تأخذ نفس عميق يتبعه زفير بطيء مثل بطىء خطواتها المتثاقلة وهي تمشي لداخل حديقة البيت الكبيرة و كأنها شخص يمشي في جنازةكل الي تتمناه ان الوقت فقط يعدي بأسرع ما يمكن
تستقبلها "ريمي" بإبتسامة و حضن طويل
ثم تشعر بتسارع خطواتها لما تسحبها من يدها للداخلكان المكان مزين بأنوار العام الجديد و الكراسي البيضاء و الطاولات تنتشر فوق العشب الأخضر في الحديقة الي تتسع للعدد الكبير المتواجد فيها
همست ريمي : وقفي عبوس آريس.. تعرفين ان بابا يتضايق لما يشوفك بهذا الشكل
جاهدت آريس فمها انه يخرج ابتسامة مصطنعه ما دامت ثواني
الا و اختفت لما توجهت لها الأنظار و انتبهوا لوجودهاو بالطبع كان وجود الشخص الي ما يشوفونه الا في السنة مره وحده مثير لبعض الإنتباه
سمعت صوت الأب يكسر لحظات الصمت المحرجة و يناديها تجلس على الطاولة الي يجلس فيها
امتعضت لما شافت الجالسين معه لكن خضعت لرغبته و تقدمت و جلست جنبهحاوط ذراعها بيده و قال : أخيرًا قدرنا نشوفك
تصنعت آريس ابتسامة أخرى و قالت : تعرف كيف أنشغل كثير...قاطع صوت "روز" كلام آريس و قالت
: أكيد.. حياة التحرر مليانه أشغال..نظر الأب لزوجته روز نظره حادة لكن ما منعتها تكمل كلامها و تقول
: لا تناظرني كذا .. مو انا الشخص الي محسوب علينا بالكلام بهالعايلة: لا تخافين روز.. أنا مو محسوبة عليكم ولا بعمري راح أكون
قالت آريس موجهه كلامها لروز الواضح عليها الكراهية الشديدة لآريسكراهية نابعة من وجود آريس فقط.. آريس الي قبل 31 سنة دخل فيها عليها زوجها و هي رضيعة في مهدها
لكن روز تكذّب قصة زوجها بأنه تبنى آريس إبنة صديقه العزيز الي توفى بعد ولادتها
تكذّب كون امها رفضت تربيتها بحجة انها علاقة خارج الزواج و ما تقدر تربي طفلة لوحدهاتكذّب كل شيء .. و تصدق ان آريس هي ابنة "آدم" زوجها الي يغطي خيانته لها بكذباته
تعلق آدم الشديد فيها.. تفضيله لها على بنته البيولوجية ريمي .. و حتى موافقته على اسلوب حياتها و عدم تدخله بالرغم من كون عائلتهم و محيطهم متزمت و رافض لكل أساليب عيش آريس
لكن إحساس آريس العالي بعدم الإنتماء خلاها تضرب بكل تقاليدهم عرض الحائط
اختارت تتركهم و تعيش بعيد عنهم قد ما تقدرتحب آدم .. و تشعر بالإمتنان انه ما قاوم رغباتها و تقبل كل قراراتها على عكس كل من ضغط عليه عشان يرفض
لكنها ما تدين لعاداتهم بأي شيء.. كانت و لازالت تشعر انها فرد دخيل عليهم و مفروض على بعضهم
و حتى حبها الشديد لآدم ما شفع له بأنها تحس تجاهه بإحساس الأبوة الحقيقي
عيشها بينهم حتى سن ال20 ما كان كافي انه يعزز فيها الشعور بكونهم عائلتها حقًا..
و روز كانت ما تدخر اي جهد عشان تنمي هذا الشعور