الحرب والدم❤️‍🩹

4 1 0
                                    

ادون كلماتي بعد غربة اصابتنا وادونها وجرحٌ ينزف من قلوبنا ، اكتب كلماتي وكلي حسرة بما حل بمدينتي الصغيرة .

انقضى ثلاثون يوماً ومازلنا تحت انقاض الحرب ،"اجى الليل واجى همه "جملة تقال في كل بيت غزاويي لأننا جميعا نعلم ان خفايا الليل مرعبة ربما نستيقظ على معاناة جديدة وربما نجد انفسنا فاقدين اعز الناس لدينا ولكن هناك من يحالفه الحظ وينتقل إلى رحمة ربه وجنته الواسعة .
ما زلت اتذكر وبوضوح سعادتي بزفاف ابنة عم امي ولقائي بأعز الناس لدي بالزفاف كانت اجمل لحظات واذكر بوضوح قبل انتهاء الزفاف ومغادرتي بأخبار ابنة خالتي القليل من الجمل التي لا ولن انساها بحياتي بإذن الله اخبرتها بأنني اخاف ان افقد ثلاث : امي، وابي ،واخي الصغير (يزن) .
لا أعلم ما الذي اوصلنا لهذا الحديث بنهاية الزفاف ولكن يمكنني ان أخبركم بأن هكذا احاديث البنات نتحدث بكل ما يخطر بلبال .... وهكذا انتهت ليلة الجمعة بسعادة وهناء لنستيقظ اليوم التالي لتكملة الحياة ما بين جامعة ومدرسة اخوتي وعمل ابي واخي يعني يوم مثل باقي الايام ، ولكن هذا اليوم لم يكن مثل باقي الايام على الساعة 6:29 ما زلت اتذكر الساعة بوضوع لانني اردت ان استيقظ على الساعة 6:00 بالضبط ولكن غلبني النوم لتيقظني اختي بسرعة لانني تأخرت ، امسكت هاتفي نظرت لساعة وبسرعة ذهبت للحمام وما ان دخلت الحمام ( أكرمكم الله) إلى ان سمعت اصوات مثل الرعد استغربت قليلا اهذا رعد ام ماذا صوت بقوة الرعد ماذا يمكن ان يكون خطرت على بالي الحقيقة بأن هذه الاصوات اصوات الصواري/خ لكن قلت لا لا يمكن ان تكون هذه الاصوات من المؤكد انه صوت الرعد خرجت من الحمام مسرعة وجدت جميع افراد عائلتي مستيقظة حتى اخي اللذي يستيقظ للعمل على الساعة الثامنة وبصعوبة بالغة قد استيقظ ،وبعد التحري على الانترنت علمنا بأننا نحن ومن غزة قد قمنا بعملية سوف تسجل بالتاريخ ولاول مرة كانت سعادتنا بالغة ( وبزيادة عليها علشان فش جامعة اليوم ههههههه ) وبعد ساعات من الانتصار العظيم ظننت ولربما لوحدي بأن هذا سيمر بسلام فأنا ابلغ من العمر تسعة عشر عاماً مازلت صغيرة افكاري محدودة ،لم يمر هذا بسلام استشهد منا البعض ومنهم الضعف كنا سعداء حتى بتقديم ارواحنا فقد حققنا النصر كنت اشاهد المشاهد بسعادة بالغة وعلى الجانب الاخر احزن على شهداءنا ثم اقول انا سعيدة وبجملة اخبرتها للجميع "المهم عشت إلي عشتو وشفت إلي شفتو من الانتصار خلص انا فرحانة ومش هزعل اذا كنت شهيدة ) عمرك شفتو شهيد زعلان؟! اكيد لا بس من الفرحة ما كنت بعرف شو اقول ، مر اسبوع كنا نشوف كتير قتلى منهم ولسة بالبداية شفنا برضو منا شهداء ويوم عن يوم زادت اعدادنا بشكل مش طبيعي ولاول مرة بالحياة شفنا إلي شفناه كل يوم بيمضي بيزيد العدد اضعاف والصوت بيعلى اكتر واكتر خواتي شردونا عنا مع اولادهم وازواجهم بطل عندهم بيوت لانهم انقصفوا وكنا برضو نقول "بالمال ولا بالعيال" بس هالجملة ما بتعني انو ما بنزعل عالمال لا بس احنا بنواسي بحالنا تخيل تعب عمرك كلو يضيع بيوم ليلة اخخخ بتذكر انا لما كان يضيع مصروف اضل متنكدة طول اليوم فتخيلوا إلي ضاعت بيوتهم ومالهم وفما بالكم زيادة عليهم اولادهم اخخ ما اصعبها ،الحمد لله على كل حال ،مرح حوالي اسبوعين على نفس الوضع وكل يوم نحكي يمكن بكرة هدنة يمكن بكرة حد من حكام العرب يتكلم ،يدافع ،يحكي ،يساعد ، بس عالفاضي الشعوب كانت لوحدها تدافع ، الحمد لله ربنا معنا ❤️.
بعد ما مر اسبوعين كان الوضع عنا صحيح في اصوات وخوف بس كنا نتدلع لانو ببيتنا ما كنا نحس لسة بالجوع والذل لانو إلنا بيت يأوينا كنا كل يوم نشتري كميات كبيرة من السناكات (شبس ،نسكافيه ،شوكلاتة،كولا ،.....) وابويا كان دايما ينزل يقعد على باب العمارة زي ما تقولوا كان عنا ثقة انو ما راح يصير اشي" منطقتنا امان" كانت هذه الجملة اكتر جملة ابويا يحكيها لما نحكيله بكفي يابا تنزل عالباب بكفي تروح على شغلك بكفي تروح عالسوق بس الكلام كان عالفاضي لحتى صار الاشي إلي كلنا خايفين منو
يوم الثلاثاء ،بعد اذان المغرب بشوي ,17/اكتوبر .
كان ابويا كالعادة قاعد على باب العمارة مع ازواج خواتي واولا عمي واعمامي ، صليت المغرب بعد الاذان بسرعة وخلصت صلاتي وخواتي نادوا ازواجهم يطلعوا يصلوا ويروحوا يقعدوا عند ابن عمي ببيته بس مرت دقيقة او دقيقتين إلا ونسمع صوت حسيت طبلة اذني انفجرت من قوة الصوت وصرنا نصرخ ونجري علشان نهرب اختي الحامل بطلت عارفة تمشي ولا حتى تقف على رجلها من قوة الصدمة والخوف من إلي صار واول كا انزلنا عند الطابق الاول لقيت عمي الصغير بيحكي "اخواتي اشلال اشلال بالشارع " فكرنا ضربوا النادي إلي جنبنا او ضربوا على باب بيتنا ما حد كان داري بأي اشي رجعنا لصراخنا امي كانت تدور على يزن اخويا الصغير
وانا كنت ادور على ابويا ما لقيتو بأي مكان رحت عند الشقة إلي بتطل على الشارع لقيت اخويا الكبير بيكلم بالجوال ولما رجعت عند امي لقيتها بتعيط وبتصرخ وكانو يحكوا اخويا يزن استشهد💔
انا من الصدمة صرت اصرخ واعيط لاني طول اليوم ما شفت اخويا وما بتذكر حتى اني شفتو كل ذكرياتي للحظة انمسحت عنو واجو هدونا ورضينا بالامر الواقع وحكينا إنا لله وإنا إليه راجعون ولحظات الصمت عمت بالمكان لحتى جاء فرج ربنا عمي حكى انو يزن طلع متصاوب ما مات فرحنا كتير بس كنا حاسين انو بيكذبوا علينا علشان نصبر وبعد بدقيقة اتصلنا على ابويا حكالنا بالحرف الواحد :يزن مات مات , ارجعنا لنفس الصدمة مرة تانية مستشهد ولا متصاوب مين نصدق رجع عمي حكالنا انو عمي التاني هو إلي اخد يزن لما كان بيطلع زي اصوات خروج النفس والدم بيطلع من كل جسمو وابويا ضلوا قاعد عالارض وحكى انو مات بسبب المنظر البشع بس الحمد الله الذي سخر عمي ليحمل اخويا يزن مع انه اصابة عمي شديدة بمنطقة الظهر ووصل الشفاء الحمد لله بأمان ، يزن كان ربنا بحبو لانو وصل بالوقت لما كان كا في اصابات وكل الاصابات متعالجة تقريبا وبعد نص ساعة من مساعدته للبقاء على قيد الحياة قصفوا للاسف المعداني وكانت اسوأ وافظع جريمة ارتكبها خلال اول اسبوعين ومن بعدها اي حالة حرجة كانوا يسيبوها تموت ويعالجوا إلي احتماليه عيشه اكبر متخيلين صعوبة الامر انك تترك شخص يموت بس هذه كانت الامكانيات ما في معدات ولا ادوات ولا مساعدات ،ما ندري نفرح انو يزن بخير ولا نزعل عالناس ، ما ادري اذا انا انانية بس كنت بهالوقت افكر بس بيزن ما اهتم بحد بدي اخويا يكون بخير .

