one shot

73 6 92
                                    

هي ليست بمجرد غرفة هي قاعة واسعة بطابع كلاسيكي راق، سقف بعدة زخرفات اثيرة، و ثرايا معلقة بسلاسة و كأنها عنقود عنب طازج يشتهي الجميع تذوق ثماره، بأضواء منيرة تظاهي جمال نور القمر و ما يحيطه من نجوم، طلاء برنوزي يمتد في الجزء العلوي من الحائط بينما الجزء الآخر بلون بندقي اكثر جمالا، و بلاط ارض يوحي للمشاهد بمنظر ارض خشبية لماعة كمرآة تعكس شكل السائر فوقها ولو كان مجرد سائح، حيث تقابلك نافذة زجاجية عملاقة تطل على جو خريفي بهي فقد اختارت الطبيعة فستانا جديد و تخلت عن اوراقها الصفراء المعززة ترحيبا لما هو قادم، المنظر بحد ذاته يظيف رونقا متألقا ابدع الخالق به بينما فعل المصمم نفس الشيء بذلك المكان بعد ان كان خرابا، و خلفها تماما تقبع تلك الجوهرة بفستان كريمي خفيف و خصلاتها النارية متناثرة حول محياها تعيق رأية ملامح الملاك المبجل على الأرض، عينان عشبيتين لم يولد بعد من لم يغرق بمحيطها و بشرة بيضاء، تظاهي الثلج نقاء، رموش كثيفة تستر فيروزيتيها بأعماقها و رمال جنة تناثرت على وجهها بتساوي تزيدها فتنة، شفتين كرزيتين يثمل المرء لمجرد ملاحظتها، كآفروديت هي بدت، ابدع الإله بكل جزء منها، بالإضافة إلى ابتسامة بريئة رسمت على محياها، كيف لا و هي تقابل حبها الأول و الأخير بنظرها، بينما تقلب صفحات كتاب نوتاتها الخاصة و تحتسي مشروبها المفضل الا و هو كوب قهوة مر بدون سكر، و هي تجلس على كرسي اسود متوسط الحجم تراقب صاحب الهدوء المحبب لها


"كمنفي يحن لوطنه و مسافر يفتقد اهله، لك مني شوق مع كل ما آخذه من نفس، ها انا ملاذي الآمن فتاتك عادت لأحضانك مجددا و هي لا ترغب بشعور الفراق مرة اخرى"

تحدثت و جوهرتيها لم تبتعد عنه بل تزداد تعمقا به و بكل تفاصيليه، كفراشة عاشقة للزهور اقتربت تحط بأناملها على بياضه البالغ تلامسه بكل رقة و كأنها تخشى اختفاءه ان فعلت ذلك

"كسطوع البدر دخلت حياتي في فترة تهت فيها بين طيات الظلام الحالك لتكون لي منيرا و انيسا في وحدتي، ها انا اقف امامك مجددا بكل فخر لما وصلت له من نجاحات لم يكن لي بها سبيل بدونك انت، ولا احد غيرك كنت و لازلت اماني المتيمة به"

خللت اناملها بين السواد الخاص به ببطىء تجوب كل انش منه تفتقدة هي و بشدة رغم انها لم تغب عنه لأكثر من يومين تهيم به فقد تخطت مراحل الهوى وفات اوانها حتى وصلت لما يسميه البشر بالهوس ترى انه لا وجود للحياة بدونه

"اتعلم ان خافقي يصرخ بإسمك و لا يردد سواه؟"
"هل اخبرتك انني اغرق بك، فويلا لي من غارقة لا تريد النجاة انما تستهويها المجازفة في متاهة حب لا بداية لها ولا نهاية"

"الم تفعل انت؟ الم تشتق لآسرتك؟، ايعجبك بعدي عنك لهذا الحد؟ ام انك تجد السعادة بعيدا عني..!!؟"

piano lover حيث تعيش القصص. اكتشف الآن