
لقد مرت نصف ساعة منذ ان اتصلت باوزان ليوصلها..
من المفترض الان ان تكون في المنزل..قبل ان اسمع صوتاََ مبحوحاََ يناديني من خلف السيارة بتركيه مكسرة " سي... سيدي.. انتظر.."
أنت تقرأ
بين غريبين
Romanceوجدت يولوف ذات التاسعة عشرة نفسها مطرودة من منزل والدها بعد وفاته عندما أتت زيارة لوالدها من سفرها لدراستها. فقد تزوجت زوجة والدها و لم تعد ترغب حمل عبئ تربيتها اكثر فكان عليها اللجوء لأي مصدر يؤمن لها دخلها.. و لكن كيف ستثبت ذاتها و تؤمن لنفسها ع...