كان ابويا كالعادة قاعد على باب العمارة مع ازواج خواتي واولا عمي واعمامي ، صليت المغرب بعد الاذان بسرعة وخلصت صلاتي وخواتي نادوا ازواجهم يطلعوا يصلوا ويروحوا يقعدوا عند ابن عمي ببيته بس مرت دقيقة او دقيقتين إلا ونسمع صوت حسيت طبلة اذني انفجرت من قو...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بعد يومين من قلة الاخبار عن اخويا بس كنا بنعرف انو يزن عايش اجى ابويا عالبيت وقعد يحكيلنا كل إلي صار وكيف مرت عليه الحادثة بس بتعرفوا شو اصعب اشي انو لما كانوا يتصلوا يتطمنوا على اخويا كان يحكيله كل إلي صار وهو بيضحك كان يحكي :ابني كان قاعد بحضني حكالي يلا نطلع اعملي ذرة فشار بعسل وبعدها لقيتو جنبو بيشخور(نفس صوت طلوع الروح) ما قدرت اسوي اشي اخويا إلي حمله ابني معاه كسر بالجمجمة وفي براسو شظايا , متخيلين يحكي هيك كلام وهو بيضحك كلنا كنا عارفين انو ابويا بحالة صدمة بس مش قادرين نعمل اشي ،كل نص ساعة او اقل يجيه اتصال ويحكي نفس الكلام مع نفس الضحكة لحتى فجأة سمعت ولاول مرة بحياتي عياط ابويا وبحرة على اخويا وكيف كان ابويا خايف انو يموت بين ايديه ،وقتها جد ما قدرت امسك حالي وصرنا كلنا نعيط وللاسف رجعوا اتصلوا على ابويا مسح دمعوا ورجعنا لنفس القصة والضحكة بس هالمرة مع غصة ودموع ما حد شايفها غيرنا 💔

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 02 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الحرب والدم❤️‍🩹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن