الفصل الرابع والعشرون

18K 752 43
                                    

الفصل الرابع والعشرون

بفضول القطة الذي قد يؤدي فعلها في البحث خلف المجهول لهلاكها، تحركت تتبع خالتها جميلة كما تلقبها دائمًا،  تحمل عنها قفص الطيور من أجل مساعدتها، ومن جهة أخرى كي تستطلع اخر الأخبار عن اميرها الوسيم، وهذا السؤال المُلح بداخلها والذي لم تكف عن توجهيهه للمرأة، حتى وهي تقطع الطريق معها الاَن نحو وجهتهما:

- يعني معجولة يا خالة جميلة، لحد دلوك العروسة مردتش عليكم؟ كيف يعني؟ دي المدة طالت جوي .

قلبت جميلة عينيها، تزفر داخلها بسأم وملل، فهذه المتطفلة تجبرها على تأليف القصص، وهي ليست جيدة في الكذب من الأساس، لذلك فضلت الصمت، فهي الاَن ليست بحالة تسمح لها بهذا الهراء أو المماطلة، لشيء قد حسم من الأساس،  ولم تعد به فائدة الكتمان.

- يا خالة جميلة انتي ليه ما بترديش عليا؟ ولا انتي مسمعتيش سؤالي من الأساس؟..... دا انا كنت بسألك على موضوع خطوبة المحروس اخوك....

- خلاص يا هدير.
هتفت بها تقاطعها بضجر حقيقي داخلها، ولكنها تمالكت  كي تجيبها ببعض الزوق:

- بصي يا بتي، انسي الموضوع دا حن عليكي وما تفكرنيش بيه تاني، اعتبريني مجبتش سيرة خالص بيه .
- ليه يا خالة؟..... هو محصلش نصيب؟.
صدرت منها بلهفة أثارت الاستفراز بداخل الأخرى، لتتمتم بضيق ردًا عليها:

- لا محصلش، وفوضيها بجى، خلينا نكمل طريجنا.

قالتها لتسرع بالخطوات امامها، تأمرها بخشونة:
- ياللا بجى، همي برجليك دي ورايا.

لم تطاوعها اقدامها على  التحرك سريعًا خلفها، ف لحظة الاستيعاب وهذا الابتهاج الذي كان يسري بداخلها،  اجبرها على التوقف، لتغزو ابتسامة بلهاء ملامحها، غير عابئة بوجع رقبتها بحمل القفص التقيل، ولا بتوقفها في وسط الطريق،  لتجذب الانظار نحوها بتساؤل.

حتى انتبهت جميلة، لتلتف اليها تصيح عليها بسخط:
- اجولك سرعي، تجفي خالص يا هدير،  يا بتي هو انتي بتفهمي الكلام عكس ولا ايه بس؟

❈-❈-❈

بعد قليل
وصلت برفقتها لداخل المنزل ، والذي لم تتوقف عينيها بالبحث و التجول داخله، بشكل فضح تفكيرها امام المرأة والتي ندمت بالفعل على زلة لسانها معها،  كما ندمت على قبول مساعدتها من الأساس، لتتناول منها القفص تضعه على الأرض،  تردف لها بكلمات الامتنان قبل ان تأمرها بلين:

- ربنا يبارك فيكي يا بتي ويريح جنبك زي ما مريحاني وشايلة عني دايمًا.....
- تعبك راحة يا خالة جميلة، دا انا اساعدك بعيوني التنين.
- تسلم عيونك، خلاص روحي انتي عشان امك ما تجلجش عليكي.

وقبل ان تبحث لها عن حجة للتلكأ في الذهاب،  جاءها العون من ناحية أخرى، من الوالدة نفسها،  والدة جميلة وعمر، وقد كانت جالسة مع احفادها يتسامرون في هذا الوقت، فاعترضت بخروجها الاَن فور مجيئها"

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن