« أنا؟ لصالح علامتك التجارية؟ »
في خضم تفكيرها انحرفت سينا بناظريها تحدق من النافذة،
سيفي؟
ضيقت عينيها تنظر مدققة الى الشخص مألوف الهيئة الواقف و شابة بشعر اشقر قصير تخطو نحوه
« ثماني سنوات »
عندما اجهرت صوفيا كلماتها تجمد سيفي مكانه و انتشرت شرارة باردة على طول عموده الفقري
« أين كنت كل هذا الوقت؟ »
« أنتِ- »
« سألت عنك مرات عديدة و- اعتقدت أنك مت .. فقط لماذا- لماذا غادرت فجأة دون أن تخبرني؟! أنا- أنا .. جرحك ، جرحك الخطير لم يلتئم حتى حينها و- »
تحدثت صوفيا بسرعة وفوضوية لاهثة ثم توقفت فجأة في اللحظة التي حط فيها سيفي بأصبعه السبابة على شفتيها
« أنت! هل حقا؟ .. أنا؟ تتذكرينني أنا؟ »
مؤشرا الى نفسه بغير تصديق يكرر
« أنا؟ »
منزعجة ابعدت صوفيا يده ثم صاحت بانفعال قائلة :
« بالطبع أفعل! »
صرخت صوفيا ثم اتبعت معاتبة بحدة
« لقد سألت عنك الجميع، لوكا، ألفين و سون الجميع كان يجهل مكانك ثم سألت عنك مؤخرا و قال لي احدهم بأن مواصفاتك تنطبق على احد الجنود في القسم لكنهم قالوا بأنه توفي مؤخرا، هل كان عليك المغادرة بتلك الطريقة دون وداع ؟ »
طأطأ سيفي رأسه
«كنت خائفة من اقحامك في ورطة، لذلك غادرت »
« اقحامي في ورطة؟ »
ضحكت كما لو كان ما سمعته اسخف عذر ثم دفعت ساقا و خطت مقتربة منه قائلة
« عندما لاحظت المنديل اعتقدت أنك كلفت أحدهم بإرساله »
لمع بريق الدمع في عينيها
فتلفظ سيفي نفسا بذهول وصدمة بينما يحدق بعيون متسعة
بشفتين متباعدتين شعر سيفي بلسانه اثقل من الصخر
« أنا حقا لم اعتقد قط بأنك- »
« لم تعتقد ماذا؟ »
أنت تقرأ
شمس أوستن
Fantasíaلَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح وَجهِه بِوضُوحٍ لكِنَّنيِ أَذكُر أنَّ لدَيهِ عَيْنَينِ زَرْقَاوَيْنِ تُصبِحَانِ أكْثَرَ بَريِقًا مَع كُلِّ خُطوَةٍ يَخطُوهَا نَحْوِي حَامِل...